TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > العزل الحراري في الموصل: مبادرات هندسية لمواجهة حرارة الصيف

العزل الحراري في الموصل: مبادرات هندسية لمواجهة حرارة الصيف

نشر في: 10 يوليو, 2025: 12:03 ص

الموصل – المدى / سيف الدين العبيدي

ناقش عدد من المهندسين والمختصين في مجال التصميم البيئي والهندسي في الموصل، أبرز تقنيات العزل الحراري المستخدمة في بناء المنازل، في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة ومحدودية الموارد المتوفرة في المدينة.
وجاء ذلك خلال جلسة نظمها "نادي المناخ" التابع لمؤسسة "موصل سبيس"، تناولت البدائل المتاحة لعزل المنازل، وأبرزها استخدام الهواء كعازل طبيعي، وزراعة النباتات داخل المنازل لتلطيف الأجواء، إلى جانب أهمية استخدام الطابوق في البناء لما له من خواص عازلة، رغم عدم توفره في المدينة.

محدودية المواد ومشاكل سوق البناء
أشار المشاركون في الجلسة إلى أن غياب معامل إنتاج الطابوق في الموصل وندرة الأيدي العاملة المختصة، يدفع السكان إلى استخدام البلوك الأرخص ثمناً والأكثر توفرًا، إذ يبلغ سعر الطابوقة الواحدة نحو 1500 دينار، مقابل 500 دينار للبلوك. كما أشاروا إلى تراجع الاعتماد على بعض أساليب البناء التقليدية مثل السرداب في المنازل القديمة، وبيوت الطين في القرى، والتي كانت توفر برودة طبيعية في الصيف.
واقترح المهندسون حلولاً بديلة من أبرزها استخدام البلوك المجوف الخفيف (لايت كونكريت)، والطلاء العاكس لأشعة الشمس، وتغليف الأسطح بطبقة من الفلين.
المهندس وفاق أحمد شدد في حديثه لـ "المدى" على أهمية فتح السوق المحلي أمام المنتجات العالمية من دول مثل تركيا، والولايات المتحدة، واليابان، وأوروبا، وماليزيا، رغم أن ذلك قد يكون مكلفًا، مشيرًا إلى أن خيارات أقل تكلفة متاحة من إيران ومصر، وأضاف أن الغالبية من المواطنين غير قادرين اقتصاديًا على شراء المواد العازلة، ما يتطلب إعادة ترتيب استخدام المواد المتوفرة محليًا كالسمنت والبلوك بأساليب علمية تقلل انتقال الحرارة، مع تطوير صناعة الطابوق ليصبح أكثر عزلاً.
وأشار أحمد إلى أن بعض المواد رغم كلفتها المرتفعة تمتاز بديمومة طويلة، داعيًا إلى إعادة النظر في التصاميم الحضرية للمدن لتقليل التلاصق غير المنطقي بين المباني، واستعادة المساحات الخضراء وتهوية الأحياء السكنية بما يتوافق مع المعايير العالمية.
كما شدد على أهمية التوعية، داعيًا المواطنين والمؤسسات الصناعية والهندسية إلى تبنّي بدائل مقاومة للتغير المناخي لحماية الأجيال القادمة من آثار الحرارة المتزايدة.

مقترحات معمارية وبيئية للتلطيف الطبيعي
أوضحت المعمارية فردوس فارس أن الطابوق يعد من أفضل مواد العزل، لكنه غير متوفر في الموصل، ويعاني من مشاكل مثل انتشار حشرة "الأرضة"، ما جعل البلوك الخيار الأكثر انتشارًا بسبب سعره المنخفض. وأوصت بإدخال تحسينات على صناعة البلوك بإضافة الألياف وجعله مجوفًا واستخدام الفلين والسمنت المحسن، إلى جانب طلاء واجهات المنازل بمادة الفلين واستخدام "الإيزوكام" في الأسطح. وانتقدت استخدام مادة الحلان في واجهات البيوت، مشيرة إلى تكلفته العالية وسقوطه السريع، مؤكدة أنه لا يلائم البيوت السكنية.
من جانبها، أوصت المهندسة البيئية يثرب علي بزراعة النباتات الظلية والمتسلقة مثل الجهنمية والمطاط في الأماكن المشمسة، إلى جانب نباتات الريحان والنعناع في الشرفات، لما لها من دور في تعزيز الأوكسجين وتلطيف الهواء، وذكرت أنها نفذت تجربة شخصية عبر مد أنابيب نحاسية على واجهة المنزل مغطاة بالنباتات، ما ساعد على خفض درجة الحرارة بمقدار أربع درجات مئوية.
أشار عبد الله ثائر مدير المشاريع في مؤسسة "موصل سبي"، إلى تنفيذ مشروع تدريبي شمل 10 مهندسين بالتعاون مع مركز التجارة الدولي، لتصنيع كاميرا حرارية وجهاز لوحي مزوّد بنظام "سوفت وير" لقياس استدامة المنازل وتحديد مناطق الهشاشة الحرارية في الجدران واقتراح الحلول المناسبة.
وأضاف أن المؤسسة تعمل على إطلاق مسابقة في نهاية شهر تموز، تستهدف المكاتب الهندسية والباحثين لتقديم تصاميم حضرية تراعي استخدام العزل الحراري والطاقة الشمسية، وستُطبّق النتائج الفائزة – وعددها ثلاث – على 75 منزلًا داخل الموصل كمرحلة أولى تجريبية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram