متابعة / المدى
شدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الأحد، على أن الأولوية في المرحلة الراهنة هي الحفاظ على وحدة البلاد، داعياً الشعب إلى الثقة بالحكومة، ومؤكداً أن الإيرانيين أظهروا تلاحماً وطنياً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
وقال بزشكيان في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، إن «الشعب الإيراني أثبت من خلال الوحدة والتلاحم خلال الأيام الـ12 الماضية أنه يقف بثبات إلى جانب وطنه».
في السياق ذاته، نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، قوله خلال اتصال مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، إن طهران «تشُك بشدة» في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار.
وأضاف موسوي: «نحن مستعدون لتوجيه رد قوي إذا كرّر العدو عدوانه، إذ لا نثق مطلقاً بوفائه بالتزاماته».
من جهته، صرّح مسؤول في «الحرس الثوري» بأن القوات استخدمت أقل من 5% من قدراتها الدفاعية خلال الحرب، مشيراً إلى أن «معظم وحداتنا لم تدخل المعركة» مع إسرائيل.
وأفاد التلفزيون الإيراني بأن البرلمان أقرّ قانوناً يحظر تحليق الطائرات المسيّرة المدنية غير المرخصة فوق المناطق العسكرية والأمنية، أو في مناطق تخضع لحماية خاصة.
وشارك الآلاف من الإيرانيين، السبت، في مراسم تشييع رسمية لـ60 من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قُتلوا خلال الحرب الأخيرة، وذلك في اليوم الخامس من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
بعد 12 يوماً من التصعيد العسكري، الذي شهد دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة عبر ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، عاد الملف النووي الإيراني إلى صدارة المشهد الدولي، وسط تساؤلات عن مستقبل التخصيب وسبل العودة إلى الدبلوماسية.
وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تكون إيران قد أخفت مخزونها من اليورانيوم قبيل الضربات الجوية، معتبراً أن «مثل هذه الخطوة صعبة للغاية» في ظل الرقابة المكثفة من الأقمار الصناعية وأجهزة الاستخبارات.
كما نفى ترامب ما تردد بشأن عرض صفقة نووية مدنية بقيمة 30 مليار دولار لإيران، واصفاً تلك الأنباء بـ«الزائفة»، لكنه لم يستبعد وجود نقاش داخلي في إدارته حول تقديم حوافز اقتصادية مقابل وقف التخصيب، ضمن شروط صارمة. وفي تطور دبلوماسي لافت، كشفت شبكة «NBC» الأميركية أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يستعد لعقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين لاستكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت يجمّد التخصيب مقابل تخفيف العقوبات.
من الجانب الإيراني، أعلن وزير الخارجية عباس عراقجي عبر منصة «إكس»، أن «الإيرانيين ضحوا بدمائهم لا بشرفهم»، مؤكداً رفض طهران للاستسلام، لكنه أبدى في الوقت نفسه «استعداداً مبدئياً» لاستئناف المفاوضات مع واشنطن، في خطوة تعكس محاولة الموازنة بين الخطاب الداخلي والضغوط الدولية.
وفي تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية»، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية، مارك كيميت، إن الضربات الأميركية ألحقت ضرراً بالغاً بالمرافق النووية الإيرانية وأعادت برنامج طهران سنوات إلى الوراء، لكنه حذر من أن «المعرفة والقدرات لا تزال بيد الإيرانيين».
وأشار كيميت إلى أن إدارة بايدن وضعت خطوطاً حمراء واضحة: لا تخصيب لليورانيوم ولا حيازة لسلاح نووي، مشدداً على أن البرنامج النووي لا يمكن فصله عن برنامج إيران الصاروخي ونفوذها الإقليمي.
ورأى كيميت أن واشنطن تصر على مقاربة شاملة للملف النووي، مقابل رغبة إيرانية بتجزئة الملفات، ما يهدد بانهيار أي مفاوضات ما لم تُضبط شروطها منذ البداية.
وأضاف أن الصراع داخل النظام الإيراني بين تيار براغماتي قد يقبل بصفقة نووية ومساعدات اقتصادية، وآخر عقائدي يرفض أي تنازل عن التخصيب، سيحدد مصير المفاوضات المرتقبة.
وفيما يتعلق بإمكانية توجيه ضربة عسكرية جديدة، لم يستبعد كيميت أن تشارك واشنطن في ضرب مواقع نووية إيرانية «يصعب على إسرائيل تدميرها وحدها»، مؤكداً أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً في حال استأنفت طهران التخصيب بمستويات مرتفعة.
واختتم كيميت بالإشارة إلى وجود مرونة أميركية في بعض التفاصيل التقنية كالتفكيك والتخزين، لكنه شدد على أن «عصر التساهل انتهى».










