متابعة / المدى
خلال استقباله وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مدينة وونسان الساحلية، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (إن بلاده مستعدة لدعم غير مشروط لجميع الإجراءات التي تتخذها موسكو لحل الصراع في أوكرانيا)، في وقت أعرب فيه لافروف عن مساندة روسيا لكوريا الشمالية، محذِّرًا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان من تشكيل شراكة أمنية تستهدف بيونغ يانغ.
ويقوم وزير الخارجية الروسي، لافروف، بزيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى كوريا الشمالية، التي قدّمت قوات وأسلحة لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا، وتعهدت بتقديم المزيد من الدعم العسكري في وقت تسعى فيه موسكو لتحقيق تقدم في النزاع.
ووفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، فقد التقى الزعيم الكوري كيم بلافروف السبت في مدينة وونسان الساحلية الواقعة شرق البلاد، حيث نقل الأخير إليه تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن كيم قوله إن «الخطوات التي يتخذها الحلفاء ردًّا على التطورات الجذرية الجيوسياسية العالمية ستُسهم كثيرًا في ضمان السلام والأمن حول العالم».
وأضافت الوكالة: «أكّد كيم جونغ أون مجددًا أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مستعدة لدعم وتشجيع جميع التدابير التي تتخذها القيادة الروسية لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، بشكل غير مشروط».
وتشير الوكالة الكورية إلى أن بيونغ يانغ وموسكو تتشاركان «وجهات نظر متطابقة بشأن جميع القضايا الاستراتيجية بما يتماشى مع مستوى التحالف بينهما».
وكان لافروف قد أجرى في وقت سابق محادثات مع نظيرته الكورية الشمالية، تشوي سون هوي، في وونسان، حيث أصدرا بيانًا مشتركًا يتعهدان فيه بدعم سيادة وسلامة أراضي بلديهما، ودعا فيه لافروف إلى تعزيز «التعاون الاستراتيجي والتكتيكي» بين البلدين وتكثيف العمل المشترك في الشؤون الدولية، بحسب الوكالة.
ويوم السبت، أفادت وسائل إعلام روسية أن لافروف وصف العلاقات بين البلدين بأنها «أخوة قتالية لا تُقهر» خلال لقائه الزعيم كيم وشكره على القوات التي أُرسلت إلى روسيا.
وشهدت العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية ازدهارًا كبيرًا خلال العامين الماضيين من الحرب في أوكرانيا التي بدأت في فبراير/شباط 2022، حيث زوّدت بيونغ يانغ موسكو بالجنود والذخيرة لدعم حربها ضد أوكرانيا، مقابل الحصول على مساعدات عسكرية واقتصادية، فقد أرسلت بيونغ يانغ أكثر من 10,000 جندي وأسلحة إلى روسيا لدعم حملتها العسكرية، كما تعهدت حكومة كيم بإرسال حوالي 6,000 من المهندسين العسكريين والعمال للمساعدة في أعمال إعادة الإعمار في منطقة كورسك الروسية.
وقد تسببت هذه التطورات في إثارة قلق كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ودول أخرى، من أن روسيا قد تنقل أيضًا تكنولوجيا حساسة إلى كوريا الشمالية، مما يزيد من خطر برامجها النووية الصاروخية.
وفي حديثه للصحفيين بعد اجتماعه مع نظيرته، تشوي سون هوي، اتهم لافروف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بما وصفه بـ«تعزيزات عسكرية» حول كوريا الشمالية.
وقال لافروف، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس: «نحذّر من استغلال هذه العلاقات لبناء تحالفات موجهة ضد أي طرف، بما في ذلك كوريا الشمالية، وبالطبع روسيا».
وقد وسّعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تدريباتها العسكرية الثلاثية أو أعادت إحياءها ردًّا على تقدم البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وأجرت الدول الثلاث تدريبًا جويًّا مشتركًا يوم الجمعة، شمل قاذفات أميركية قادرة على حمل رؤوس نووية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، في الوقت الذي اجتمع فيه كبار قادة جيوشها في سيول، ودعوا كوريا الشمالية إلى وقف جميع أنشطتها غير القانونية التي تهدد الأمن الإقليمي.
وترى كوريا الشمالية أن التدريبات العسكرية الكبرى التي تقودها الولايات المتحدة تمثل تدريبات على غزو، وتزعم منذ فترة طويلة أنها مضطرة لتطوير أسلحة نووية للدفاع عن نفسها من التهديدات العسكرية الأميركية. وقال لافروف إن روسيا تتفهم قرار كوريا الشمالية السعي لامتلاك أسلحة نووية.
وأضاف: «التقنيات التي تستخدمها كوريا الشمالية هي نتيجة عمل علمائها، نحن نحترم تطلعات كوريا الشمالية ونتفهم الأسباب التي تدفعها إلى تطوير قدراتها النووية»، حسبما نقلت وكالة تاس. وخلال اجتماعهما، جدّدت تشوي التأكيد على دعم كوريا الشمالية «غير المشروط» لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، فيما أعرب لافروف عن شكر بلاده للمساهمة التي قدّمتها القوات الكورية الشمالية في التصدّي لمحاولة توغّل أوكرانية في منطقة كورسك الحدودية الروسية.
عن وكالات وصحف عالمية










