TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تفجير كنيسة يدفع مسيحيي سوريا للتفكير بالهجرة وسط بقاء مسلحين أجانب

تفجير كنيسة يدفع مسيحيي سوريا للتفكير بالهجرة وسط بقاء مسلحين أجانب

نشر في: 10 يوليو, 2025: 12:03 ص

 متابعة المدى

في اليوم التالي للهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة خارج العاصمة السورية الشهر الماضي، سار مئات المسيحيين في شوارع دمشق مرددين هتافات ضد المسلحين الأجانب ومطالبين برحيلهم من البلاد. الهجوم الذي وقع في 22 حزيران واستهدف كنيسة مار إلياس، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا وإصابة العشرات، شكّل جرس إنذار جديدًا للأقليات الدينية التي تقول إنها تعرضت لضربة تلو الأخرى منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي. وتابع تقرير لوكالة "الأسيوشييتد برس" بأن الجماعات الإسلامية المسلحة باتت تسيطر على معظم أنحاء البلاد. وعلى الرغم من أن الحكومة التي يرأسها الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع نددت بالهجمات على الأقليات، إلا أن كثيرين يتهمونها بغض الطرف أو بالعجز عن السيطرة على الجماعات المسلحة التي تحاول استيعابها. من بين هذه الجماعات آلاف المقاتلين الأجانب الذين غالبًا ما يتبنون أفكارًا متطرفة أكثر من نظرائهم السوريين. وفي خطوة غير مسبوقة، قام الشرع في وقت مبكر بترقية ما يقارب من ستة أفراد من المقاتلين الأجانب إلى رتب عالية وصلت إلى رتبة لواء.
وتراقب الولايات المتحدة ودول أخرى عن كثب كيفية تعامل القادة الجدد في سوريا مع مسألة حماية الأقليات ووجود المقاتلين الأجانب، في الوقت الذي تدرس فيه رفع العقوبات المفروضة على البلاد منذ سنوات طويلة.
وقد وصف المرجع الأعلى للطائفة الأرثوذكسية اليونانية في سوريا تفجير الكنيسة بأنه "أسوأ جريمة بحق المسيحيين في دمشق منذ عام 1860"، عندما قُتل الآلاف خلال أيام على يد مسلحين متطرفين.
وحذرت نينا شيا، محامية حقوق إنسان ومديرة مركز الحرية الدينية في معهد هدسون، في تقرير نشر في صحيفة "كريستيان بوست"، من أن التفجير هو "أول هجوم كبير ضد المسيحيين" منذ وصول الشرع إلى الحكم في كانون الأول الماضي. من جانب آخر، أثار إلغاء الحكومة الأميركية لتصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية أجنبية، بعد مرور سبعة أشهر على الإطاحة بنظام بشار الأسد، قلق جماعات مسيحية مدافعة عن حقوق الإنسان. ويأتي هذا القرار في أعقاب سلسلة من الخطوات تتخذها واشنطن لتطبيع العلاقات مع القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، الذي قاد تحالف هيئة تحرير الشام في الهجوم ضد نظام الأسد في كانون الأول 2024.
حيث نددت "مؤسسة المسيحيين العراقيين"، وهي منظمة تدافع عن المسيحيين في الشرق الأوسط، بهذا القرار. وقالت في بيان لها: “إدارة ترامب ألغت للتو تصنيف جبهة النصرة كمنظمة إرهابية. إنهم نفس الجماعة التي صلبت المسيحيين في سوريا وقتلت الأساقفة والكهنة والراهبات في العراق بدم بارد. هذا ظلم!” يأتي هذا الإجراء في وقت يشعر فيه المسيحيون في سوريا بالخوف المتجدد بعد تفجير الكنيسة، واتهمت الحكومة السورية تنظيم داعش بالوقوف وراء الهجوم، ويُخشى حدوث نزوح جماعي للمسيحيين، مشابه لما حدث في العراق بعد عام 2003 وتصاعد العنف الطائفي.
وأضافت المحامية شيا في حديث لصحيفة "كريستيان بوست": يخشى المسيحيون أن يكون تفجير الكنيسة مجرد بداية لموجة إبادة جديدة ضدهم. ومنذ عام 2016 هدد مسلحو تنظيم داعش بإبادة المسيحيين، وأن معظم الكنيسة المسيحية القديمة في سوريا هربت، ولم يتبق من المسيحيين سوى 300 ألف بعد أن كانوا أكثر من مليونين في عام 2010. كميل صباغ، مسيحي سوري من الذين بقوا في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية فيها عام 2011، قال لـ "الأسوشييتد برس: أنا أحب سوريا وأرغب بالبقاء هنا، لكن فلنأمل ألا يُجبرونا على الرحيل.
وغادر مئات الآلاف من المسيحيين البلاد خلال سنوات الحرب نتيجة هجمات متعددة شنتها مجاميع مسلحة متطرفة، وشملت عمليات خطف لراهبات وكهنة وتدمير للكنائس، ويقدّر بعض الكهنة أن ثلث المسيحيين قد غادروا البلاد.
وقال بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، خلال جنازة ضحايا التفجير، في إشارة إلى المخاوف من مغادرة المسيحيين: نحن مكون أساسي في البلد وسنبقى فيه.
وفي استطلاع وطني أجرته مجموعة "إيتانا" البحثية المحلية في أيار، قال 85% من غالبية الشعب السوري السني إنهم يشعرون بالأمان في ظل السلطات الحالية، مقارنة بـ 21% من العلويين و18% من الدروز، أما المسيحيون فقد جاءوا في المنتصف بنسبة 45%.
وقال السياسي أيمن عبد النور، الذي التقى مؤخرًا بزعماء دينيين: إن حجم الخوف ازداد بين المسيحيين، مشيرًا إلى أن الزعماء الدينيين أبلغوه أن كثيرًا من المسيحيين باتوا يفكرون بمغادرة البلاد كحل وحيد.
عن وكالات وصحف عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: أكثر من 57 ألف أسرة في غزة تعيلها نساء وسط تهديدات الجوع والمرض

الأمم المتحدة: أكثر من 57 ألف أسرة في غزة تعيلها نساء وسط تهديدات الجوع والمرض

 ترجمة المدى أفاد مسؤول أممي بأن أكثر من 57 ألف أسرة في غزة باتت تُدار من قبل نساء يواجهن أوضاعًا قاسية في ظل انهيار النظام الصحي ومشكلات كبيرة في إيصال المساعدات رغم سريان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram