TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > يوسف ذنون ظاهرة خطية فريدة ومرجعا تراثيا

يوسف ذنون ظاهرة خطية فريدة ومرجعا تراثيا

في ذكرى رحيله

نشر في: 8 يوليو, 2025: 12:33 ص

 علي إبراهـيم الدليمي

استذكرت حركة الخط العربي، داخل العراق وخارجه، رحيل الخطاط والباحث والمؤرخ يوسف ذنون، الذي يُعد أحد رواد فن الخط العربي. إذ تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة، أبرزها نشر الخط العربي بين عامة الناس وتحبيبهم فيه. كما أسس مدرسة خطية متميزة امتد تأثيرها من الموصل إلى عموم العراق وتجاوزت الحدود. لم يكن يوسف ذنون مجرد ظاهرة خطية فريدة تركت بصماتها بعد رحيله، بل كان مرجعا تراثيا وموسوعة خطية.

لم يقتصر الحديث على سيرة يوسف ذنون الشخصية ومساره في الخط العربي، بل هو أمانة تاريخية تسجل مسيرة الخط العربي ونهضته المعاصرة في الموصل، وامتداد تأثيرها على العراق كافة عن طريق الدورات المحلية المركزية، وما نتج عنها من نشاطات ومعارض جماعية مكثفة حتى يومنا هذا. أفل نجم الخطاط العراقي يوسف ذنون قبل خمس سنوات، بعد أن نقش على جوامع وكنائس مدينة الموصل نماذج من أبرز خطوطه، فضلا عن إرسائه لأسلوب متفرد في الخط العربي أصبح هويته المميزة. برز ذنون بصفته مؤرخا مميزا للمدينة، وقد تجلى ذلك في تحقيقه للمخطوطات ومعايير تحقيقها.
أشار ذنون إلى أن "تحقيق المخطوطات يعتمد على ركائز عدة، أبرزها تسلح المؤرخ بموسوعيته المعرفية في هذا الجانب، بالإضافة إلى إلمام الباحث بالخط ونشأته وتطوره وفهم قراءته، واتباع منهجية معينة في التحقيق استنادا إلى ما وضعه المؤرخون القدامى في علم الحديث والدراسات الأخرى". وقد استعرض مسيرته بوصفها: "نتاج مسيرة طويلة، حيث اعتمد على مراحل نشوء الخط العربي وفق محورين: أولهما تعلم الكتابة والقراءة بالطريقة الأساسية، فيما يدخل المحور الثاني ضمن الجانب الفني". وأكد أن تعلم إتقان الخط يأتي في المحور الأول والأخير، ويعتمد على أن مسيرة الخطاطين في هذا الأمر لا تتوقف عند حد، مشددًا على أن هذا الفن في تطور مستمر. واستعرض أنه استنبط طرقا حديثة في تعلم الخط بدءا من مطلع الستينات، وبالتحديد عام 1962، وكان يطبقها في الدورات التي كانت تقام برعايته أو من خلال المنافذ الأكاديمية التي يمارس فيها مهنته كمشرف على دور ومعاهد المعلمين. يمتاز يوسف ذنون بكثرة وغزارة نتاجاته الفنية، وهو الذي استطاع أن يجمع بين الإبداع التطبيقي والعطاء النظري، في حالة نادرة بين الخطاطين، الذين غالبا ما يشغلهم الإبداع عن التنظير.
وُلد الخطاط يوسف ذنون عام 1931 بمدينة الموصل، كان اهتمامه بالخط نابعا من موهبة فطرية، وجهته إلى الرسم وتقليد الخطوط الجميلة، ليجد نفسه مدفوعا لاحتراف هذا الفن. بدأ البحث عن المصادر التاريخية على ندرتها محاولا تطوير أدواته، ولعل هذا ما يفسر بروزه فيما بعد باحثا ومؤرخا للخط العربي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جدة / علاء المفرجي تتواصل عروض مهرجان البحر الاحمر بدورته الخامسة والمقامة في جد، في مختلف المسابقات التي يضمها المهرجان، فقد قدم المخرج الفرنسي زافين نجار فيلم تحريك عنوانه "بيرَاهِيما" صبي في العاشرة من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram