الموصل / سيف الدين العبيدي
يفتقد العراق لمسرح الطفل ويكاد يكون شبه معدوم بسبب قلة الدعم وصعوبة ادائه، لكن النجم الكوميدي وسفير الطفل العراقي هاشم سلمان عاود هذا الفن الذي ارتبط اسمه به، والذي غاب عنه في السنوات الماضية وعاد اليه قبل عامين، ويعمل حالياً على تقديم مسرحية "دفتر توفير" كان لأم الربيعين محطة لها حيث قدم عرضاً على مسرح جامعة الموصل بحضور اكثر من ٦٠٠ طفل من المدارس ومعاهد ذوي الاحتياجات الخاصة ورياض الأطفال، اضافة الى العوائل
سلمان بحديثه لـ(المدى) اكد انه سعيد بزيارته للموصل مستذكراً عروضه فيها على مسرح الربيع بتسعينيات القرن الماضي، وانه كان احد المنافسين في العروض التي كانت تقدم هنا، واضاف انه ابتعد عن مسرح الطفل منذ ٢٠ سنة وعاد اليه قبل سنتين، واصر ان يكون له حضور في نينوى، وقد قدم مسرحية هدفها تعليم الاطفال عن كيفية توفير اموالهم وصرفها في شراء الحاجات الضرورية فقط، ولفت الى ان المسرح اذا استمر وبشكل مكثف سوف يسهم في بناء جيل جديد مثقف بكافة جوانب الحياة، لإن اهمية مسرح الاطفال لا تكمن في الترفيه فقط بل بالتعليم ايضاً.
من جانبه اوضح الفنان محمد مجيد لـ(المدى) ان مسرح الاطفال صعب جداً لأن الطفل اذا سهى عن الممثل لن يعود اليه مرة ثانية، لذلك من الواجب على الفنان ان يتعامل مع الاطفال بشكل دقيق في طريقة التقديم وجعله يتفاعل معه ويشاركه طوال العرض مثل الغناء وطرح سؤال مباشر على الاطفال، وحتى نوع الازياء في ارتداء الوان جذابة، إضافة الى الديكور الذي يلعب دورا اساسيا، وبين ان العراق يفتقد الى مسارح الاطفال ويحتاج لجهات داعمة مادياً له لكي يستمر. في الوقت ذاته يقول المخرج المسرحي الدكتور حسين علي هارف لـ(المدى) ان الهدف الاساسي من المسرحية هو نشر الفرح والمرح وتفاعل الاطفال مع الممثلين من خلال الاغاني والافكار والقيم التربوية والمعلومات مثل الإشارة الى ان العراق هو اول من اصدر العملة النقدية في العالم، كذلك القيثارة اول آلة موسيقية في التاريخ بعيداً عن التلقين في المدرسة والبيت، لأن المسرح يتسم بالحرية ولقاء حي بين الطفل والممثل، وان المسرح هو متعة، يجعل الطفل يعود الى البيت وهو سعيد، وانه خير وسيط تربوي وتعليمي واخلاقي يمكن استخدامه لإيصال رسالة هادفة او قيم او معلومات، واضاف ان المسرحية ستكون لها عروض في البصرة والرمادي ومن الممكن ان يتم تطوير سيناريو المسرحية من توفير النقود الى موضوع اخر.
كذلك تحدثت مديرة مركز الموصل للتوحد سارة الجواري لـ(المدى) انها تربت على المسرح منذ صغرها وترى ان له تأثيرا ايجابيا كبيرا، وان الطفل يجب ان يشاهد ويحضر مسرحيات تعليمية لكي يتلقى من خلالها رسائل وقيم ومعلومات تبني شخصيته وتوسع مداركه، وان المسرح واحد من العلاجات التي تقدم لأطفال التوحد لإنه يجعل الطفل يندمج مع المجتمع كذلك يتلقى رسائل ومعلومات ممزوجة بالترفيه وترسخ في عقله بشكل مباشر.










