متابعة/ المدىبالرغم من تعدد المطالب التي نادى بها المتظاهرون في عموم المدن العراقية في الأيام الأخيرة، ركزّت أغلب الشعارات التي رفعت في التظاهرات على أهمية محاربة الفساد والقصاص من المفسدين وحماية المال العام من السرقة.ويقول مراقبون إن هذا التوجه الجمعي ناتج من استفحال عمليات الرشوة والفساد وانتشارها في أكثر دوائر ومؤسسات الدولة بشكل علني،
فيما يزداد عدد الفقراء وتفتقر المدن والقرى العراقية إلى ابسط الخدمات، ويشير الكاتب والإعلامي صلاح حميد إلى أن وجود سخرية ممزوجة بالألم انعكست في شعارات وعبارات المحتجين، فهناك من رفع عبارة ساخرة تقول "نريد وزراء من بنغلادش لان عندهم ضمير" في إشارة إلى غياب الضمير المهني والنزاهة عن الوزراء والمسؤولين العراقيين، وهناك من كتب "يا حكومة كافي بوك راح أنبلغ الشرطة"، وهي عبارة ساخرة من حالة السرقة العلنية اغلب الأجهزة الحكومية.ويجد الكاتب والإعلامي عمار السواد لإذاعة العراق الحر إن المطلب الأكثر حضوراً في شعارات المحتجين هو محاربة الفساد وكشف ملفات المتلاعبين بالمال العام، وقد تنوعت الشعارات بين الجادة والساخرة، وقد يؤشر ذلك التوجه تأكيد دور المواطن الجديد في المراقبة وإبداء الرأي بعلانية ودون خوف للحفاظ على كنوز البلاد ومواردها، وهي من علامات التحضر والمدنية. وقلل السواد من احتمالية أن تتجه الدولة والحكومة إلى محاربة الفساد بشكل فاعل، وقال إنها ستعتمد أيضا على الحلول الترقيعية لان المحاصصة تمنع التحرك باتجاه أي فعل تغييري حقيقي، وهي المعضلة الكبرى التي تعيق تطور البلاد، وتضعها في خانة البلدان الأكثر فساداً.ويرى رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي إن شعارات المواطنين هي انعكاس لا يقبل الشك عن السخط والازدراء من تفشي ظواهر الفساد والرشوة والمحسوبية، وان هذه المطالب تؤكد الحس الوطني الجمعي الخالص والذي اخذ ينمو بين صفوف الشباب وعامة الناس، لأنهم يعتبرون إن ثروات البلاد مهددة بالزوال بفعل سرقات المال العام، مضيفاً: "هذه الشعارات على بساطتها وسخريتها، قد تكون ورقة ضغط على البرلمان والحكومة لتعضيد عمل الأجهزة الرقابية في مكافحة الفساد المالي والإداري في البلاد، وبالتالي ستجد هذه المطالب طريقها إلى التحقيق بعد مناقشتها من قبل أصحاب القرار، ونحن كهيئة نزاهة نجد في هذا الحراك الجماهيري حافزاً للعمل المثابر من اجل تكثيف العمل وتحقيق الهدف المهم في محاربة المفسدين".
محاربة الفساد.. علامة مسجلة للتظاهرات
نشر في: 1 مارس, 2011: 09:36 م