TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية

العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية

نشر في: 14 يوليو, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

كل عام، في مثل هذا الشهر "تموز"، تتذكر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ما جرى صبيحة 14 تموز، البعض يستعيدها بالدفاع عن عبد الكريم قاسم ونزاهته ووطنيته، ويتذكر بيوت الفقراء والمدارس والمستشفيات، وقانون الإصلاح الزراعي والنفط، والأحوال الشخصية.
البعض الآخر ينتقد حكم العسكر والمجزرة التي حدثت للعائلة المالكة.. وبينما تدور حرب البسوس هذه على صفحات الفيسبوك بين أنصار الجمهورية ودعاة الملكية ينتظر المواطن العراقي ان تحتفل الدولة بالقضاء على المولدات الاهلية، اكثر مما ينتظر أن تنتهي ازمة الكهرباء التي صرف عليها حتى لحظة كتابة هذه السطور اكثر من " 90 " مليار دولار عداً ونقداً، ولانني مواطن يؤمن بالديمقراطية، فاني ارى ان الغاء الاحتفال بيوم 14 تموز يجب ان تعوضه الحكومة بأن يتم الاحتفال بذكرى جلوس إبراهيم الجعفري على كرسي رئاسة الوزراء، ففي عهده كانت "الولادة الجديدة" للعراق، كما أريد له أن يتحول إلى ساحة للفشل والانتهازية ونموذج يحتذى به في تعطيل مؤسسات الدولة.
في كل عام تتكرر نفس النغمة عبد الكريم قاسم وثورته وراء الخراب الذي حل بالبلاد، فيما لا تزال باريس تحتفل بثورتها "التموزية" التي اندلعت عام 1789، برغم ان الثوار قطعوا رأس الملك لويس السادس عشر ومعه رقبة زوجته الجميلة ماري انطوانيت، وبرغم ما جرى من اقتتال بين قادة الثورة، لكن لا أحد يجرؤ في فرنسا ان يلغي الاحتفال بالثورة الفرنسية.
سيقول البعض وهو محق، هل تريد لنا أن نصفق لرجل فتح باب الانقلابات العسكرية؟ المشهد مقزز حتمًا، تعليق جثة الوصي عبد الإله وسحل نوري سعيد عاريًا، ولكن هل كان هذا المشهد هو الوحيد في تاريخ هذه الدولة؟ ألم يقتل مؤسس الجندية العراقية جعفر العسكري؟، ألم تعلق جثث الذين اختلفوا مع العهد الملكي في الساحات؟ ألم ترفع الجماهير السيوف والقامات في وجه يهود العراق؟، وأصرت على أن تستبيح أملاكهم؟.
أراد عبد الكريم قاسم أن يؤسس لدولة حديثة بقوانينها، فافتى الشيوخ بقتله، حاول أن يقول لنا إن الخلاص في نظام سياسي ينحاز للفقراء، فتركناه يموت وحيدًا في وزارة الدفاع، هل نحن شعب يسخر من المسؤول الذي لا يسمح لنفسه بأكثر من وجبة غذاء بسيطة؟ لا أبناء، لا زوجة، لا مقربين يحتكرون المناصب، مشتمل بسيط في البتاويين، ومجموعة من الوزراء والمسؤولين الاخيار المخلصين لوطنهم: محمد حديد وناجي طالب وإبراهيم كبة ونزيهة الدليمي ومصطفى علي وهديب الحاج حمود وعبد اللطيف الشواف.
لا أُريد أن أقلب على حضراتكم المواجع في هذه الزاوية الصغيرة، لكننا أيها السادة لا نزال نُغذي الشعارات الطائفية والكره بين أبناء الشعب تحت شعار "ما ننطيها".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram