متابعة المدى
اقام بيت المدى للثقافة والفنون ، جلسة نقاشية تحت عنوان " شهادات ثقافية ومواقف اجتماعية من ذاكرة الثورة " بمناسبة مرور 105 أعوام على اندلاع ثورة العشرين، وذلك بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين بالتاريخ والهوية الوطنية، حيث تناولت أبرز المحطات السياسية والاجتماعية التي مهدت للثورة، إلى جانب دور المرجعية الدينية والشباب والمثقفين في تحريك الشارع العراقي آنذاك، وتأثر الوقائع بإعلان بنود سايكس بيكو التي كانت سرية أول الأمر، فضلاً عن ثورة سعد زغلول في مصر عام 1919. وأكد الباحثون على أهمية تثبيت يوم الـ 30 من حزيران وهو يوم الثورة، عيداً وطنياً رسمياً بوصفه نقطة الانطلاق الفعلية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة.
الجلسة قدمها الباحث رفعت عبد الرزاق الذي اكد في مقدمته ان الحديث عن ثورة العشرين طويل حيث كانت هذه الثورة فاتحة لتأسيس الدولة العراقية ويجمع المؤرخون الى ان الإنكليز بعد هذه الثورة غيروا خططهم، وادركت بريطانيا ان حكم العراق ليس كحكم غير من البلدان ، بعدها قدم الدكتور عقيل مهدي الذي تناول الأثار الأدبية التي خلدث الثورة وتغنت بها قائلا: كان عبد الرزاق الحسني قد كتب رواية (تحت ظلال المشانق) اهداها لجلالة الملك فيصل الأول، اما محمد مهدي البصير فقد كان شاعر ثورة العشرين . وكذلك الزهاوي ومحمد رضا الشبيبي، كما كتب المستشرق السوفيتي كوتولوف عم 1956 رسالة دكتوراه لمعهد الاستشراق في أكاديمية العلوم السوفيتية بعنوان (أنتفاضة عام 1920 الوطنية التحررية في العراق)، كذلك الأستاذ كمال مظهر في كتابه (ثورة العشرين في الاستشراق السوفيتي) 1977. التي يقول فيها أن لثورة أكتوبر الاشتراكية أثر كبير في قيام ثورة العشرين. كما اخرج الفنان محمد شكري جميل فيلما عن الثورة بعنوان (المسالة الكبرى) بمنظور درامي وملحمي برغم ما شابته من مشاكل تتعلق بتاريخ الثورة وصناعها.
فيما تحدث المؤرخ البغدادي نبيل الحسيناوي مؤلف كتاب (جامع الحيدر خانة نبراسا مضيئا للحركة الوطنية العراقية) قائلاً : منذ الاحتلال البريطاني للعراق عام 1917 كان الجامع يعيش أزهى عصوره الذهبية فقد كان الوطنيون الأحرار يستمدون العزيمة منه، وهو بمثابة محطة للنضال المشرق ومهد الاحتفالات الذينية والوطنية ، حافزا لمواصلة المقاومة الوطنية ضد الأحتلال، فالجامع هو وحدة وطنية وقلعة للاستقلاقل الوطني ويضم الثوار بغض النظر عن انتمائاتهم القومية والدينية والمذهبية حيث دخل المكان التاريخ من أوسع ابوابه ، وكل من كتب عن الاحداث ومقدماتها لا بد أن يذكر المكان الذي هو مباركا لصوت الثورة الصادق ونبض الحي للثوار.
