متابعة / المدى
تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ غاراتها الجوية على قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً، بينهم ستة أطفال وسيدتان، جراء ضربتين جويتين فجر الأربعاء استهدفتا منطقة المواصي في خان يونس ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
ووفق المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، فإن إحدى الغارات دمّرت بالكامل منزل عائلة جودة المؤوي لعشرات النازحين في مخيم الشاطئ، بينما لا يزال سبعة إلى ثمانية أشخاص تحت الأنقاض حتى صباح الأربعاء. وأظهرت مشاهد مصوّرة من مستشفى ناصر في خان يونس، سيدة جريحة تجلس على الأرض محاطة بمعدات طبية مغطاة بالدماء.
وفي تعليقها على القصف، قالت عبير الشرباصي، المقيمة في خيمة قرب منزل جودة، إن الغارة وقعت بشكل مفاجئ ووصفتها بأنها مرعبة، مضيفة: في أي لحظة يمكن أن نموت. وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، أن المستشفى سيخرج عن الخدمة خلال ساعات بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات. وكانت إدارة المجمع قد حذرت مساء الثلاثاء من انقطاع التيار الكهربائي عن أقسامه الحيوية.
في واشنطن، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب مرتين خلال 24 ساعة، ضمن جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب المستمرة في غزة. وقال نتانياهو إن المحادثات ركزت على الجهود المبذولة للإفراج عن الرهائن، وأكد مجدداً أن الضغط العسكري ضروري لتحقيق أهداف إسرائيل، رغم الكلفة البشرية المرتفعة. وكانت إسرائيل قد فقدت خمسة جنود يوم الاثنين في شمال غزة، ضمن معارك مستمرة تسعى من خلالها إلى إلحاق الهزيمة بحركة حماس.
من جانبها، اعتبرت حماس، على لسان عضو مكتبها السياسي عزت الرشق، أن تصريحات نتانياهو تعكس هزيمة نفسية لا حقائق ميدانية، مشددة على أن إطلاق سراح الرهائن لن يتم إلا من خلال صفقة جدية مع المقاومة، ومؤكدة أن غزة لن تستسلم.
انطلقت مساء الأحد في العاصمة القطرية جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية. وتعتمد المباحثات على مقترح تقدّم به المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق قريباً.
ويتضمن المقترح الأميركي هدنة لمدة شهرين، تُفرج خلالها حماس عن عشرة رهائن على قيد الحياة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من قبل إسرائيل، بحسب مصادر فلسطينية مطلعة.
وتطالب حماس بضمانات واضحة لانسحاب إسرائيل من غزة وعدم استئناف القتال خلال فترة التفاوض، بالإضافة إلى عودة الأمم المتحدة للإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية.
ولا يزال 49 رهينة من أصل 251 خطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل وفاتهم.
اندلعت الحرب الحالية في غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً داخل إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 57,680 فلسطينياً في غزة، معظمهم من المدنيين، في الغارات والعمليات الإسرائيلية، وفق وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة إحصاءاتها موثوقة.
ويواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه لإسرائيل، لكنه شدد مؤخراً على ضرورة إنهاء ما وصفه بـ "الجحيم" في غزة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار وتفادي المزيد من الانهيار الإنساني في القطاع.










