TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يحتفي بذكرى أديب الإنسانية توماس مان

بيت المدى يحتفي بذكرى أديب الإنسانية توماس مان

نشر في: 29 يونيو, 2025: 12:05 ص

متابعة المدى

جلسة بيت المدى هذا الأسبوع كانت مخصصة للأديب الألماني توماس مان بمناسبة مرور 150 عاما على ولادته، قدمها د. احمد الظفيري قائلا: ولد الكاتب توماس مان (1875 وتوفي 1955) بمدينة لوبيك الألمانية. كان أبوه من كبار تجار الغلال، وتبوأ منصب عمدة لوبيك مرتين، فضلا على أنه كان عضوا في مجلس الشيوخ. في الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر من سنة 1929 تلقى توماس مان خبرا سارا من ابنته "إليزابيث" وولده "مايكل" عن طريق رسالة تلغراف تفيد بأن والدهما حاز على جائزة نوبل للأدب. لكن الأديب الألماني أخذ الأمر بهدوء تام.

بعد نجاح هتلر في انتخابات الرايخ الألمانية سنة 1930 كان من السهل على توماس مان التعرف على الأخطار التي تهدد الديمقراطية الوليدة، حيث طلب تشكيل جبهة من البرجوازيين والاجتماعيين الديمقراطيين لمواجهة المتشددين اليمينيين. وقام الكاتب الألماني في نفس العام بالإشارة إلى "التحذير من الجور والانقلاب على الحياة البرلمانية عن طريق الكيان الدكتاتوري في كتابه ماريو والساحر. وبعد وصول الحزب النازي إلى الحكم سنة 1933 لم يبق أمامه غير الهجرة. بعد ذلك قام النازيون بسحب الجنسية عنه سنة 1936. وبعد أن قضى بضع سنوات في السويد اضطر مجدداً للهجرة إلى الولايات المتحدة والإقامة فيها مع عائلته. ومن هناك توجه إلى الشعب الألماني بعد اندلاع الحرب عبر الراديو بهدف إيضاح آثار الحرب المدمرة وجرائم الحكم النازي بحق شعبه.
ثم تحدث بعدها د. بهاء محمد علوان استاذ اللغة الألمانية في جامعة بغداد عن توماس مان قائلا: الحديث عن توماس مان حديثا كبيرا، واذا أن نعرف مان ودوره الأدبي علينا ان نعرف تاريخ الأدب الألماني، فالأدب الألماني أدب عريق وأنتج رموزا كبيرة منذ زمن الكلاسيكية والرومانتيكي، الى المدرسة التعبيرية التي كان متأثرا بها توماس مان، فمان كان متأثرا برموز الادب الالماني مثلما كان متأثرا بالفلسفة الالمانية كذلك، ويجب أن نعرف هل كان مان فيلسوفا كتب نصا أدبيا أم اديب كتب نصا فلسفيا؟، توماس مان كان شديد الارتباط بألمانيا حتى عندما كان في المهجر، عندما استشعر خطر وجود هتلر، قال عبارة مشهورة هي: "أينما أكون تحل ألمانيا" والحقيقة مثل هذه العبارة للذين لا يعرفون تراكيب اللغة الألمانية أو ترجمتها، يمكن أن تؤول الى أنه متعاليا على ألمانيا، أو أن ألمانيا غير موجودة بدونه.. بينما معنى العبارة أن ألمانيا حاضرة معي اينما أحل، ويعني الالتصاق بجذوره واعتزازه بهذه الجذور.
يعد توماس مان رائد الحداثة بالرواية الألمانية، فقد أستند الى تقنيات الكتابة الروائية متأثرا بالكاتب الروسي تولستوي، فقد أحدث تقنيات جديدة على السرد الألماني فهو من المحدثين. فلو رجعنا الى رواية بودنبرك، فهذه الرواية تنقل الصراع الطبقي في ألمانيا وتنقل التجربة الشخصية لمان، فهي أقرب الى رواية السيرة، وكان التأثر واضحا برواية آلام فيرتر لغوته، وأشار الى ان توماس مان غٌبن في الروايات المترجمة للعربية. في رواية فاوست استخدم الفلسفة بشكل كبير معتمدا على فلسفة نيتشه في تناول الصراع، هل الصراع بين الخير والشر صراع تقليدي؟ كما تجسد في فاوست غوته.
