السليمانية / سوزان طاهر
رغم مرور أكثر من عامين على فرض تركيا حظر الطيران إلى مطار السليمانية الدولي في إقليم كردستان، لا تزال الأزمة تراوح مكانها في ظل التعنّت التركي المشروط بإبعاد حزب العمال الكردستاني عن المحافظة.
وعلى الرغم من المحاولات العراقية لرفع الحظر نظراً لما تسبب به من تكاليف باهظة على المحافظة، كشفت مصادر في إقليم كردستان عن فشل الجهود مؤكدة تمسّك أنقرة بشروطها، التي تنص على إبعاد خطر مسلحي "العمال الكردستاني" عن المطار.
نهاية شباط/فبراير الماضي، أطلق زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان مبادرة سلام أعلن فيها حل الحزب وتسليم سلاحه والبدء بمفاوضات شاملة مع تركيا بهدف إنهاء الصراع وإحلال السلام في المنطقة. جاء هذا التوجه بعد مفاوضات صلح بين تركيا وحزب العمال والجهات الكردية الأخرى استمرت أشهراً، واشترك فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وقد زارت وفود من أحزاب إقليم كردستان وعقدت اجتماعات مع الطرفين قبل إعلان رسالة أوجلان.
هذا وأعلنت لجنة النقل والاتصالات النيابية عن البدء بالإجراءات الأولية لرفع الحظر التركي على مطار السليمانية.
توجيه أردوغان
قال عضو اللجنة كاروان يار ويس في تصريح صحفي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجّه المسؤولين الأتراك والوزراء المعنيين بالاتصال بنائب رئيس وزراء إقليم كردستان قوباد طالباني للمباشرة بإجراءات رفع الحظر التركي على مطار السليمانية الدولي. يرافق يار ويس رئيسَ مجلس النواب العراقي محمد المشهداني وفد نيابي عراقي في زيارة إلى تركيا لبحث ملف المياه والأمن وعملية إحلال السلام والتعاون الاقتصادي والاستثماري وتبادل الخبرات التشريعية والنيابية وتوحيد المواقف الدولية.
وأضاف يار ويس أنه طلب من رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش رفع الحظر الجوي عن مطار السليمانية كبادرة حسن نية من تركيا، لا سيما مع تقدّم عملية إحلال السلام.
لا وجود لنشاطات عسكرية
نفى مدير مطار السليمانية هندرين هيوا وجود أي نشاطات خارجة عن القانون داخل المطار، وأوضح أن اللجان الرقابية من الحكومة الاتحادية زارت المطار ولم تلاحظ أي نشاط مشبوه.
وبيّن في حديثه لـ"المدى" أن المطار يخضع لسلطة الطيران المدني العراقي وينفذ تعليماتها بالكامل، ولا توجد فيه أي عمليات عسكرية أو نقل معدات عسكرية أو ممارسة أعمال عدائية ضد دول أخرى.
وأضاف أن مطار السليمانية حاز على شهادات تقدير عليا منظمات مختصة بالطيران بسبب نجاحه والإجراءات المتبعة في سلامة المسافرين.
ومددت تركيا مطلع العام الحالي حظر الطيران مع مطار السليمانية ستة أشهر أخرى إثر اتهامها لسليمانية بتسهيل تنقل عناصر حزب العمال الكردستاني عبر مطارها. وتوقف القصف التركي على إقليم كردستان بعد حل حزب العمال لنفسه إثر دعوة وجهها له زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان. وتشير مصادر مطلعة إلى بدء محادثات سلام بين الحزب والسلطات التركية، وسيسلم عناصر الحزب أولى دفعات أسلحتهم بمشاركة بغداد وأربيل.
خسائر مالية كبيرة
من جهة أخرى، دعا عضو الاتحاد الوطني الكردستاني صالح فقي إلى رفع الحظر التركي المفروض على مطار السليمانية، مؤكداً أن الاتهامات الموجهة غير صحيحة وأن أنقرة بدأت بالفعل خطوات الصلح مع عناصر الحزب.
وأوضح في حديثه لـ"المدى" أنه يجب إزالة كل النقاط الخلافية بين تركيا والسليمانية وعودة العلاقات التجارية بعد انتهاء قضية حزب العمال، فلا مبرر لمواصلة الحظر.
وذكر أن المئات من المواطنين يرغبون في السفر إلى تركيا للعلاج أو الدراسة أو استخدامها كممر "ترانزيت" إلى أوروبا، لكنهم لا يستطيعون ذلك بسبب الحظر على مطار السليمانية.
هذا الحظر، الذي بدأ في أبريل/نيسان 2023، كبّد المحافظة خسائر اقتصادية فادحة وقلّص حركة السفر الدولية.
تكلفة الخسائر
من جانب آخر، يؤكد الخبير في الشأن الاقتصادي فرمان حسين أن الحظر التركي على مطار السليمانية تسبب في خسائر مادية تصل إلى أكثر من 40 مليون دولار.
ولفت خلال حديثه لـ"المدى" إلى أن الرحلات من مطار السليمانية إلى إسطنبول وأنقرة كانت الأعلى قبل الحظر، حيث كان المطار يسجل ثلاث رحلات أسبوعية إلى العاصمة التركية.
وأضاف أن الحظر أثقل كاهل المسافرين الذين يضطرون للسفر من مطار أربيل أو بغداد، مما يضيف أعباءً مالية إضافية.
بعد اتفاق حزب العمال وأنقرة.. خطوات تقرب رفع الحظر التركي عن مطار السليمانية

نشر في: 3 يوليو, 2025: 12:10 ص