متابعة / المدى
في خضم المحاولات الصعبة الجارية، والمناقشات المطوّلة التي تجريها قطر للتوسط في إيجاد حل لوقف إطلاق النار في غزة، وموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إرسال مفاوضين إلى الدوحة الأحد 6 تموز، صعّدت القوات الإسرائيلية من حدّة ضرباتها الجوية صباح الأحد، حيث قُتل ما لا يقل عن 33 فلسطينياً جرّاء غارات جوية نفذتها الطائرات الإسرائيلية على أكثر من 100 هدف في القطاع المحاصر.
وتأتي هذه المواجهات بينما يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للتوجه إلى واشنطن لإجراء محادثات في البيت الأبيض تهدف إلى دفع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وضمن هذه الأجواء، تفاقمت حدّة الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث لم تحصل عائلات في شرق المدينة على المياه منذ أسبوع بسبب الحصار الإسرائيلي، ما يثير مخاوف من تفشي الأمراض والجفاف.
وفي صباح الأحد، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 33 فلسطينياً في غزة ومناطق سكنية أخرى، وقُتل 78 فلسطينياً على الأقل يوم السبت، بينهم 9 أشخاص قرب نقطة توزيع مساعدات تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، ووفقاً لما أفاد به مسعفون.
من جانب آخر، جدّد برنامج الأغذية العالمي دعوته لفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات، مشيراً إلى أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يحصل على الطعام لأيام.
وقد طرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطة لوقف إطلاق نار أولي لمدة 60 يوماً، تتضمن إطلاقاً جزئياً لسراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، مقابل زيادة المساعدات الإنسانية المسموح بإدخالها إلى غزة. وتشمل الهدنة المقترحة إجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 21 شهراً.
ووفقاً لتقارير، فقد استغرق الأمر خمس ساعات من النقاش الحاد داخل الحكومة الإسرائيلية للموافقة على إرسال مفاوضين إلى الدوحة، ورغم ذلك أكد رئيس الوزراء نتنياهو أن التعديلات التي طلبتها حركة حماس على هدنة الستين يوماً غير مقبولة، وذلك بعد أيام فقط من إعلان الحركة الفلسطينية أنها تعاملت بإيجابية مع الاقتراح.
وتشتمل مطالب حماس على استمرار المحادثات بشأن إنهاء الحرب بشكل كامل خلال فترة الهدنة، وتسليم المساعدات الإنسانية عبر آليات تقودها الأمم المتحدة بدلاً من «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى تغييرات تتعلق بتموضع القوات الإسرائيلية داخل غزة.
وتأتي هذه التطورات في وقت خرج فيه آلاف الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب السبت، مطالبين بالإفراج عن جميع الأسرى وإنهاء الحرب. وشارك أهالي الأسرى في مؤتمر مشترك أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، حيث دعوا إلى التوصل إلى صفقة شاملة تضمن عودة جميع الأسرى دفعة واحدة.
وأفادت تقارير أخرى عن إعلان حركة حماس استعدادها لبدء محادثات فوراً بشأن اقتراح وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد مشاورات أجرتها الحركة مع فصائل فلسطينية أخرى، وقبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقررة إلى واشنطن يوم الاثنين، حيث يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو إنهاء الحرب التي دخلت شهرها الحادي والعشرين. ومنذ 7 أكتوبر 2023، قتلت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 61 ألفاً و700 فلسطيني، ودمرت أحياء كاملة، وأغرقت القطاع في أزمة إنسانية عميقة.
* عن وكالات دولية