وبحث بعد ذلك الناقد السينمائي علاء المفرجي عن الأعمال الروائية التي اقتبستها السينما من روايات توماس مان قائلا:
أعمال الكاتب الألماني توماس مان ليست سهلة القراءة، فقد كان مان رجل أفكار، ورواياته (الطويلة غالبًا) ذات طابع فلسفي وتعليمي قوي. وليس من المستغرب قلة اقتباساتها، مما يجعل هذه المجموعة من ثلاث مسلسلات تلفزيونية ألمانية قصيرة أكثر قيمة. وكان أطولها - 11 حلقة، مدة كل منها ساعة، هي عمله الروائي الاول "بودنبروكس" (1979)، المقتبس من رواية مان الصادرة عام 1901، والتي تروي قصة صعود وسقوط عائلة تاجر في القرن التاسع عشر. وفيلم "الجبل السحري" (1982) في ثلاث حلقات مدة كل منها ساعتان، وهو مقتبس من رواية مان الكلاسيكية الرمزية الصادرة عام 1924 عن الانحطاط الفكري لأوروبا قبل الحرب العالمية الأولى، وتدور أحداثه في مصحة حيث يواجه شاب ألماني شخصيات تمثل العقلانية والراديكالية والإغراء والمتعة.
ورواية "اعترافات فيليكس كرول" غير المكتملة والتي صدرت عام 1954، اقتبست فيلما عام 1957 من إخراج كورت هوفمان، بمشاركة هورست بوتشولز وليزلوت بولفر، وحاز جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي، تحولت أيضا الى مسلسل تلفزيوني (1982).
ورواية "الجبل السحري" وهي رواية فلسفية ورددت رمزية الطب والمرض قبل الحرب العالمية الأولى. حُولت إلى ميني-سلسلة تلفزيونية طويلة كجزء من مجموعة "The Thomas Mann Collection"، إلى جانب "بودنبروكز" و"دكتور فاوستوس".
أما العمل الأهم الذي حول الى السينما هو رواية "الموت في البدقية" التي فاجأ بها المخرج الإيطالي لوتشينو فيسكونتي العالم بإخراجها. هو فيلم درامي تاريخي صدر عام ١٩٧١، من إخراج وإنتاج المخرج الإيطالي لوتشينو فيسكونتي، واقتبسه فيسكونتي ونيكولا بادالوكو من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب الألماني توماس مان عام ١٩١٢. الفيلم من بطولة ديرك بوغارد في دور غوستاف فون أشينباخ وبيورن أندريسن في دور تادزيو، بالإضافة إلى أدوار مساعدة من مارك بيرنز وماريسا بيرنسون وسيلفانا مانغانو. صُوّر بتقنية تكنيكولور من قِبل باسكوالينو دي سانتيس. تتألف الموسيقى التصويرية من مختارات من سيمفونيتي غوستاف مالر الثالثة والخامسة، كما يؤدي شخصيات الفيلم مقطوعات موسيقية لفرانز ليهار ولودفيغ فان بيتهوفن وموديست موسورجسكي. سبق فيلم "الملعون" (1969) وتبعه فيلم "لودفيغ" (1973)، وهو الجزء الثاني من "الثلاثية الألمانية" لفيسكونتي.
بعد ذلك أذن مقدم الجلسة الى عدد من مداخلات الحضور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جدة / علاء المفرجي تتواصل عروض مهرجان البحر الاحمر بدورته الخامسة والمقامة في جد، في مختلف المسابقات التي يضمها المهرجان، فقد قدم المخرج الفرنسي زافين نجار فيلم تحريك عنوانه "بيرَاهِيما" صبي في العاشرة من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram