 ترجمة حامد أحمد

في لقاء مع موقع، ذي ناشنال الاخباري، ذكر مسؤولون عراقيون متخصصون من ان البلاد لن تتأثر بالتعرفة الجمركية الجديدة المفروضة من قبل الولايات المتحدة على الصادرات وذلك لأنها تذهب أولا الى وسطاء في المنطقة ومن ثم تصديرها الى الولايات المتحدة، مشيرين الى انها قد تحفز الى إعادة تنظيم وتحسين التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة لتصبح أكثر مباشرة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اصدر الأربعاء جولة جديدة من رسائل فرض الرسوم الجمركية الى عدد من الدول ، من بينها العراق . وجاء في الرسالة الموجهة الى رئيس الوزراء العراقي ، محمد شياع السوداني ، انه سيتم فرض تعرفة جمركية بنسبة 30% على الصادرات العراقية اعتبارا من الأول من آب المقبل ، وهي نسبة أقل من نسبة ال 39% التي اعلن عنها ترامب في نيسان الماضي.
وكانت رسالة الرئيس الأميركي موحدة لجميع الدول، باستثناء نسب الرسوم، واحتوت على نفس التحذير: لا تفرضوا إجراءات انتقامية.
وكتب ترامب في الرسالة التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي: " إذا قررتم لأي سبب رفع رسومكم، فسيُضاف الرقم الذي تختارونه الى نسبة الثلاثين بالمائة التي نفرضها."

النفط مستثنى
يُعد النفط الخام ومشتقاته أهم صادرات العراق الى الولايات المتحدة، حيث يتم شحن نحو 200 ألف برميل يوميا، مما يدر على البلاد نحو 4.5 مليار دولار سنويا، وفقا لمسؤول في وزارة النفط العراقية.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة، محمد حنون، لموقع، ذي ناشنال، الاخباري " لن تتأثر البلاد بالتعريفة الجديدة بنسبة 30 في المائة، لأن النفط الخام هو المنتج الرئيسي الذي يصدره العراق الى الولايات المتحدة."

دعوات لإصلاح التجارة
مع ذلك دفعت الرسوم الجديدة الى مطالبات بإعادة تنظيم وتنسيق التجارة بين العراق والولايات المتحدة لتصبح على نحو مباشر أكثر.
وأوضح حنون ان العديد من السلع العراقية التي تُستورد من او تُصدّر الى الولايات المتحدة تمر حاليا عبر وسطاء إقليميين. ومضى بقوله " هذا النهج يجعل من الصعب مراقبة تدفقات التجارة ويؤدي الى هوامش ربح ضعيفة للمنتجين العراقيين."
وقد بلغت قيمة الصادرات العراقية غير النفطية المسجلة الى الولايات المتحدة في عام 2024 نحو 60 مليون دولار، معظمها من التمور والأرز العراقي الفاخر من صنف " العنبر " ذو الرائحة العطرة المميزة.
وأضاف المسؤول العراقي قائلا " هناك العديد من السلع التي تذهب أولا الى تجار في المنطقة، مثل دبي ، حيث يتم تجهيزها وتصديرها الى الولايات المتحدة." مشيرا الى ان الحج الحقيقي للتجارة مع واشنطن قد يصل الى 10 مليارات دولار.

هل سيرد العراق؟
سلطت حملة الرسوم الجمركية التي يقودها ترامب الضوء أيضا على مشكلة هيكلية: وهي ان العلاقة التجارية بين العراق والولايات المتحدة تفتقر الى الشفافية والكفاءة.
وقال حنون ان رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أصدر في نيسان توجيهات باتخاذ خطوات لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك تشجيع الشركات الأميركية على فتح منافذ بيع في العراق أو تعيين وكلاء محليين للتجارة المباشرة.
كما دعا الى تعزيز التعاون في القطاعين المصرفي والمالي، وبدء مفاوضات مع واشنطن لمراجعة وتحسين العلاقة التجارية بين العراق والولايات المتحدة لتكون أكثر توازنا ومنفعة متبادلة.

القلق من التأثير غير المباشر للتعريفات الجمركية
رغم ان الرسوم الأميركية الجديدة تستثني صادرات النفط، الذي يعد شريان الاقتصاد العراقي، الا ان هناك قلقا من أن تؤدي هذه السياسات الى انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وقال حنون ان هناك مخاوف بشأن استقرار عائدات النفط العراقي، والتي تمول الجزء الأكبر من الإنفاق الحكومي.
وأضاف قائلا " قد تُشعر الأسواق العالمية بالتأثير، مما يؤدي الى تراجع نسبي في الأسعار."
وأشار الى ان " الضغوط التضخمية العالمية المتزايدة تؤثر على أسواق النفط وتغير قواعد العرض والطلب، ما قد يؤدي الى انخفاض محتمل في أسعار النفط الخام، الأمر الذي سينعكس سلبا على النمو الاقتصادي والموازنة العامة." حيث تشكل صادرات النفط أكثر من 90 في المائة من إيرادات العراق الاقتصادية.
وكان معهد واشنطن للدراسات قد أوصى في تقرير نُشر مؤخرا الى أهمية لجوء العراق الى تعميق شراكته مع واشنطن في مجال الأمن والطاقة مع قرب انتهاء مهمة التحالف الدولي في البلد وذلك عبر اتفاق ثنائي جديد يعيد تعريف العلاقة بين بغداد وواشنطن لضمان تحقيق الاستقرار الأمني وتوسيع الاستثمار في قطاعي الغاز والكهرباء وخلق فرص اقتصادية واستثمارية بين البلدين.
عن ذي ناشنال الاخباري