متابعة المدى
على ضفاف الفرات في جزيرة عنه، تتناثر شقوق صخرية نُسِجت حولها روايات عن مملكة غارقة وسجونٍ قديمة وحاكمة غامضة، لكنها في الحقيقة مدافن ساسانية، صُمِّمت لدفن الموتى جلوسًا، باتجاه الشمس، وفق معتقدات قديمة.
وقال مدير آثار الأنبار، عمار علي، في تصريح صحفي، إن “ما يُتداول إعلاميًا حول “مملكة تلبس” في جزيرة عنه بوصفها مملكة غارقة أو سجونًا صخرية أو موطنًا لملكة حكمت المنطقة، لا يستند إلى أي مصادر تاريخية موثوقة".
وأوضح علي أن “الموقع الذي يُعرف شعبيًا باسم “مملكة تلبس”، هو في الحقيقة مجموعة من المدافن الصخرية المحفورة في جدران كلسية، وتعود إلى الفترة الساسانية، وتحديدًا إلى القرنين الثاني قبل الميلاد وما بعد الميلاد".
وأشار إلى أن “هذه المدافن الصخرية، والتي تنتشر بشكل مشابه في مواقع أثرية أخرى مثل مغاور مجول، تمثل أسلوب دفن سائدًا في تلك الحقبة، حيث كان يُدفن الموتى بوضعية الجلوس داخل شقوق تتجه نحو الشمس، انسجامًا مع المعتقدات الدينية السائدة آنذاك".
وبيّن مدير آثار الأنبار أن “هذه الشقوق كانت خارج المدينة القديمة، التي يُعتقَد أن اسمها كان “تلبس”، وهي ليست مدينة كبيرة كما يُشاع، بل موقع صغير كان يُلجأ إليه في فترات الحصار أو التمرد".
وأضاف: “الشقوق التي ما تزال قائمة اليوم تعرّضت لتآكل كبير بسبب ارتفاع منسوب المياه وتفاعلها مع الكلس، ما أدى إلى ضياع جزء كبير منها، ولم يتبقَّ سوى بعض الشواهد التي تؤكد وظيفتها كمدافن لا أكثر".
وأكد أن “الحديث المتداول عن مملكة أو سجون أو قصص أسطورية لا يستند إلى دلائل أثرية أو وثائق تاريخية”، داعيًا إلى “الرجوع إلى مختصين وعدم الانجرار وراء الروايات الشعبية غير الموثّقة”.










