واسط / جبار بچاي
أثار قرار تم توقيعه مؤخرًا بين محافظتي واسط العراقية وإيلام الإيرانية، يقضي بالسماح لمواطني محافظة واسط بالدخول إلى إيلام بمركباتهم الشخصية التي تحمل لوحات تسجيل واسط دون الحاجة لدفع الرسوم الكمركية المعروفة بالترانزيت، جدلًا واسعًا.
القرار لاقى ترحيبًا من غالبية أصحاب المركبات في واسط، بينما انتقده آخرون ممن يحملون لوحات تسجيل لمركباتهم من محافظات أخرى، مطالبين بأن يكون الدخول معتمدًا على البطاقة الوطنية لضمان شمولية الفائدة لجميع المواطنين.
ومع مرور أكثر من أسبوعين على توقيع الاتفاق بين محافظي واسط محمد جميل المياحي وإيلام حسن كرومي، خلال لقاء في الكوت لمناقشة استعدادات الزيارة الأربعينية المقبلة، لا تزال إجراءات التنفيذ متوقفة.
وكشف ناشطون ومقربون من إدارة المحافظة أن مثل هذه الاتفاقيات جرت منذ عام 2013، وأخرى بينها إنشاء منطقة تجارة حرة في منفذ زرباطية وفتح قنصلية إيرانية في الكوت، لكنها بقيت دون تطبيق فعلي.
القانوني مهند القريشي أوضح في حديث لـ«المدى» أن حرية التنقل مكفولة بموجب المادة 44 من الدستور العراقي، ولكن ضمن التشريعات الوطنية. وأضاف أن الاتفاق بين المحافظتين بشأن دخول مركبات واسط إلى إيلام دون دفع رسوم كمركية تم دون موافقات مركزية، وهو ما يخالف الدستور والاختصاصات الحصرية للحكومة الاتحادية المنصوص عليها في المادة 110، التي تتضمن رسم السياسة الخارجية والاتفاقيات الدولية والرسوم الكمركية التي تصدر بقانون اتحادي.
وأشار القريشي إلى أن أي تشريع محلي يصدر من الحكومات المحلية يتعارض مع هذه الصلاحيات الاتحادية، مشددًا على استحالة حصول مواطني واسط على هذه الميزة دون قرار مركزي يسمح بذلك.
الناشط المدني جلال الشاطئ أشار إلى أن الاتفاقيات السابقة بين واسط وإيلام بخصوص دخول المركبات الشخصية أو بدون جواز سفر لم تُطبق، والمواطنون يدخلون بطرق رسمية معتادة دون ميزات خاصة. وأضاف أن اعتماد البطاقة الوطنية أفضل من لوحات التسجيل، لأن عددًا من المواطنين يمتلكون مركبات تحمل لوحات محافظات أخرى، ما سيحرمهم من الاستفادة إذا تم تطبيق الاتفاقية كما هي.
من جهته، أكد المواطن أحمد جاسم الفزع من قضاء بدرة قرب الحدود أن القرار غير عملي، لأن مركبته تحمل لوحة بغداد ولا يستطيع الاستفادة منه، بينما قد يستفيد آخرون يحملون لوحات واسط لكن يسكنون محافظات أخرى. وأوضح أن رسوم الدخول الكمركية شأن اتحادي لا يمكن تجاوزه.
وأوضح الفزع أن إيران تسمح بدخول العراقيين بمركباتهم الشخصية وباصات النقل، بعد استكمال الموافقات الرسمية ودفع الرسوم الكمركية التي تختلف حسب حجم المركبات.
اللقاء الأخير بين محافظي واسط وإيلام حضره مسؤولون من الجانبين في قطاعات الخدمات والأمن والمرور، ناقش التحضيرات الخاصة بالزيارة الأربعينية وسبل تعزيز التنسيق لضمان نجاحها وتأمين متطلباتها من خدمات وأمن وإدارة ولوجستيات.
كما تم التباحث حول آلية ضبط الدخول عبر منفذ زرباطية، وكيفية تنظيم تفويج الأعداد المليونية من الزائرين المتوقع مرورهم عبر المنفذ، مع التأكيد على دخولهم وفق الطرق القانونية ولحاملي جوازات السفر الصالحة فقط.
ويشهد منفذ زرباطية سنويًا تدفق أعداد كبيرة من الزوار الإيرانيين إلى العراق للمشاركة في الزيارة الأربعينية، إلى جانب دخول المواكب الإيرانية الداعمة من فرق طبية ومدنية وباصات نقل. يذكر أن وزير الداخلية الإيراني أعلن استعداد بلاده بتجهيز 1800 موكب خدمي للمشاركة في الزيارة المقبلة، إلى جانب نحو ألف باص نقل و2000 عامل خدمة لدعم الجهات العراقية الخدمية.