وأشار الى اننا اليوم ونحن هنا نعيد البريق التاريخي وحفظ مكانته لهذا الجيل والأجيال القادمة نؤكد أن الجوامع والمساجد والحسينيات كانت تؤدي مهاما وطنية لا تقل عن المهام الذينية. وتناول المؤرخ عادل العرداوي أهم المحطات والشذرات التراثية التي وثقت لهذه الثورة ابتداء من شعرائها الكبار وحتى الشعراء المعاصرين الذي مجدو الثورة وابرزوا أهميتها في الحركة الوطنية. تلك الشهادات تمثل نقطة في بحر عميق، فثورة العشرين أثارت مئات المؤتمرات والندوات والدراسات الأكاديمية والكتب، وما زالت أهازيجها الشعبية حية، مثل " الطوب أحسن لو مكواري" التي رددت بعد انتصار الرارنجية، وما زالت تستخدم حتى اليوم. وقد تحول كثير من الثوار إلى شعراء ، منهم الشيخ عطية الدخيل، والشيخ عبد الواحد آل سكر، والسيد محسن أبو طبيخ، وعبد السادة القصاد وغيرهم، وقد برز مرزوق العواد بقوله: " الجيش البريطاني مثل الحوتة: بلعنا وغص بنا" ثم تحدث المؤرخ محسن العراضي عن محطات مختارة من سيرة ثورة العشرين في ذكراها الخامسة بعد المائة قائلا:للمقارنة بين الثورة العربية عام 1916 وثورة العراق التحررية الوطنية عام 1920 كتب الأستاذ حسن العلوي قائلا ( اذا كانت حركة الجهاد قد أنطلقت من مبدأ المقاومة وأسناد الدولة ضد جيش غير إسلامي كانت حركة أخرى ستظهر داخل حركة الجهاد في المنطقة نفسها وبقيادة علماء الذين انفسهم للثورة على الأنكليز في 30 حزيران 1920 وهي تستهدف إقامة مشروع عربي دستوري مستقل في العراق)... ثانيا لقد أنعقد مؤتمر الثورة يوم 28 حزيران في مضيف الحاج سكر في المشخاب بحضور المشايخ والسادات ووفود الحركة الوطنية ممثلا بالمحامي عبد الرحمن خضر والسيد محمد الباقر وقررا ان تقوم الثورة يوم 1 تموز 1920. وأرسلت رسائل بهذا الصدد الى مرجعية النجف .
ثم تحث د. حميد حسون العكيلي أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة المستنصرية قال: أن الحديث عن ثورة العشرين حديث طويل وطويل جدا، وقد كتب عنها في مدارس مختلفة، المدرسة البريطانية، والمدرسة الروسية والعراقيون أيضا كتبوا كثيرا عن ثورة العشرين، وعلى رأسهم عبد الرزاق الحسني، وعلي الوردي ونديم عيسى وآخرين ، واضاف : ترجع أسباب الثورة إلى عوامل داخلية، تمثلت في السياسات البريطانية القمعية وسوء الإدارة وفرض الضرائب والفقر وتفشي الأمراض، مما زاد من معاناة الشعب العراقي، وأسباب خارجية مثل خيبة الأمل من تجربة الحكومة العربية برئاسة فيصل، وتأثير ثورة سعد زغلول في مصر عام 1919، إضافة إلى الوعود الكاذبة التي قطعتها بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، ومنها وعود لويد جورج بأن الاحتلال جاء من أجل تحرير الشعوب لا استعمارها. كان إعلان بنود اتفاقية " سايكس – بيكو”" السرية لعام 1916 بعد مؤتمر سان ريمو في 25 أبريل 1920 صدمة كبرى، دفع العراقيين للانتفاض في 30 حزيران 1920، في واحدة من أكبر حركات التحرر الوطني ضد الاحتلال البريطاني.
واضاف : قبل اندلاع الثورة كانت بغداد ومعظم مدن العراق تغلي بالمظاهرات والاحتجاجات، وقد جسدت الثورة وحدة النسيج الوطني العراقي، إذ شملت أكثر المحافظات، من الرميثة والفرات الأوسط والعتبات المقدسة إلى الحلة والرارنجية وعفك وديالى والناصرية وحتى كردستان. ومن أبرز محطات الثورة انتفاضة الرارنجية بقيادة الشيخ شعلان أبو الجون، حيث استولى الثوار على مدفع بريطاني، ما ألهب باقي الجبهات، وبرزت قيادات شيوخ العشائر ورجال الدين مثل الشيخ عبد الواحد آل سكر، والسيد محسن أبو طبيخ، والسيد قاطع العوادي، والشيخ ضاري آل حمود، والسيد علوان الياسري، والشيخ شعلان أبو الجون.
الدكتور علي الربيعي تحدث عن ثورة العشرين والمسرح العراقي حيث قال : قبل الحديث عن ثور العشرين في المسرح ، نذكر ان هناك فيلما عن الثورة انتجته وزارة الثقافة العراقية هو نجم البقال، يتحدث عن ثورة العشرين وتصحيح المسارات التي وقع بها فيلم محمد شكري جميل. فيلم الحاج نجم البقال من الافلام الملحمية الكبيرة والذي يتحدث عن شخصية عراقية اسطورية قام بادائها ببراعة عالية سامي قفطان ..الحاج نجم البقال رجل من الانبار سكن في النجف الاشرف وحارب الانكليز بشراسة...ميزانية الفيلم بلغت 800 مليون دينار عراقي واشترك فيه ممثلون اجانب وادار تصويره الفرنسي فرانسوا سيشاوا واخرجه عامر علوان وهو مخرج عراقي يعيش في باريس..عرض الفيلم في اربع مهرجانات عالمية منها مهرجان فيزول في باريس ومهرجان طهران السينمائي بانتظار عرضه في بغداد .










