متابعة / المدى
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتشكك منذ فترة طويلة في المساعدات العسكرية لأوكرانيا، أن الولايات المتحدة «ستضطر» إلى إرسال المزيد من الأسلحة إلى كييف، وذلك بعد أيام فقط من إصدار أوامر بوقف شحنات أسلحة حاسمة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بشأن توجهات إدارته تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
ورغم أن الولايات المتحدة كانت لسنوات أكبر داعم عسكري لأوكرانيا، حيث تغطي نحو 40% من احتياجاتها الدفاعية، إلا أنها لم تُعلن عن أي مساعدات جديدة منذ عودة ترامب إلى السلطة في كانون الثاني 2025، بينما كثفت الدول الأوروبية دعمها لكييف خلال الفترة ذاتها.
يأتي التحول الأخير في الموقف الأميركي بعد فترة من الغموض، ردّاً على تصاعد الهجمات الروسية والضغوط الأوكرانية المتزايدة لمواصلة الدعم الأميركي. وكانت إدارة ترامب قد قررت في وقت سابق «تعليق» تسليم معدات عسكرية سبق أن وافق عليها الكونغرس في ربيع 2024، دون توضيح رسمي للأسباب، ما أثار تساؤلات بشأن السياسة الدفاعية الأميركية في المرحلة المقبلة.
وشملت الأسلحة التي تم تعليقها، وفق تقارير، صواريخ اعتراضية لمنظومات باتريوت، وذخائر مدفعية دقيقة، وصواريخ تطلقها مقاتلات F-16 أميركية الصنع. وذكرت مجلة «بوليتيكو» في الأول من تموز أن وكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسة بريدج كولب كان من أبرز الدافعين نحو هذا القرار، بعد مراجعة لمخزونات الأسلحة المتناقصة لدى البنتاغون.
وبحسب المصادر، فإن القرار اتُخذ في 30 حزيران أو قبله، ورُفض حينها التعليق من البيت الأبيض. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أوضحت نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن القرار جاء «لوضع مصالح أميركا أولاً» بعد مراجعة أجرتها وزارة الدفاع بشأن الدعم العسكري للدول الأخرى.
لم يُدلِ ترامب بأي تصريح مباشر في تلك المرحلة، لكن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رحّب بالخطوة، واعتبرها «خطوة نحو إنهاء الحرب»، مؤكداً أن وقف شحنات الأسلحة الغربية لأوكرانيا شرط أساسي من وجهة نظر موسكو.
وبقي ترامب صامتاً ليومين، قبل أن يُجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الثالث من تموز، استمرت ساعة كاملة. وبعد الاتصال، عبّر ترامب عن خيبة أمله في التوصل إلى اتفاق، قائلاً: «لم أحرز أي تقدم مع بوتين على الإطلاق».
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، صرّح ترامب للصحفيين قائلاً: «لم نوقفها. نحن نرسل أسلحة»، وذلك رداً على سؤال بشأن تعليق المساعدات.
في الرابع من تموز، تحدث ترامب هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد ساعات فقط من شن موسكو أعنف هجوم جوي على أوكرانيا منذ بدء الحرب. ووصف ترامب المكالمة بأنها «جيدة واستراتيجية»، في مؤشر إلى عودة محتملة للدعم العسكري الأميركي.
ويرى مراقبون أن سياسة إدارة ترامب تجاه روسيا وأوكرانيا تتأثر بتيارات مختلفة داخل فريقه، بعضها يدعو إلى «ضبط النفس»، مثل الإعلاميين تاكر كارلسون وستيف بانون، وربما مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، الذين وُجهت لهم انتقادات لعدم دعمهم الضربات العسكرية ضد إيران.
ويبدو أن النزعة لعدم استفزاز روسيا أقوى داخل الإدارة من الرغبة في مواجهة طهران، بحسب المراقبين. ويعدّ فشل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف في إقناع بوتين بقبول مقترحات وقف إطلاق النار التي وافق عليها زيلينسكي، أحد الأمثلة على ذلك، لا سيما أن المقترحات تتضمن احتمال رفع العقوبات الأميركية عن قطاع الطاقة الروسي.
ترامب يتراجع عن وعوده.. واشنطن ترسل أسلحة جديدة إلى أوكرانيا

نشر في: 9 يوليو, 2025: 12:03 ص









