متابعة المدى
ودع الوسط الفني العراقي أمس الاربعاء واحدة من أهم الأصوات الإبداعية، وهي الفنانة والمخرجة إقبال نعيم، عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد مسيرة زاخرة بالعطاء، كان فيها المسرح بيتها الأول والأخير، والدراما نافذتها على العالم.
بدورها، نعت نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنانة إقبال نعيم، حيث قالت في بيان لها أمس الأربعاء (9 تموز 2025) أن "الفنانة الراحلة عملت مع العديد من الفرق المسرحية العراقية المحلية كالمسرح الفني الحديث والشعبي قبل دخولها الى الفرقة الوطنية للتمثيل فضلاً عن اخراجها للعديد من المسرحيات".
وأضافت النقابة: "حازت (اقبال نعيم) على جوائز هامة اثناء تمثيلها للعراق سواء في المهرجانات المحلية والعربية والدولية، فمنحت جائزة افضل ممثلة عن مسرحية الرهن من المركز العراقي للمسرح في العام 1985، وجائزة افضل ممثل دور ثاني عن مسرحية الف امنية وامنية في العام 1987، وجائزة افضل عمل متكامل عن مسرحية ترنيمة الكرسي الهزاز في مهرجان قرطاج المسرحي في العام 1987، وجائزة افضل اخراج وتمثيل وازياء عن مسرحية الريشة الذهبية في مهرجان مسرح الطفل الاردني في العام 2002".
من جانبها عزت لجنة الثقافة والسياحة والاثار والاعلام في مجلس النواب الأوساط الفنية برحيل الفنانة الدكتورة اقبال نعيم ، وقال السيد رئيس (السن) للجنة والسيدات والسادة الأعضاء، تلقينا ببالغ الحزن والاسى نبأ رحيل الفنانة اقبال نعيم التي كان اثرها واضح في المسرح والتلفزيون والاخراج والفرقة الوطنية للتمثيل والسينما على مدى عقود من الزمن، والحاصلة على العديد من الجوائز المحلية والعربية.
ولدت إقبال نعيم سلمان في بغداد عام 1958، وسط عائلة فنية تركت بصماتها الواضحة على تكوينها الفني، فهي شقيقة الفنانة عواطف نعيم، التي تعد بدورها من أبرز الوجوه المسرحية العراقية. ومنذ صباها، كانت مولعة بالمسرح، تقف على الخشبة بشغف الطفلة ووعي الفنانة، وتمضي بخطاها الواثقة نحو حلمها الكبير.
في سبعينيات القرن الماضي، بدأت إقبال نعيم رحلتها الفنية، وانضمت إلى عدد من الفرق المسرحية المهمة مثل “المسرح الفني الحديث” و”المسرح الشعبي”، ثم التحقت بالفرقة الوطنية للتمثيل، وهناك تبلورت شخصيتها الفنية كممثلة ومخرجة صاحبة رؤية وجرأة.
وقدمت أعمالًا مسرحية مميزة منها “خيط البريسم”، “هيروسترات”، “في أعالي الحب”، و”أعتذر أستاذي لم أقصد ذلك”، وغيرها من الأعمال التي لاقت صدى واسعًا محليًا وعربيًا.
لم يكن المسرح وحده ميدانها، بل كانت لها بصمات واضحة في السينما والتلفزيون. فقد عرفها الجمهور من خلال فيلم “حب في بغداد” عام 1987، بمشاركة قاسم الملاك وفاطمة الربيعي، كما ظهرت في أعمال درامية وإذاعية تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة الجمهور.
لم تكتف بمكانتها الفنية، بل سعت إلى التأسيس الأكاديمي، ونالت شهادة الدكتوراه في الفنون المسرحية من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 2010، وكرست جزءًا كبيرًا من حياتها لتدريس الفنون المسرحية، إيمانًا منها بأن المسرح الحقيقي يبدأ من قاعات التعليم. كرمتها المهرجانات العربية والمحلية بعدد من الجوائز، منها: أفضل ممثلة عن مسرحية الرهن (1985) وأفضل عمل متكامل عن ترنيمة الكرسي الهزاز في مهرجان قرطاج (1987) وأفضل إخراج وتمثيل وأزياء عن الريشة الذهبية في مهرجان مسرح الطفل الأردني (2002)
عملت مع كبار مخرجي المسرح العراقي مثل الدكتور عوني كرومي، صلاح القصب، فاضل خليل، وعزيز خيون،شفيق المهدي وكانت بالنسبة للكثيرين رمزًا للفنانة الملتزمة، التي آمنت برسالة الفن ودوره في التغيير والوعي.










