TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > منظمة محلية بيئية: جفاف الأهوار يحمل مخاطر على الكائنات المائية المهددة بالانقراض

منظمة محلية بيئية: جفاف الأهوار يحمل مخاطر على الكائنات المائية المهددة بالانقراض

نشر في: 30 يونيو, 2025: 12:05 ص

 ذي قار/ حسين العامل

أطلقت منظمة بيئية معنية بشؤون الأهوار نداء استغاثة لحماية السكان المحليين والكائنات المائية من مخاطر الجفاف التي أخذت تفتك بها، وفيما أشارت إلى هلاك آلاف الكائنات المائية المهددة بالانقراض، دعت إلى إنشاء محمية خاصة للحفاظ على ما تبقى منها، وإلى تفعيل دور وزارة الخارجية في إدارة ملف المياه مع دول الجوار.

 

ونشرت منظمة الجبايش للسياحة البيئية مؤخرًا صورًا لأعداد كبيرة من السلاحف والكائنات المائية وهي مكدسة في خانق مائي ضحل، وأشارت إلى نفوق المئات منها عند زحفها باتجاه المياه بعد تعرض مناطق الأهوار للجفاف.
وقال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية، رعد حبيب الأسدي، لـ(المدى): «إن الأوضاع الناجمة عن أزمة المياه متدهورة جدًا في عموم البلاد، وليس في ذي قار وحدها»، مبينًا أن «ذلك انعكس سلبًا على حياة السكان المحليين، والثروتين السمكية والحيوانية، والكائنات المائية في مناطق الأهوار على وجه الخصوص».
وتوقع الأسدي أن تمر الأهوار بأسوأ موسم جفاف، مبينًا أن «الأهوار لم تدخل بعد ذروة الصيف، وهي تعاني من هذا الجفاف القاتل الذي طال أكثر من 87% من مناطقها»، وتساءل: «فكيف سيكون حالها في أشهر تموز وآب وأيلول؟».
ويرى رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية أن «معظم مناطق الأهوار، ولا سيما في هور الحمار والأهوار الوسطى وهور الحويزة، زحف عليها الجفاف، وأخذت تغزوها نباتات الأثل الصحراوية لتحل محل النباتات المائية المتمثلة بالقصب والبردي»، وخلص إلى القول إن «وضع الأهوار صعب جدًا».
وكشف الأسدي أن «ما تبقى من مساحات الأهوار الشاسعة لا يشكل حاليًا سوى مسطحات مائية ضحلة ومجاري الأنهار الرئيسة منخفضة المناسيب»، وأضاف: «نحن الآن كمنظمة بيئية نشعر بالذعر، وليس بالقلق، لما آلت إليه الأمور»، وأوضح: «في السنوات السابقة كان هناك أمل بنزوح السكان من مربي الجاموس وصيادي الأسماك إلى محافظات أخرى، غير أن المؤشرات تبين تعرض تلك المحافظات للجفاف، وهو ما جعل سكان الأهوار لا يملكون الخيارات المناسبة لمواصلة حياتهم، بعد تراجع تلك الخيارات التي كانوا يعوّلون عليها لإنقاذ حياتهم وحياة أسرهم وثروتهم الحيوانية». وبيّن أن «وقع الجفاف على سكان الأهوار سيكون هذا العام قاسيًا، فحتى الأمل بنزوحهم إلى المحافظات الأخرى أخذ بالتراجع، بعد أن بات كل العراق اليوم مهددًا بمخاطر الجفاف».
وشدّد على أهمية تفعيل دور وزارة الخارجية في المباحثات مع دول الجوار حول ملف المياه، مشيرًا إلى أن «حرب المياه بلغت ذروتها هذه الأيام، وإن مخاطرها أشد من إلقاء قنبلة نووية، وهذا ما يستدعي استنفارًا مؤسساتيًا فاعلًا على جميع المستويات الداخلية والخارجية». وتحدث الأسدي عن نفوق آلاف السلاحف والأسماك والكائنات المائية المهددة بالانقراض، مؤكدًا «تعرض أعداد كبيرة من السلاحف للهلاك عندما أخذت تزحف صوب الأنهار بعد تعرض مناطق الأهوار للجفاف»، وأضاف: «وهذا ما دعا العاملين في منظمة الجبايش للسياحة البيئية إلى المبادرة بجمع ما تبقى من تلك السلاحف ونقله إلى نهر الفرات، ناهيك عن إطلاق نداء استغاثة بيئية لإنقاذ الكائنات المهددة بالانقراض، ومخاطبة الجهات المعنية في وزارتي البيئة والموارد المائية».
واقترح رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية إنشاء محمية بمساحة 4 كيلومترات مربعة، وتوفير المياه الكافية لها عبر مضخات خاصة، لغرض حماية التنوع الأحيائي والبيولوجي، والحفاظ على الكائنات المائية من مخاطر الانقراض خلال موسم الجفاف، ويرى الأسدي أن «هذا المقترح ممكن تنفيذه مع توفر الآليات والحفارات التابعة لوزارة الموارد المائية».
وتواجه محافظة ذي قار جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وأزمة المياه خلال السنوات الأخيرة، إذ تعرضت مساحات شاسعة من مناطق الأهوار في المحافظة إلى الجفاف، وتضررت مئات القرى من شح المياه، ناهيك عن نزوح وهجرة آلاف الأسر من مناطق سكناها، إذ فقد معظم سكان الأهوار والقرى التي تعرضت للجفاف خلال الأعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة وصيد الأسماك وتربية المواشي، فيما تسببت العواصف الغبارية بمشاكل صحية وحالات اختناق، بينما أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى خسائر اقتصادية ناجمة عن تفاقم مشكلة الجفاف، ناهيك عن تعطيل الدوام في الأيام التي تشتد فيها الحرارة خلال موسم الصيف.
وأسفرت موجة الجفاف التي شهدتها مناطق الأهوار عن ارتفاع معدلات البطالة بين سكان أهوار الناصرية إلى أكثر من 60%، بعد أن فقد معظم العاملين في مجال تربية الجاموس وصيد الأسماك والأعمال الحرفية فرص عملهم نتيجة زحف التصحر والجفاف، الذي طال نحو 90% من المناطق التي كانت مغمورة بالمياه.
ويُشار إلى أن مسؤولين وسكانًا محليين في مناطق الأهوار حذروا في وقت سابق من تراجع القدرة الشرائية للسكان في المناطق المذكورة، التي كانت تواجه مخاطر الجفاف، مشيرين إلى حالة كساد غير مسبوقة في الأسواق المحلية بسبب فقدان معظم السكان لفرص عملهم، فضلًا عن انهيار أسعار العقارات وانخفاضها إلى النصف وسط رغبة شديدة للنزوح.
وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار، وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 22 تضمها المحافظة، إذ تُقدّر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أُعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50% من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص عقب التعرض لموجة جفاف أو أزمة مياه، وما أكثر تلك الموجات في البلاد التي كانت تُوصف فيما مضى ببلاد الرافدين. وكانت إدارة محافظة ذي قار قد كشفت في (17 حزيران 2025)، وبالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، عن انحسار المياه في أكثر من 87% من مناطق الأهوار والأراضي الرطبة، وتسجيل أكثر من 10 آلاف نازح بيئي، داعية إلى إدارة ملف المياه والمفاوضات مع دول الجوار من قبل مختصين، واعتماد سياسة «تقاسم الضرر» الناجم عن أزمة المياه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram