ميسان / مهدي الساعدي
يواصل الخطاط الميساني أحمد مجيد مسيرته في فن الخط العربي، محققًا إنجازًا دوليًا جديدًا ضمن منافسات مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «آرسيكا» (IRCICA) في تركيا، حيث نال مركزًا متقدمًا في خط الثلث وسط مشاركة أكثـر من 640 خطاطًا من 38 دولة عربية وإسلامية.
يقول مجيد في حديثه لـ«المدى»: «شاركت في مسابقة الخط العربي التي يقيمها مركز آرسيكا بشكل دوري، وتمكنت من التميز في خط الثلث بين مئات الخطاطين المشاركين من مختلف دول العالم». ويضيف أن «هذه الدورة التي شاركت بها هي النسخة الثالثة عشرة من المسابقة، وقد حملت اسم الخطاط العثماني الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي».
تأسس مركز «آرسيكا» في إسطنبول عام 1982، ونظّم أولى مسابقاته عام 1986، ليواصل بعد ذلك إقامة هذه الفعاليات بمعدل مسابقة كل ثلاث سنوات، وتُعد من أرفع الجوائز في مجال الخط العربي.
وبيّن مجيد أن مشاركين من إقليم كردستان العراق حققوا مراكز متقدمة في خطوط النسخ والنستعليق والكوفي، لكنه كان المشارك الوحيد من خارج الإقليم، بما في ذلك من العاصمة بغداد، ما يُعد مؤشرًا على غياب الاهتمام بهذا الفن في بقية المحافظات.
ويعود اهتمام مجيد بالخط العربي إلى مرحلة مبكرة من حياته، إذ يقول: «كنت مولعًا بالفنون التشكيلية منذ صغري، وتمرّست على الرسم والنحت، لكنني اخترت التخصص في الخط العربي لما يحمله من جمالية خاصة، وهو ما يُعرف بفن السماء». شارك أحمد مجيد في عدة مسابقات دولية، من بينها في الإمارات وقطر، لكنه يرى أن الفوز في مسابقة «آرسيكا» يُعد الأهم في مسيرته، نظراً إلى قوة التنافس وامتداد المشاركة إلى دول مثل إيران وتركيا والهند وباكستان وماليزيا، إلى جانب الدول العربية. نال مجيد إعجاب العديد من الخطاطين العرب، من بينهم الفلسطيني زهير الزرعي الذي وصفه في تدوينة له بأنه «من أفضل الخطاطين الشباب على مستوى العالم، ومن الذين سيحملون على عاتقهم مهمة الحفاظ على أصالة الخط العربي»، مضيفًا أن «أحمد مجيد وسعد الكبيسي سيتسيدون عمادة الخط العربي عالميًا». رغم الإنجاز الدولي، يشكو مجيد من ضعف الدعم المحلي، ويقول: «هناك خلل واضح في دعم الخطاطين والفنانين عمومًا في محافظة ميسان»، مضيفًا أنه يسعى لتعويض ذلك عبر تنظيم ورش ودورات تعليمية في مدينة العمارة، مستهدفًا فئة الشباب لنقل الخبرات ونشر ثقافة الخط العربي والفنون التشكيلية.
ويؤكد أن للمسابقات الدولية أهمية كبيرة في إبراز هذا الفن وترسيخ مكانته، مشددًا على ضرورة توسيع دائرة المشاركة العراقية فيها، حيث يقول: «نسعى إلى نشر الخط العربي والتعريف بجمالياته من خلال هذه المشاركات" .