TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > صحيفة أميركية: إيقاف برنامج المساعدات أضرَّ بنازحين إيزيديين

صحيفة أميركية: إيقاف برنامج المساعدات أضرَّ بنازحين إيزيديين

عوائل تسكن المخيمات وتستعين بمساعدات أقارب لهم في المهجر

نشر في: 3 يوليو, 2025: 12:08 ص

 ترجمة: حامد أحمد

تناول تقرير لصحيفة كريستيانيتي توداي (Christianity Today) الأميركية الأضرار التي خلّفها تقليص الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لبرنامج المساعدة المقدَّم لعوائل نازحة تسكن مخيمات في العراق، في وقت أشار فيه إلى توقُّف إعمار قرى إيزيدية ومنازل كانت تساعد في عودة نازحين إلى مناطقهم، فضلًا عن تراجع خدمات مراكز طبية لمستويات متدنّية، بينما يسعى جيل جديد من إيزيديين مقيمين في الخارج إلى إرسال معونات مالية لعوائلهم لتلبية احتياجاتهم من معيشة أو تهيئة سكن.

عندما كان الإيزيدي هادي معو يبلغ الخامسة من عمره، انهار بيته الطيني جرّاء تفجير سيارة مفخخة في قريته في نينوى. وبعد مرور سبع سنوات، في عام 2014، اجتاح تنظيم داعش قريته في سنجار، مُجبرًا الأهالي على ترك منازلهم وقراهم هربًا نحو جبل سنجار. والآن، وبعد أن بلغ عمره 22 عامًا، فقد انتهى به المطاف كطالب لجوء في هولندا، ويقوم بإرسال ربع مرتبه المتواضع الذي يتقاضاه كمُرتّب رفوف في متجر بقالة إلى عائلته التي لا تزال تقيم في مخيم تابع للأمم المتحدة للنازحين الإيزيديين.
يقول هادي معو: «سنجار ليس مكانًا جيدًا للعيش، أخشى أن يكون الناس قد نسونا».
تقليص نفقات وكالة التنمية الدولية الأميركية جعل الأمور تزداد سوءًا، حيث تعرقلت جهود إعادة إعمار قرى إيزيدية، مع زيادة العبء على مراكز الرعاية الصحية. وتحاول منظمة خيرية سد هذا الفراغ، فيما يسعى جيل جديد من الإيزيديين المقيمين في الخارج لإيجاد طرق للمساعدة.
هادي معو هو الأصغر بين أربعة أشقاء وثلاث أخوات. جميع أفراد عائلته يعيشون الآن في مخيم سرداشتي في سهل نينوى. المال الذي يرسله معو لعائلته يساهم في إعادة بناء منزل من الخرسانة لوالدته المُسنة ووالده. وهم يقيمون حاليًا مع عائلة عمه داخل خيمة وفّرتها الأمم المتحدة. يُذكر أنه خلال قمة الحرية الدينية الدولية التي عُقدت في شباط، أشاد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس بما قامت به إدارة ترامب الأولى من جلب المساعدات للإيزيديين والمسيحيين من الأقليات الدينية. ومع ذلك، فإن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب لاحقًا لتجميد التمويل الخارجي وتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أدى إلى تأثير كارثي على المخيمات التي لا يزال الإيزيديون يعيشون فيها. يضم المخيم خيامًا بالية تسمح بتسرُّب مياه الأمطار، ومرافق صحية غير نظيفة، مع خشية حدوث حرائق بسبب شرارات أسلاك الكهرباء الممتدة فوق الخيام. أدّى تقليص المساعدات إلى توقُّف أعمال بناء المدارس، والمراكز الاجتماعية، ووحدات تصفية المياه. ينحدر معو من قرية تل عزير، المعروفة أيضًا باسم القحطانية، حيث كانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد رعت واحدًا من خمسة مراكز للشباب الناشئة. وبعد هجمات داعش، أنشأت الوكالة منصة إعلامية نسوية، ورعت نشاطًا لعرض 300 قطعة أثرية ثقافية لإبراز التراث المشترك للإيزيديين والمسلمين والمسيحيين في المنطقة. كما ساهمت الوكالة في بناء مقبرة في قرية كوجو في سنجار، بالإضافة إلى منازل لأسر 130 ضحية من ضحايا داعش. وتمكَّن أكثر من 150 ألف شخص من مغادرة المخيمات والعودة إلى منازلهم.
وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 2003، تلقى العراق 9.3 مليار دولار من المساعدات من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وساهمت هذه المساعدات في دعم 15 ألف مشروع صغير، وقدَّمت تدريبات مهنية لأكثر من 75 ألف عراقي. وفي سنجار، حصل 30 ألف إيزيدي على خدمات أساسية، منها العيادات الطبية في أكثر من اثني عشر مخيمًا. وقال مصدر طلب عدم الكشف عن هويته إن هذه العيادات تعمل الآن بنسبة 25% فقط من طاقتها. ويساهم الدعم الحكومي العراقي في بقاء بعض الموظفين، لكن الحالات الطبية تستنزف الإمدادات بسرعة دون توفر بدائل كافية. ويقول الإيزيدي معو: «جراحنا لم تلتئم بعد. ونساؤنا لم يعدن، ورفات شهدائنا ما تزال مبعثرة في مقابر جماعية في أرضنا القديمة».
وكانت عائلة الإيزيدي معو قد حاولت العودة إلى قريتهم في تل عزير عام 2021، لكنهم لم يشعروا بالأمان. فقد قتل تنظيم داعش أكثر من 1,200 إيزيدي، وخطف الأطفال، واستعبد أكثر من 6,000 امرأة وفتاة، مع زواج قسري واستعباد جنسي. وتشير بعض الإحصائيات إلى أنه ما يزال هناك نحو 2,500 إيزيدي في عداد المفقودين.
ناشط مسيحي يُدعى اشتي بحرو، يدير منظمة خيرية في دهوك بإقليم كردستان تقدِّم مساعدات لثلاثة مخيمات إيزيدية وعشرات القرى. وتشمل خدمات المنظمة توزيع الطعام، والتدريب المهني، والخدمات الطبية، وتستفيد منها المجتمعات المسيحية واللاجئون السوريون في المنطقة.
ينتقد الشاب الإيزيدي معو تخفيضات الوكالة الأميركية لمساعداتها، ويحلم بمستقبل لا يحتاج فيه الإيزيديون إلى المساعدة الأميركية. يدرس حاليًا في جامعة، ويعمل متطوعًا في هولندا لمساعدة لاجئين آخرين، حيث روى قصته أمام 70 طالبًا من طلاب الخدمة الاجتماعية، لم يكن معظمهم قد سمع من قبل عن شعبه الإيزيدي، لكن بعضهم انضم لاحقًا إلى دعوته للمساعدة.
يقول معو: «أفتقد عائلتي، لكنني أستطيع أن أقدّم لهم هنا أكثر مما أستطيع تقديمه لهم وأنا في سنجار»

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

برلمانيون في آخر فصل تشريعي قبل الانتخابات: نوم النائب عبادة!

برلمانيون في آخر فصل تشريعي قبل الانتخابات: نوم النائب عبادة!

بغداد/ تميم الحسن من المرجّح أن يعقد البرلمان جلستين شكليتين – كأقصى حد – في الأشهر الأربعة المتبقية من عمر المجلس، لحين إجراء الانتخابات المقررة قبل نهاية العام الحالي. وعلى الأغلب، بحسب التقديرات، فإن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram