TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > نهر الفرات في المثنى .. كورنيش جديد على ضفاف ملوثة!

نهر الفرات في المثنى .. كورنيش جديد على ضفاف ملوثة!

نشر في: 14 يوليو, 2025: 12:04 ص

 السماوة / كريم ستار

 

تتجه محافظة المثنى إلى تنفيذ مشروع كورنيش جديد في مدينة السماوة، رغم الظروف البيئية والمائية الصعبة التي تحيط بنهر الفرات، وتؤكد السلطات المحلية أن المشروع يهدف إلى تحسين الواقع الحضري للمدينة وتوفير متنفس سياحي للأهالي، إلا أن خبراء يحذرون من أن الجدوى تبقى محدودة دون معالجة التلوث الحاد والشحة المائية التي تعاني منها المحافظة.

 

رئيس دائرة المهندس المقيم، رئيس مهندسين أقدم شيماء مزهر طاهر، أوضحت في تصريح خاص أن مشروع كورنيش السماوة يشمل تنفيذ بنى تحتية متكاملة، تتضمن شبكات الماء والمجاري والكهرباء، إلى جانب قناطر أنابيب الغاز والنفط، وأعمال تأهيل الشارع والأسفلت، وتنفيذ الأرصفة باستخدام البازلت الخشن والمقرنص ثلاثي الأبعاد، فضلاً عن أعمدة إنارة ديكورية، وأعمال زراعية ومصاطب وتخطيط وصبغ للأرصفة. وبيّنت أن المشروع تنفذه شركة محلية «ذات كفاءة جيدة»، ومن المتوقع إنجازه خلال العام المقبل، مؤكدة أن جميع الموافقات البيئية اللازمة قد أُخذت مسبقًا، وأن العمل يجري بوتيرة متسارعة تفوق المدة التعاقدية المحددة، مع الحرص على الالتزام بالمواصفات الفنية.

تلوث حاد في نهر الفرات
ورغم الطابع التطويري للمشروع، تبرز تحديات بنيوية تتعلق بالواقع البيئي لنهر الفرات، والذي يعاني من تلوث شديد نتيجة تصريف مياه الصرف الصحي من المناطق السكنية والصناعية مباشرة إلى مجراه دون أي معالجة. ويقول المهندس كاظم عبد الله، المختص في شؤون البيئة، إن «الفرات في السماوة بات يُستخدم كمصرف صحي مفتوح»، مشيرًا إلى غياب محطات المعالجة الفاعلة، وتحول معظم الشبكات إلى مصبات مباشرة في النهر، ما يؤدي إلى تلوث خطير يُهدد الصحة العامة ويهدد بتسرب الملوثات إلى المياه الجوفية، التي تُستخدم في الشرب والزراعة.

شحّة المياه تضرب الزراعة والحياة
وتتفاقم الأزمة البيئية بسبب شحّة المياه، حيث يوضح أحمد الأعرجي، مدير إعلام الموارد المائية في المثنى، أن أسباب التراجع تعود إلى قلة الأمطار، وسياسات دول الجوار في بناء السدود وتقليل الإطلاقات، إضافة إلى تأثيرات التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تبخر نحو 9 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا.
ويؤكد الأعرجي أن هذه العوامل دفعت إلى تقليص الخطة الزراعية لتقتصر على البساتين المجازة ومياه الشرب، مع إلغاء زراعة محاصيل استراتيجية مثل الشلب. أما القرى المحاذية للأنهر الفرعية، فتواجه واقعًا أكثر قسوة. إذ يعتمد السكان على جداول صغيرة باتت ملوثة أو جافة تمامًا، وسط غياب مشاريع إسالة فعالة، ما تسبب بانعدام مياه الشرب والخدمات الأساسية، وفاقم من معاناة المواطنين. ورغم مرور نهر الفرات في قلب مدينة السماوة، إلا أن غياب المشاريع السياحية والتنموية حوله يمثل فرصة مهدورة منذ عقود. ويقول الناشط حسن الساعدي إن النهر لا يحوي متنزهات أو مدن ألعاب أو مرافق جلوس، بل يشهد تراكم مياه آسنة وروائح كريهة، مقارنة بدول أخرى مثل تركيا وإيران ومصر، حيث تحولت الأنهار إلى محاور حضرية واقتصادية رئيسية.

الذكريات تختنق تحت الملوثات
ويعبّر عدد من كبار السن عن حنينهم لأيام خلت، حين كان النهر محورًا للحياة اليومية. يقول الحاج مهدي علوان: «كنا نسبح في الفرات ونقضي أيامنا على ضفافه، أما اليوم فقد صار مصدر أمراض، لا حياة، ولم يتبقَ منه سوى الذكريات».
وتؤكد وزارة الموارد المائية والحكومة المحلية أنهما تعملان على تأمين تخصيصات مالية لصيانة الأنهر وكري المجاري وفك الاختناقات، إلى جانب حملات توعية بترشيد استهلاك المياه ومنع التجاوزات. غير أن سكان المحافظة يرون هذه الجهود بطيئة ومحدودة، ولا ترتقي إلى مستوى الأزمة المتصاعدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram