TOP

جريدة المدى > اقتصاد > انخفاض معدل إنتاج رز العنبر إلى أقل من النصف ودعوات لحمايته

انخفاض معدل إنتاج رز العنبر إلى أقل من النصف ودعوات لحمايته

نشر في: 12 ديسمبر, 2012: 08:00 م

أوضحت مديرية زراعة الديوانية أن معدلات تسويق محصول "رز العنبر" انخفضت خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى ما دون النصف، مبدية قلقها على مستوى الإنتاج الوطني لهذا المحصول الذي حمل فلاحون الحكومة ووزارة التجارة مسؤولية تردي إنتاجه، فيما يتهم نواب واضعي الموازنات في الدولة المسؤولية بإهمال القطاع الزراعي بشكل عام.
ويقول مدير زراعة الديوانية محمد عبد حسين الجبوري، في حديث إلى "المدى برس"، إن "كميات محصول الشلب  (الرز) المسوقة على مدى أربع سنوات تشير إلى انخفاض واضح عما كانت عليه معدلاتها في السابق، وخوفنا كبير على محصول (العنبر) الاستراتيجي"، مشيراً إلى أن "كمية الشلب المسوقة لغاية هذا الشهر بلغت 20 ألف طن".
وبحسب مديرية الزراعة في الديوانية فإن الإنتاج في 2011 بلغ (37) ألف طن فيما بلغ في عامي (2009) و (2010) نحو (62) ألف طن.
ويوضح الجبوري أن "انخفاض الإنتاج ناجم عن عدة عوامل منها قلة كمية المبيدات والأسمدة التي تم توزيعها على الفلاحين والمزارعين لم تتجاوز 35% فقط، الذي دعا بعض المزارعين إلى شراء الأسمدة من الشركات والمكاتب الزراعية الخاصة إضافة إلى الأمطار"، مبينا أن "الرطوبة أخرت موعد تسويق محصول الشلب هذا الموسم وبعد ازديادها من 14% إلى نحو 17% بسبب الأمطار في الموسم الحالي".
ويتابع أن "أغلب المزارعين لا يعتمدون الأساليب العلمية الحديثة في زراعتهم المحاصيل الإستراتيجية، من حراثة الأرض واستخدام الأسمدة العضوية بدل الكيماوية التي تؤثر على التربة وتسهم في انخفاض الإنتاج، وعدد السنابل في النبتة".

فلاحون: الحكومة لا تدعمنا
من جانبهم، يحمل فلاحون الحكومة مسؤولية انخفاض إنتاج محاصيلهم من الحبوب، مطالبين بتوفير الكميات الكافية من الأسمدة والمبيدات لهم.
ويقول المزارع فاضل تكليف، في حديث لـ"المدى برس"، إن "غياب الدعم الحكومي للقطاع الزراعي، تسبب بشكل عام في تراجع الزراعة في البلاد، وعدم إعلان تسعيرة (الشلب) الموسم الحالي جعلت أغلب المزارعين يذهبون باتجاه الأسواق العامة بدلا من تسويقها إلى وزارة التجارة".ويضيف أن "غياب الدعم عن الفلاح بالبذور والأسمدة والمبيدات والمكننة تسبب في رفع معاناة المزارعين الذين غادر اغلبهم الزراعة وراح أبناؤهم يبحثون عن التطوع في الجيش أو الشرطة لان الزراعة لن تستطيع أن تسد تكاليفها".
ويلفت تكليف إلى أن "الإجراءات المعقدة والروتين في مخازن وزارة التجار، وما عانيته خلال الأعوام الماضية جعلني أبيع محصولي هذا العام في الأسواق إلى التجار الذين يدفعون مباشرة بعد أن يتم وزن المحصول، ولا اضطر أنا وغيري الى انتظار مواعيد صرف الصكوك التي تصدرها التجارة كما حدث في الأعوام السابقة".

الزراعة النيابية: الموازنات غير هادفة
من جهتها تؤكد لجنة الزراعة النيابية، أن القطاع الزراعي بحاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي، لاسيما في زيادة التخصيصات المالية لتغطية حاجة هذا القطاع.
ويقول رئيس لجنة الزراعة النيابية حامد الخضري، في حديث إلى "المدى برس"، إن "عدم دعم الفلاحين والمزارعين جزء من مشكلة القطاع الزراعي في البلاد الذي يحتاج إلى أشياء كثيرة منها تخصيص أموال تتناسب وأهميته تشمل المياه والثروة الحيوانية والزراعة".
ويلفت الخضري إلى أن "اللجنة حاولت رفع المبلغ المخصص إلى الزراعة في موازنة العام 2012 لكنها لم توفق، كما أنها لم توفق خلال وضع موازنة عام 2013 من رفع المبالغ المخصصة للقطاع الزراعي بسبب عدم وجود خطة خلال وضع الموازنة". ويضيف الخضري أن "وضع الموازنة غير هادف للأسف على الرغم من المبالغ الضخمة المخصصة لها والتي بلغت للعام المقبل 138 تريليون دينار"، مبيناً أنه "يمكننا من النهوض بالقطاع الزراعي إذا ما تمت الموافقة على مقترحات اللجنة الزراعية النيابية بأن تكون حصة الزراعة منها 10%".
ويتابع أن "على وزارة الزراعة الالتزام بتجهيز المزارعين بالمبيدات كونها خاضعة للتقييس والسيطرة النوعية بخلاف الموجودة في الأسواق المحلية التي أثبتت الفحوص احتوائها على مواد مسرطنة تؤدي إلى كارثة حقيقية خلال السنوات الثلاثة المقبلة".
وأشار الخضري إلى أن "اللجنة قدمت عدة مقترحات لكنها لم تجد آذان صاغية منها رفع مخصصاته من 2% إلى 10%، إضافة إلى مطالبتنا بضرورة تبادل الخبرات مع الدول الأجنبية للإسهام في الحفاظ على هوية الديوانية والنجف والعراق التي تعبر عن تاريخ وحضارة هذا البلد والتي تتمثل برز العنبر".
وكان المستشار الزراعي لمحافظ الديوانية علي مانع قد اتهم منتصف العام الماضي وزارات الزراعة والتجارة والموارد المائية بالمسؤولية عن تراجع كميات محصول الشلب المسوقة وتردي واقع الديوانية الزراعي، مؤكداً أن "عدم تجهيز وزارة الزراعة للفلاحين بالمبيدات بقرار من اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، رفع دعم المزارعين بالمبيدات والبذور مقابل زيادة أسعار المحاصيل المسوقة، لتكون سببا وراء ظهور إصابة الشلب بـالحبة السوداء، وتراجع الكمية المسوقة إلى وزارة التجارة التي رفضت شراء معظمه جراء المرض". فيما قال رئيس لجنة الزراعة بمجلس محافظة الديوانية باقر الشعلان في تصريح سابق لـ "المدى برس"، أن "مشاريع الموارد المائية المتلكئة أدت إلى تفاقم أزمة شح المياه، لأنها تعتمد شركات غير متخصصة لا تمتلك خبرات العمل في مجال التبطين واستصلاح الأراضي".
وكانت كلية الزراعة في جامعة القادسية ومديرية البحوث الزراعية ومحطة أبحاث المشخاب والديوانية المختصة في أبحاث الرز، قد أجرت بحوث ودراسات خلال السنوات الماضية أسهمت في إنتاج أنواع معدلة تسعى لتطبيقها في الأراضي الزراعية لإنتاج أنواع جديدة تمتاز بصفات العنبر المعروفة.
وتعد محافظة الديوانية (180 كم جنوب العاصمة بغداد)، من المحافظات المشهورة بزراعة أنواع جيدة من الرز كالعنبر المشهور برائحته وطعمه المميزين.
وتبلغ المساحة المزروعة بمحصول الرز في المحافظة للموسم الحالي (87) ألف دونم، في حين تبلغ المساحة الصالحة لزراعة المحصول في المحافظة (180) ألف دونم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي
اقتصاد

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي

بغداد/ المدى أعلنت وزارة النفط، اليوم الجمعة، تخفيض وتقليص صادرات العراق من النفط الخام وتقليل استهلاكه المحلي. وذكرت الوزارة في بيان، تلقته (المدى)،: "تماشياً مع التزام جمهورية العراق بقرارات منظمة أوبك والدول المتحالفة ضمن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram