TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > ملوحة مياه الخليج تخفض إنتاج التمر في البصرة بنسبة 20 % وتُهدد أكثر من 6500 نخلة

ملوحة مياه الخليج تخفض إنتاج التمر في البصرة بنسبة 20 % وتُهدد أكثر من 6500 نخلة

نشر في: 15 يوليو, 2025: 12:03 ص

 البصرة / عمار عبدالخالق

تشهد بساتين النخيل في أقضية أبي الخصيب والسيبة والفاو بمحافظة البصرة تراجعًا خطيرًا في إنتاج التمور، نتيجة ارتفاع ملوحة مياه شط العرب وتدهور نوعية التربة، ما أدى إلى انخفاض إنتاج النخلة الواحدة بنسبة 20%، وتضرر أكثر من 6500 نخلة في المناطق الجنوبية من المحافظة.

تدهور في جودة التربة والمياه
يقول المهندس الزراعي هادي حسين، مدير زراعة البصرة، في تصريح لـ« المدى»، إن ظاهرة تقلّص حجم التمر ليست طارئة، بل تمثل نتيجة لتراكمات طويلة، في مقدمتها تفاقم أزمة ملوحة المياه القادمة من الخليج العربي نحو شط العرب. ويوضح أن معدل إنتاج النخلة الواحدة كان يبلغ 75 كيلوغرامًا في السابق، لكنه لا يتجاوز 60 كيلوغرامًا حاليًا في أفضل الحالات.
ويضيف حسين أن المديرية تعمل مع الفلاحين على تحسين ظروف الإنتاج عبر برامج الإرشاد الزراعي، وتطبيق أساليب ري حديثة، ومكافحة الآفات، لكنه يؤكد أن هذه الجهود لا تُعدّ حلاً جذريًا ما دامت الملوحة تهدد جذور النخيل. ويشير إلى أن بعض البساتين تسجل تزايدًا في إصابات الآفات الزراعية، مثل سوسة النخيل الحمراء، وعنكبوت الغبرة، وحشرة الطميرة، مما يؤدي إلى ضعف الإنتاج وتلف العذوق في مراحل مبكرة.

مشاريع مؤجلة ومعالجات غائبة
ويشدد مدير زراعة البصرة على ضرورة تسريع تنفيذ مشاريع التحلية المتوقفة، خاصة مشروع محطة التحلية في قضاء أبي الخصيب، معتبرًا إياها نقطة تحول محتملة في حال تنفيذها. كما دعا إلى المضي ببناء سد في منطقة أم الرصاص، والبدء بمشروع الهويس الملاحي عند مصب شط العرب، بوصفها مشاريع قادرة على مواجهة اللسان الملحي واستعادة التوازن البيئي.
يقول المزارع فيصل عنيّز لـ« المدى»، إن النخيل في مناطق الجنوب يعاني من سنوات طويلة من الإهمال وشحّ المياه وتفاقم الملوحة، ويوضح: «نسقي النخيل بماء لا يصلح لا للشرب ولا للزراعة. دخلت مياه البحر من الخليج، فتغيّر طعم التربة، وضعف عود النخلة، وصغرت حبة التمر حتى أصبحت لا تشبه البرحي البصري المعروف».
ويحمّل عنيّز الدولة مسؤولية التدهور، مشيرًا إلى أنها لم تنفذ مشاريع التحلية أو تبنِ سدودًا لحماية الأراضي الزراعية في الجنوب من زحف الملوحة.

تداعيات اقتصادية واجتماعية
من جانبها، تؤكد د. نداء الساعدي، الخبيرة الاقتصادية في التنمية الزراعية، في حديثها لـ« المدى»، أن تراجع إنتاج التمر في البصرة ليست أزمة بيئية فحسب، بل لها آثار اقتصادية واجتماعية مباشرة، لا سيما على آلاف العائلات التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل.
وتدعو الساعدي إلى الاستثمار في مشاريع تحلية المياه وبناء السدود، لما توفره من فرص عمل وتعزيز للاقتصاد المحلي، إضافة إلى أهمية دعم الفلاحين من خلال برامج تمويلية وتطوير البنية التحتية الزراعية، لضمان استدامة المحاصيل وتحسين جودتها.
وتوضح المهندسة الزراعية نجلاء الحسن، المتخصصة في مكافحة الآفات، في حديثها لـ« المدى»، أن ارتفاع ملوحة التربة يضعف النخيل ويجعله أكثر عرضة للهجمات الحشرية، مؤكدة أن مكافحتها تتطلب برامج وقائية وعلاجية متكاملة، إضافة إلى تحسين نوعية مياه الري وتعزيز الإرشاد الزراعي المستمر، بما يدعم المزارعين ويقلل من الخسائر في الإنتاج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram