 متابعة / المدى

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، أنه نفّذ سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على قطاع غزة، استهدفت خلالها أكثر من 150 موقعًا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ضمن ما وصفها بـ«عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد بنى تحتية عسكرية تابعة للفصائل الفلسطينية المسلحة».
وأوضح بيان للجيش أن الأهداف شملت «مبانٍ مفخخة، ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع، ومخابئ أسلحة، ومواقع قنص، ومناطق يُعتقد أنها تحتوي على عبوات ناسفة». وأضاف أن القوات البرية شاركت في تحديد الأهداف وضربها.
من جهتها، أفادت وزارة الصحة في غزة بسقوط 139 قتيلاً و425 جريحًا خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى وجود عدد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل والانهيار شبه الكامل في خدمات الدفاع المدني.
وبحسب الوزارة، ارتفع عدد القتلى منذ بداية التصعيد الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 إلى 58,026، فيما تجاوز عدد الجرحى 138,520. وفي حصيلة محدثة منذ 18 مارس 2025، سُجّل 7,450 قتيلاً و26,479 جريحًا نتيجة العمليات الإسرائيلية، بينها استهداف مباشر لقوافل مساعدات، أودى بحياة 28 شخصًا وأصاب أكثر من 180 آخرين خلال 24 ساعة فقط.

كارثة إنسانية تتفاقم
في السياق الإنساني، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، استمرار عمل فرقها رغم المنع الإسرائيلي المتواصل لوصول المساعدات منذ مارس الماضي.
وقالت الوكالة، في بيان عبر صفحتها الرسمية، إن عياداتها في القطاع رصدت تزايدًا حادًا في حالات سوء التغذية، خصوصًا لدى الأطفال، بسبب الحصار المشدد ونقص الغذاء والدواء. وأضافت أن «فرقها تواصل تقديم التقييم الغذائي والمساعدة للفئات الأشد ضعفًا، رغم النقص الحاد في المستلزمات الطبية والعلاجية».
في الوقت ذاته، بدأ برنامج الأغذية العالمي توزيع كميات محدودة من الدقيق بعد دخول 10 شاحنات إلى غزة، وهي أول دفعة منذ شهور. وتمكنت مئات العائلات من الحصول على كيس دقيق واحد، في ظل استمرار إغلاق المخابز والمطابخ الخيرية، وسط تحذيرات أممية من تفشي المجاعة وانتشار الأمراض.
تأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه المباحثات السياسية في العاصمة القطرية الدوحة بشأن التهدئة، وسط تحذيرات إسرائيلية من تنفيذ «مناورة عسكرية واسعة» داخل مدينة غزة، تحت اسم «قلب غزة»، ما ينذر بتصعيد أكبر في الأيام المقبلة.