متابعة/ المدىيبدو أن تظاهرة يوم الجمعة الماضية جلبت هماً آخر يضاف لهموم المواطنين في البصرة الذين يعانون من نقص الخدمات والاستحقاقات الانسانية الأخرى.وتجلى هذا الهم الجديد في اغلاق الشارع الرئيس الرابط ما بين منطقتي العشار والبصرة القديمة والمؤدي الى مبنيي المحافظة والمجلس فضلا عن دوائر أخرى منها محكمة البصرة والبلديات، وسبب اغلاقه بالكتل الكونكريتية المزدوجة ومن كل الاتجاه معاناة للمواطنين الذين يراجعون الدوائر المذكورة ما يضطر الناس للبحث عن فتحات ضيقة او تجاوز سياج نهر العشار.
ويرى الصحفي عادل شهاب ان وجود الحواجز الكونكريتية تقتل الحياة في المدينة ولا يجد مبرراً لخوف الحكومة المحلية من المواطنين.أما الشيخ عجيل خلف يسر الامارة احد المنظمين لتظاهرة يوم الجمعة فيرى ان وجود الحواجز يعطل عمل الدوائر الرسمية وكشف ان هناك تظاهرة أخرى ستنطلق يوم الجمعة المقبلة باسم (جمعة الندم).المواطنة ام حسن تؤكد ان نساء البصرة يعانين من مراجعة الدوائر التي يراجعنها مشيرة الى انها تشكل اذى مضاعفا للمواطن. عصام كاظم وصف حال المواطنين أمام مبنى المحافظة المغلق بالكتل الكونكريتية مؤكداً ان النساء اكثر تضرراً منها بسبب عدم قدرتهن على عبور الحواجز.احد ضباط المرور اشار الى ان الحواجز سببت اختناقا مرورياً في شوارع البصرة وقد يؤدي الى حوادث كان من المفترض ان لا تحدث.على صعيد اخر، تضاربت تصريحات المسؤولين العراقيين بشأن عدد قتلى وجرحى التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها البصرة وعدد من المحافظات الجمعة احتجاجا على الفساد وللمطالبة بتوفير فرص للعاطلين في بلد عانى سنوات من الحروب والحصار.ويأتي هذا التضارب، بينما سقط عدد من المحتجين العراقيين بين قتيل وجريح برصاص القوات الأمنية بعد محاولة الأخيرة تفريق متظاهرين حاولوا اقتحام مبان للحكومات المحلية في الموصل وكركوك ومدن جنوبية أخرى، كما تعرض عدد من الصحفيين إلى اعتداءات بالضرب من قبل الأمن وبعض المتظاهرين.وقال علي غانم المالكي مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس البصرة لوكالة كردستان للانباء إن"حصيلة القتلى والجرحى بلغ 51 شخصا بينهم 20 متظاهرا أما الباقون فهم من أفراد الأمن العراقي".ولفت إلى أن"القوات الأمنية تمكنت من اعتقال أشخاص كانوا بين المتظاهرين ويخططون لأعمال شغب في المدينة لتسهل عليهم مهمة النهب والسلب"، مبينا"أنهم رهن التحقيق"دون أن يفصح عن الجهات التي ينتمون إليها.وقال عضو مجلس النواب منصور الكنعان إن تظاهرات أمس أوقعت قتيلين، مبينا أن التصريحات التي تشير إلى أكثر من الرقم المذكور غير دقيقة.وكثيرا ما تتضارب الأنباء حول أعداد ضحايا أي اضطراب يقع في العراق بسبب حالة الفوضى التي تعقب ذلك، ورفض المسؤولين عن الإدلاء بأي تصريح.وقال والد احد قتلى التظاهرات في البصرة إن ابنه"قتل برصاص القوات الأمنية العراقية ولم يقم برمي الحجارة عليها (...) انه شارك في التظاهرة مع باقي أخوته".وأشار إلى أن القوات الأمنية مسؤولة عما حصل.واتهم النائب في المجلس التشريعي العراقي عن البصرة عدي عواد"مندسين"بإطلاق النار على المتظاهرين، وطالب في التحقيق بالأمر.وشهدت البصرة بعد ظهر أمس أعمال شغب من قبل متظاهرين أدت إلى إحراق مبنى تلفزيون العراقية ورشق الجيش بالحجارة، مما دفعه إلى إطلاق العيارات النارية في الهواء لتفريق المحتجين.وكانت البصرة الواقعة إلى أقصى الجنوب العراقي شهدت في صيف العام الماضي تظاهرة غاضبة احتجاجا على نقص الكهرباء، وأدت إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.