TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العربي

دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العربي

نشر في: 9 يوليو, 2025: 12:08 ص

 بغداد – كريم ستار

في منطقة جديد حسن باشا وسط بغداد القديمة، يقع زقاق ضيّق يُعرف بـ" دربونة العوادين" ، ويعد أحد أبرز معالم المدينة المرتبطة بصناعة العود والموسيقى الشرقية. الزقاق الذي يمتد تاريخه لأكثر من قرن، تحوّل إلى نقطة جذب للملحنين والعازفين العرب، واحتضن ورشًا لصناعة العود الذي يُعرف بطابعه العراقي المميز.

في وسط هذا الزقاق، ما زالت ورشة «عامر علي العواد» تمارس نشاطها منذ عام 1932، حين أسسها الأسطة محمد فاضل العواد. الورشة التي تنقلت إدارتها لاحقًا إلى الفنان نجم عبود، أحد قارئي المقام في المتحف العراقي، ومن بعده إلى عامر علي، تحتفظ بطابعها التقليدي وتعد من أقدم الورش المختصة في هذا المجال.
وقال عامر علي في تصريح لـ«المدى»، إن " الورشة ليست مجرد محل لصناعة العود، بل تمثل ذاكرة حيّة زارها فنانون عرب كبار مثل وديع الصافي، بليغ حمدي، ومحمد عبده، واقتنوا أعوادًا صنعت هنا " .
تعود تسمية «دربونة العوادين» إلى تركّز عدد من ورش صناعة العود في الزقاق ذاته. وقد شهد الزقاق ذروته في ثلاثينيات القرن الماضي، ليصبح لاحقًا وجهة للباحثين عن الصوت الشرقي الأصيل. وقال أحد كبار سكان الحي لـ«المدى»، إنه «اعتاد رؤية شخصيات فنية بارزة تزور الزقاق بعيدًا عن الأضواء والمواكب، فقط من أجل الاستماع إلى نغمة تُصنع في قلب بغداد" .
تحوّلت ورشة عامر علي إلى ما يشبه صالونًا موسيقيًا مصغّرًا، يجتمع فيه فنانون وهواة لأداء المقامات العراقية مثل الصبا والحويزاوي. وأوضح العواد أن الورشة تستخدم أخشاب الزان والصندل والجوز، وتستغرق عملية تصنيع العود بين 20 إلى 40 يومًا، مشيرًا إلى أن القوالب والمقاسات التي تُستخدم في العراق تختلف عن غيرها في باقي الدول العربية.
وأشار إلى أن «العود العراقي يتميز بجودة صوته، ورغم وجود منافسة من الأعواد التركية والسورية الأرخص ثمنًا، إلا أن العود العراقي يحافظ على مكانته كجزء من تراث فني عريق" يشير تاريخ الزقاق إلى زيارات لفنانين عرب كبار، من بينهم وديع الصافي الذي اقتنى عودًا من الورشة خلال مشاركته في مهرجان بابل عام 1986، ومحمد عبده الذي زار المكان في الثمانينات واستمع إلى مقام الحويزاوي. كما اقتنى فنانون عراقيون أعوادهم من الزقاق، من بينهم كاظم الساهر وطالب القره غولي ورضا علي وعباس جميل.
وصفت وزارة الثقافة العراقية «دربونة العوادين» بأنه جزء من الإرث الثقافي غير المادي لبغداد، وأكدت وجود دراسة أولية لتحويل الزقاق إلى فضاء ثقافي مفتوح يضم ورشًا ومدارس لصناعة العود وتعليم المقام، إلا أن المشروع لا يزال في طور الفكرة.
في المقابل، يرى فنانون ومثقفون أن المبادرة قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ الزقاق، بعد أن تحوّلت بعض ورشه إلى مخازن أو أغلقت نتيجة الإهمال وتراجع عدد الزبائن والزوار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جدة / علاء المفرجي تتواصل عروض مهرجان البحر الاحمر بدورته الخامسة والمقامة في جد، في مختلف المسابقات التي يضمها المهرجان، فقد قدم المخرج الفرنسي زافين نجار فيلم تحريك عنوانه "بيرَاهِيما" صبي في العاشرة من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram