TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > سلام مشروط أم توازن مؤقت؟ مفاوضات إسرائيل وسوريا تعود إلى الواجهة

سلام مشروط أم توازن مؤقت؟ مفاوضات إسرائيل وسوريا تعود إلى الواجهة

نشر في: 29 يونيو, 2025: 09:33 ص

المدى/متابعة
بينما تشهد المنطقة تقلبات سياسية متسارعة، برزت مفاجأة جديدة على ساحة الشرق الأوسط، مع تداول تقارير عن مفاوضات غير مباشرة تجري بين إسرائيل وسوريا برعاية دولية وإقليمية.

وعلى الرغم من نبرة التفاؤل التي تبنّتها وسائل إعلام إسرائيلية، لا تزال دمشق حذرة، وتضع شروطًا صعبة أمام أي تقارب محتمل، في ظل واقع معقد يفرضه الداخل السوري وتوازنات القوى في المنطقة.

مفاوضات خلف الستار

قناة "i24NEWS" الإسرائيلية فجّرت المفاجأة قبل أيام، حين نقلت عن "مصدر سوري مطّلع" أن اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل قد يُوقّع قبل نهاية عام 2025.

وادّعى المصدر أن المحادثات، التي تتم بوساطة دولية، بلغت مراحل متقدمة، وتتعلق بترتيبات أمنية وحدود الجولان وخطوط وقف إطلاق النار.

ردّ وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، لم يغلق الباب تماماً أمام هذا السيناريو، لكنه ربطه بشرط أساسي، قائلاً: "لن نتخلى عن الجولان، التطبيع ممكن ولكن الجولان سيبقى في أيدينا"، وهو موقف يتعارض مع الثوابت السورية، التي ترى أن استعادة كامل الجولان المحتل منذ عام 1967، هو أساس أي حديث عن سلام أو تسوية.

في السياق، مصادر سورية قريبة من الحكومة، تحدثت إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، وأكدت وجود مفاوضات غير مباشرة بالفعل، لكنها رفضت الطرح الإسرائيلي المتفائل، ووصفت سوريا بأنها "دولة وليدة"، في إشارة إلى حالة التعافي السياسي والمؤسساتي الهشة بعد أكثر من عقد من الحرب.

وأضافت المصادر أن دمشق غير جاهزة لعقد "سلام دائم" في الوقت الراهن، لكنها منفتحة على اتفاق أمني معدل، أو العودة إلى اتفاق فصل القوات لعام 1974، الذي ينظم الوضع العسكري في الجولان.

يذكر أن الحديث عن مفاوضات بين دمشق وتل أبيب ليس جديدًا، فقد شهدت تسعينات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية جولات عدة من التفاوض غير المباشر، برعاية أمريكية، كان أبرزها في جنيف عام 2000، بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك، لكنها فشلت بسبب الخلاف على بضعة أمتار عند شاطئ طبريا.

وفي عام 2008، أعادت حكومة بشار الأسد المحاولة عبر وساطة تركية، لكن المحادثات انهارت مع اندلاع الحرب السورية عام 2011.

وتأتي هذه التطورات وسط تغيّرات استراتيجية كبرى في المنطقة، إيران تخوض مواجهة متصاعدة مع إسرائيل، وفي المقابل، تتجه عدد من الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع تل أبيب، ما يعيد ترتيب التحالفات والضغوط على الأنظمة التي ترفض اللحاق بركب التطبيع.

المحلل السياسي السوري فراس عز الدين، يرى أن "دمشق قد تستثمر في ورقة المفاوضات كتكتيك لشراء الوقت أو لإعادة الانفتاح الدبلوماسي على الغرب، لكنها لن تدخل في اتفاق حقيقي ما لم تحصل على ضمانات تتعلق بالسيادة على الجولان وانسحاب إسرائيل منه".

من جانبه، قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إيال زيسر، لصحيفة جيروزاليم بوست، إن "إسرائيل تدرك ضعف الدولة السورية حالياً، لكن ربما تجد فرصة لترتيب حدودها الشمالية عبر تفاهمات أمنية تُبعد إيران ولا تصل إلى سلام شامل".

وفي ظل التصريحات المتضاربة والتكتم الرسمي من الجانبين، يبدو أن المشهد لا يزال ضبابياً، لكنّ الحديث عن اتفاق سلام في عام 2025، في ظل تمسك كل طرف بشروطه القصوى، قد لا يتجاوز حتى الآن كونه اختباراً للنيات أو توجهاً لتهدئة جبهة محتملة الاشتعال.

أما الجولان، الذي يتصدر العناوين مرة أخرى، فيبقى كلمة السرّ في هذا الصراع الطويل، ومفتاح أي مفاوضات فعلية يمكن أن تغيّر خارطة الشرق الأوسط في السنوات القادمة.

المصدر:وكالات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

فضيحة أمنية بسجن أحداث الرشاد: توقيف 15 متهماً وكشف ملابسات هروب محكومين

فضيحة أمنية بسجن أحداث الرشاد: توقيف 15 متهماً وكشف ملابسات هروب محكومين

بغداد/ المدى أعلنت وزارة الداخلية، توقيف 15 متهماً على خلفية هروب محكومين من سجن الأحداث في الرشاد. وذكرت الوزارة في بيان تلقته(المدى)، أنه"بعد حادثة هروب اثنين من المحكومين من سجن الأحداث في الرشاد، وبتوجيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram