TOP

جريدة المدى > سينما > كلينت إيستوود إيمان مذهل بالسينما وابداع ينبض بالحياة

كلينت إيستوود إيمان مذهل بالسينما وابداع ينبض بالحياة

نشر في: 3 يوليو, 2025: 12:01 ص

ترجمة: نجاح الجبيلي
مرّ ما يقارب سبعون عامًا منذ أن بدأ كلينت إيستوود مسيرته السينمائية كممثل أدوار ثانوية، إذ كان ظهوره الأول عام 1955. كما مضى أكثر من خمسين عامًا منذ أن بدأ مشواره كمخرج، وكان ذلك في عام 1971 مع فيلم "شغّل لي أغنية مستي" بينما صدر آخر فلم حققه بعنوان "عضو هيئة المحلفين رقم2" في 30 تشرين الأول عام 2024 في دور العرض الفرنسية. هذه المسيرة الطويلة لا نظير لها في السينما الأمريكية المعاصرة، وهي نادرة حتى في تاريخ السينما، التي تفضل عادةً الشباب على حساب الأفلام المتأخرة. لكن الجاذبية التي يتمتع بها إيستوود كممثل وشخصية سينمائية لا تفسر وحدها هذا الإصرار، فهو يجسد في ذاته تناقضات بلد معقد وسينما متعددة الوجوه. من خلال عدم السعي إلى حل هذه التناقضات بالكامل، احتفت مجلة "كراسات السينما الفرنسية" بإرث إيستوود السينمائي بشغف واهتمام بإصدارها عدد خاص عنه.
على مدار أربعين فيلمًا كمخرج، قدم إيستوود تحفًا سينمائية مثل: بيرد، بلا رحمة، عالم مثالي، جسور مقاطعة ماديسون. إلى جانب أفلام أكثر خصوصية ولكنها رائعة، مثل: جوزي ويلز، الاختبار القاسي، منتصف الليل في حديقة الخير والشر. وقد جمع خلال مسيرته بين أنماط وأساليب ومواضيع متعددة، يستكشفها هذا العدد من المجلة بدقة.
في السبعينيات، تجاهلت مجلة "كراسات السينما" تمامًا أفلام إيستوود الأولى. لكن منذ فيلم "برونكو بيلي" عام 1980، بدأت المجلة تتابع أفلامه بشغف، إذ تنوعت أعماله بين أفلام الأكشن والأعمال الشخصية، وأحيانًا كان يمزج بين الاثنين لإرباك التوقعات وإعادة توزيع الأوراق. كان أول من لفت الانتباه إلى فرادة أسلوب إيستوود هو المخرج أوليفييه أساياس، الذي كان وقتها محررًا في مجلة الكراسات، حيث رأى في أفلام إيستوود حلقة وصل بين سينما جون فورد والحداثة السينمائية في السبعينيات.
منذ ذلك الحين، أصبح إيستوود أحد أولئك المخرجين المحبوبين، الذين يتوق المشاهدون والنقاد إلى اكتشاف أعمالهم الجديدة كل عام تقريبًا. أجيال من النقاد والناقدات عبّرت عن إعجابها بصانع الأفلام هذا، الذي لم يغب يومًا عن المشهد السينمائي الأمريكي، حتى بات رمزًا للبقاء والاستمرار. ورغم أن بعض الفترات كانت أكثر تألقًا من غيرها، لا سيما التسعينيات، إلا أن سينما إيستوود لم تعد أبدًا تثير اللامبالاة أو الرفض. بل على العكس، فقد عاد في السنوات الأخيرة إلى الواجهة من خلال فيلمين مؤثرين "اصرخ ماتشو" و"المهرّب"، ومن خلال هذين الفيلمين، خرق إيستوود القاعدة غير المعلنة التي تقول إن الممثل-المخرج لا يجب أن يظهر على الشاشة بعد عمر معين. وفي الوقت نفسه، أثبت فيلمه الأخير "عضو هيئة المحلفين رقم2"، الذي لم يشارك فيه كممثل، أن دقته الإخراجية ربما أكثر قوة من أي وقت مضى.
قد يبدو هذا العدد من الكراسات وكأنه تقييم لمسيرته، لكنه ليس وداعًا، إذ لا تزال هناك إمكانية أن يفاجئنا إيستوود بفيلم جديد في السنوات القادمة. من شخصية المفتش هاري المثيرة للجدل إلى دور المتقاعد العنيد والجميل في "غران تورينو"، لم تتوقف صورة إيستوود عن التغير، رافضةً أن تتطابق مع ما يقال عنه. هذا التحول المستمر هو ما حاولنا التقاطه من زوايا متعددة: جمالية، سياسية، موسيقية، عنيفة وحميمة في آن واحد، وذلك من خلال مقالات مختلفة، بما في ذلك رأي المخرج الإسباني ألبرت سيرا، الذي يُفاجئنا بإعجابه بسينما إيستوود رغم أنها تبدو، للوهلة الأولى، بعيدة كل البعد عن أعماله الخاصة.
في النهاية، ما نحتفي به هو إصرار إيستوود المستمر، غير التقليدي، ورؤيته السينمائية التي لم تفقد شغفها أبدًا. إنه رجل يحمل في داخله إيمانًا مذهلًا بالسينما، وإبداعًا لا يزال ينبض بالحياة.
عن مجلة "كراسات السينما"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"كان يا ماكان في غزة": كوميديا سوداء عن مأساة غزة ومصير أهلها

يعلن عن فتح باب المشاركة ويكرم رائدات السينما العراقية

مهرجان القاهرة يشارك في "الحزام والطريق" بشنغهاي للعام السابع

"المصيطبة" لروان ناصيف: النظر إلى الحيّز الأول بعين مركّبة

مقالات ذات صلة

يعلن عن فتح باب المشاركة ويكرم رائدات السينما العراقية
سينما

يعلن عن فتح باب المشاركة ويكرم رائدات السينما العراقية

متابعة المدى أعلن نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي عن فتح باب المشاركة في الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي الذي تقيمه نقابة الفنانين العراقيين برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني للمدة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram