ترجمة: حامد أحمد
تناول تقرير لموقع فاتيكان نيوز Vatican News الإخباري قرب حلول الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الجامعة الكاثوليكية في أربيل عام 2015، مع بدء موجات النزوح من الموصل وسهل نينوى على يد تنظيم داعش، حيث كانت تقدم خدمات الإيواء والتعليم. شكل المسلمون نسبة 30% من طلابها البالغ عددهم 725 طالبًا، غالبيتهم من المسيحيين، وشكل الإيزيديون نسبة 10%منهم.
ويقول نائب رئيس الجامعة، الأب كرم شماشا، في حديث لموقع فاتيكان نيوز الإخباري، إن الجامعة بدأت في عام 2014 عندما كان العراقيون من مختلف الأديان يُهجّرون من ديارهم وقراهم على يد تنظيم داعش، وفي عام 2015 رأى رئيس أساقفة أربيل المطران بشار وردة، أن هناك حاجة لبناء وتأسيس جامعة لنستطيع تقديم تعليم للنازحين، بالإضافة إلى مساعدات توفير الطعام والإيواء لهم.
وأضاف قائلًا: «من هنا تم تأسيس الجامعة الكاثوليكية في أربيل. بدأنا بالاتصال من حول العالم لمساعدتنا على تحقيق هذا الحلم. في البداية تلقينا دعمًا من مؤتمر الأساقفة الإيطاليين، ومنظمات أخرى. بدأنا باستقبال الطلاب من الأقليات من مسيحيين وإيزيديين ومن المسلمين أيضًا، ممن اضطروا إلى النزوح بسبب داعش».
وأردف قائلًا: «اليوم لدينا حوالي 725 طالبًا. معظمهم من المسيحيين وتشكل نسبتهم 60%، وكذلك من المسلمين وتشكل نسبتهم 30%، ومن إيزيديين وأقليات أخرى وتشكل نسبتهم 10% نحن نمثل جميع أطياف العراق وكل مكوناته العرقية والدينية. ولا نريد أن نوفر تعليمًا عاديًا فقط. فالمسلمون يشكلون الأغلبية في العراق، أما المسيحيون فعددهم قليل جدًا، ربما لا يتجاوز 200 ألف نسمة، والعدد في تناقص دائم. لكننا نريد أن نكون مؤسسة لبناء السلام وتعزيز العلاقات والروابط بين مختلف مكونات الشعب».
وقال الأب شماشا إنه في البداية اعتبر البعض من الغريب أن نحاول تأسيس مشروع كاثوليكي في منطقة ذات أغلبية مسلمة، لكن رؤيتنا كانت أننا من أهل هذه البلاد ونحن نحاول أن نكون فيها فاعلين لا مجرد رقم إحصائي، وأن الأمر سيكون صعبًا مستقبلًا حال خلو العراق من المكون المسيحي، وكان مشروع تأسيس الجامعة ليس أمرًا صغيرًا بالنسبة لنا.
وقال إنّها الجامعة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمل اسم «الجامعة الكاثوليكية»، بينما هناك جامعات كاثوليكية مماثلة عديدة في لبنان وفلسطين وغيرها، لكن لا تحمل هذا الاسم مباشرة.
في شهر أيلول القادم ستحتفل الجامعة بالذكرى العاشرة لتأسيسها، ويقول الأب شماشا إنهم متحمسون جدًا لهذه الذكرى، مع تقديم الشكر والامتنان لكل من ساعدهم للوصول إلى هذا الهدف، مشيرًا إلى مواصلة العمل لربط الجامعة بالاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية، والعمل على تقديم مستوى تعليمي جيد في الدراسات الشرقية وحول بلاد ما بين النهرين، وأن نُسهم بذلك في بناء السلام.
وفي ردّه على استفسار كون 40% من الطلاب ليسوا مسيحيين، أجاب نائب رئيس الجامعة أن كثيرًا من الناس في العراق عندما يسمعون أن مسيحيين هم من يديرون هذه الجامعة، فإنهم يشعرون بالثقة ويطمئنون إلى أن أبناءهم سيكونون في أمان وسيتلقون أفضل أنواع التعليم، مشيرًا إلى أن الجامعة تعمل على أن تكون مركزًا تعليميًا جيدًا للطلاب من جميع الأطياف والأديان، وجزء من ذلك يتمثل في القسم الجديد للدراسات الشرقية المقارنة والأديان، المكرّس لبناء السلام والفائدة المشتركة.
وكان مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل، بشار وردة، قد تحدث خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة عن الطرق التي استعاد فيها المسيحيون والكنيسة عافيتهم بعد معاناة طويلة قضوها تحت حكم داعش، وقال خلال زيارة له للمعهد الكاثوليكي في جامعة والش بولاية أوهايو وتسلمه شهادة تقديرية منها، إن هناك خطة يتم مناقشتها للتعاون بين جامعات أميركية والجامعة الكاثوليكية في أربيل التي تم تأسيسها في أعقاب غزو تنظيم داعش لمنطقة سهل نينوى والموصل.
وقال نائب رئيس الجامعة، الأب شماشا، إنه يزور روما الآن برفقة 45 شخصًا من مختلف الأعمار من العراقيين من سهل نينوى والموصل للمشاركة في سنة اليوبيل في روما، مشيرًا إلى أن هذا ليس أمرًا سهلًا، وأن روما مدينة شهداء، وكذلك لدينا شهداء كُثر من أبناء نينوى. «ونحمل معنا كل المعاناة التي عشناها هناك خلال مرحلة حقبة تنظيم داعش، فزيارتنا كأنها عناق بين أختين عاشتا نفس المعاناة، ونريد أن نغادر من هنا لنقول شكرا ولنكون شركاء مع كنيسة روما».
عن فاتيكان نيوز










