TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يستذكر 14 تموز وحديث حول الجذور الاحتماعية والسياسية للثورة

بيت المدى يستذكر 14 تموز وحديث حول الجذور الاحتماعية والسياسية للثورة

نشر في: 13 يوليو, 2025: 12:04 ص

متابعة المدى

أقام بيت المدى للثقافة والفنون ، جلسة حوارية بمناسبة مرور 67 عامًا على ثورة 14 تموز 1958، الحدث المفصلي الذي غيّر مسار العراق السياسي والاجتماعي، وأدى إلى إسقاط النظام الملكي وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحكم الجمهوري، وشارك في الجلسة عدد من الباحثين والمؤرخين وأساتذة العلوم السياسية، حيث قدّموا رؤى متباينة وتحليلات معمّقة حول الجذور الاجتماعية والسياسية للثورة، ودورها في دعم الطبقات الفقيرة وترسيخ قيم الدولة المدنية والمؤسساتية، مع مراجعة إخفاق عهد الزعيم في تنظيم انتخابات نيابية أو توفير حرية للأحزاب.

ادار الجلسة الزميل رفعت عبد الرزاق قائلا: يسعدنا ان نحتفل بذكرى ثورة 14 تموز كل عام، والحديث عن ثورة 14 تموز حديث ذو ابعاد كثيرة ولابد ان ذكر ان هذا الحدث يحمل معاني الثورة بكل ابعادها الشعبية ، فلا شائبة على وطنية هذا الحدث الكبير تنظيم الضباط الاحرار الذي خطط وقاد للثورة، هو تنظيم وطني ولا توجد أي وثيقة من قبل المؤرخين او الأنظمة السياسية السابقة تشكك في وطنية هذا التنظيم، ولا توجد شائبة عليه، كما أن الالتفاف الشعبي حول هذه الثورة من الدقائق الأولى لانطلاقتها كان كبيرا، كما أن أهداف هذه الثورة التي ضمنها بيانها الأول او خطب زعمائها كانت تدعو الى عراق جديد، عراق ديمقراطي وعراق متحضر.
بعدها اعتلت منصة الجلسة شميران روكل الناشطة النسوية التي قالت: حدث 14 تموز يعتبر محطة مفصلية في تاريخ العراق فهو يوم اعلان الجمهورية عام 1958 التي انهت الحكم الملكي وأسست عهدا جديدا من السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وهذا التحول لم يكن حدثا سياسيا حسب، بل شارك فيه الشعب العراقي بكل مكوناته وفئاته، رجالا ونساء، وكان للمراة العراقية دور بارز في مساندة التغيير والمطالبة بحقوقها في النظام الجديد، فألغاء هذا اليوم كعطلة رسمية يعد الغاء للذاكرة الوطنية وأضعافا لها، ومحاولة لتغييب رمزية هذا التحول التاريخي، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لاستحضار دروس التاريخ وتضحيات الأجيال، وبالنسبة لدور المرأة العراقية ورابطتها رابطة المرأة العراقية، في الثورة.. فقد كان للمرأة العراقية من خلال رابطتها، دور واضح ومؤثر في التمهيد لهذه الثورة ودعم أهدافها والمشاركة في بنائها الاجتماعي والسياسي بعد سقوط النظام الملكي بالنسبة للسياق التاريخي لثورة 14 تموز ودور النساء، حيث كانت المرأة العراقية تعاني التهميش والاقصاء القانوني، وكان دور الرابطة في تنظيم عمل النساء كبير جدا .. فقد عملت الرابطة قبل الثورة دورا توعويا، وشاركت في التظاهرات السياسية. وبعد الثورة شاركت في العمل السياسي، وتحققت مكتسبات اجتماعية وسياسية كثيرة.
د. عامر حسن فياض الناشط الساسي والوطني وبالباحث في تاريخ العراق المعاصر بدا بمقولة نابليون بونابرت "السياسيون ينثرون الغبار ويشتكون من عدم الرؤية" ثم أضاف: فقد نشرت الكثير من الاتربة على ثورة 14 تموز، وتغبرت كثيرا وأخر كومة غبار رميت على الثورة هو قانون العطل الرسمية . وسوف لا اتحدث عن تفاصيل أو شخوص، سأتحدث عن مكانة هذا الحدث على الصعيد السياسي، ولماذا نستحضر هذا الحدث ؟ فبالتاريخ الأنساني العالمي كل حركة تغيير إن نجحت توصف بأنها ثورة، وإن فشلت توصف أنها إنقلاب، أو تمرد، أو جيب عميل، عند مناهضي هذه الحركة، وعندما تفشل هذه الحركة فعند مناصريها تسمى انتفاضة أو هبة شعبية والى أخره.
وقال: ما هو توصيفنا الموضوعي للحدث في 14 تموز 1958، قبل ذلك نعود الى أول من نظّر للثورات وهو أرسطو، ليس لأنه نصيرا لها بل نظر لها لكي يتجنبها، فكان مهتم أن المجتمع إن لم ينظم، يعيش تعارضات وصراعات فتجنبا لهذه الصراعات ومن أجل تحقيق التوازن لابد من فئات قادرة على أن تكون بيضة القبان فاختار أرسطو الفئات الوسطى لكي تكون هي بيضة القبان ما بين الأكثرية الفقيرة والأقلية الغنية، هنا لا بد من أن نذكر أن أرسطو هو أول من ثبت أن أسباب الثورة هو التفاوت في الثروات.
اين نضع 14 تموز في التاريخ العراقي؟، نقول ان الثورات تعرف بنتائجها واسبابها، او تعرف فقط بأسبابها، أو فقط بنتائجها. فهل ثورة 14 تموز ثورة بأسبابها ونتاجها ام ثورة بأسبابها ام ثورة بنتائجها. الأقرب الى التوصيف ان ثورة تموز ثورة بأسبابها، فالاسباب التي أدت لها هي الفقر، البطالة، الجهل، الأمية، الأستعمار.. هذه أسباب كافية لمن يريد أن يغير الحال فنطلق عليه صاحب ثورة، واستنادا الى الأسباب والنتائج نقرأ وجود اربع ثورات هي: الثورة الإنكليزية، ثم الثورة الامريكية، والثثورة الفرنسية، والثورة الروسية.. فثورة 14 تموز ثورة باسبابها لأنها عززت مسائل وامتدت هذه المسائل ذات طابع سلبي.. ورغم ان الحديث عن مكتسباتها لكن عسكرة السلطة تعززت في هذه الثورة وامتدت هذه العسكرة الى عسكرة المجتمع، فكانت المقاومة الشعبية ثم الحرس القومي ثم الجيش الشعبي ثم الحشد والفصائل. المسألة الثاني لم تتعزز التعددية السياسة، والمسالة الثالثة انعدام الحركات الشعبية.
د. صبحي الجميلي الشخصية الوطنية وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي قال: شكرا لمؤسسة المدى على استذكار هذه الثورة.. ماذا نقول عن ثورة تموز وقد أشبعت قراءات.. لكن جميعها اعني القراءات.. تقول أن ما حدث في 14 تموز حدث كبير وفعل ثوري، فانا لا أتردد باستخدام هذه الكلمة لأني افهمها بوسائل وطرق مختلفة، وعندما نتحدث عن الثورة يذهب التفكير عند البعض (خطأ ) الى العنف، فالثورة غيرت الكثير، فما أثاره الباحث والاكاديمي الصديق د. عامر حسن فياض يتطلب الكثير من النقاش والحوار وتسليط الضوء عليه، ويمكن للمدى أن تنظم ورشة لذلك، لكي نزيد من جوانب الحدث على أهميته، فـ 14 تموز ليست انقلابا ولا تمردا عسكريا ولا هو رغبة هذا القائد أو ذاك، ولم تكن حدثا منفردا بل كان حدثا مفصليا.
حميد عبد الله العتابي أستاذ التارخ الحديث قال: طبيعة الشعب العراقي هي في المبالغة والاحتفاء بالشخصيات والاحداث التاريخية فتراهم يغدقون عليهم بالحب ولكن سرعان ما ينقلبون عليها، منذ نوري سعيد وعبد الكريم قاسم وحتى صدام حسين، رغم كل المجازر التي ارتكبها.. ومن خلال بحثي عن الثورة وجدت هناك منهج انبهاري ونهج تسقيطي لها.. فهناك من ينبهر بالثورة وهناك من يحاول أن يسقطها، فالخطاب الانبهاري تعامل مع ثورة 14 تموز بوصفها أعظم ثورة في العراق وشخصية قائدها بوصفه أعظم شخصية مرت على تاريخ العراق. في حين الخطاب التسقيطي تعامل مع الثورة كونها انقلاب انجب انقلابات متعددة .
د. ماهر الخليلي الأستاذ في التاريخ الحديث شارك قائلا: لا ازيد عما ذكره اساتذتي الذين تحدثوا عن ثورة 14 تموز لكني ساقدم رؤية بها نوع من التحليل التاريخي، بداية هل هي ثورة ام انقلاب أم انتفاضة ام هبة شعبية من وجهة نظري هي كل ذلك فهي أولا انقلاب حيث انقلب ضباط وعسكر لتسلم الحكم، وهي أيضا ثورة سياسية واجتماعية واقتصادية وقانونية، وهي بذلك ثورة حقيقية، وهي ثورة شعبية لانها أصبحت مؤيدة من غالبية الشعب الساحقة، أقول أيضا ان عبد الكريم قاسم، كان صمام أمان فلا ثورة بدون عبد الكريم قاسم..
الشخصية الوطنية حسان عاكف : عقب على حديث الدكتور عامر حسن فياض.. حيث أشار الى تنظيمات اجتماعية عسكرية .. نعم هي تنظيمات اجتماعية عسكرية.. لكن مضمون هذه التنظيمات يختلف، فالحرس القومي كان يمارس كل أنواع الاضطهاد والقمع وهو باختصار منظمة فاشية.. المقاومة الشعبية كانت تضم كل تشكيلات الحركة الوطنية في جبهة الاتحاد الوطني، بما فيهم البعثيين، بل وحتى فؤاد الركابي نفسه كان منتم للمقاومة الشعبية، لكن الصبغة الشيوعية التي طغت على المقاومة الشعبية، هي بسبب جماهيرية الحزب في تلك الفترة فقد كان الأكثر جماهيرية.
المؤرخ هادي الطائي كان اخر المتحديث والذي ذكر انه ابن 87 ولديه قاعة وثائقية، مضيفا :" انا موجود لحفظ وثائق 14 تموز.. جبهة الاتحاد ضمت الشيوعيين والاستقلال والبعثيين .. كل الأساتذة الذين تحدثوا عن الثورة.. غفلوا ان الأجانب هم الذين قيموا الثورة" وتضمّنت الجلسة عرضًا لمجموعة نادرة من الصحف الأصلية التي صدرت مباشرة بعد وقوع الثورة، والتي وثّقت اللحظات الأولى من الحدث التاريخي، بما في ذلك البيان الأول، إلى جانب صور أرشيفية وشهادات أضفت على الجلسة طابعًا توثيقيًا ومعرفيًا مميزًا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

نبوءة بابا فانغا المرتقبة لعام 2025 تثير الجدل قبل قرعة كأس العالم

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram