(1-2)
طالب المدرب السابق للمنتخب الوطني د.كاظم الربيعي اتحاد الكرة تحمُّل المسؤولية الوطنية في أزمة التعاقد مع المدير الفني للمنتخب الوطني البرازيلي زيكو وعدم التساهل في استرجاع حقوق الكرة العراقية بعد ان أخلَّ المدرب بالاتفاق في أكثر من مرة قبل أن يُعلن انسحابه من مهمته بحجج فنـَّدها الاتحاد بوثائق صريحة.جاء ذلك في حديث صريح أدلى به الربيعي لـ(المدى) أعلن فيه عن ضرورة استبدال زيكو بمدرب آخر أكثر حماسة واندفاعاً منه لتكملة مشوار التصفيات المونديالية في ظل الفترة المثالية المتبقية قبل حلول حزيران المقبل.
وأشاد الربيعي بقدرات المنتخب الوطني الحالي الذي يشارك في بطولة غرب آسيا بالكويت وتميزه بخواص كثيرة أكدت علو كعب لاعبيه الشباب وصلاحهم للمهمة الجديدة بعد تسنمهم أمانة الدفاع عن الكرة العراقية عقب إقصاء اللاعبين المحترفين.
العقــد المخفي
* كيف تقرأ تداعيات أزمة زيكو، علماً سبق أن وصف الاتحاد بأنه كذاب ولا يرغب في التواصل معه ؟
- صراحة لم يبقَ عراقي واحد لا يعرف أن زيكو رجل مراوغ ومتلاعب بمقدرات اللاعبين، ويضغط على الاتحاد كلما أراد أن يحقق شيئاً لمصلحته ويبدو أن سنده في ذلك شروط العقــد المخفية عن العالم، ولا ندري سبب مخاوف الاتحاد من إعلانها ، هل لأنها شروط سرية وتتضمن بنوداً أضعفت الاتحاد أمام المدرب ؟!
* لو كان هناك شرط سري لفضحه زيكو في الأزمة بلا تردد؟
- مَن يدري ، لأنه ما نُشر في الصحف لا يُمثل مجمل شروط العقد بين الطرفين ، ودليلي ان اتحاد الكرة لم يستفد من شرط الغرامة لمن يخرق الاتفاق أولاً ، فلماذا لم يطلب الاتحاد إلزام زيكو على دفع مليون ونصف المليون دولار كشرط جزائي بعد ان أقــرَّ المدرب بنفسه عبر موقعه الرسمي عدم رغبته في التواصل مع المنتخب الوطني؟! الغريب أننا قرأنا عن معاقبة زيكو للاتحاد بمطالبته إياهم دفع المبلغ بعد إيفائهم إرسال دفعات مستحقاته حسب إدعائه !
غفلـة الاتحـاد
* إذن إصرار الإعلام وأسرة الكرة العراقية والجمهور على معرفة بنود العقد ،هل لوجود شك في عملية فساد مالي ؟!
- كلا ، أعتقد ان هدف الجميع معرفة ســر إصرار الاتحاد على عدم كشفه العقد ، وفي رأيي هناك سببان لا ثالث لهما بعيداً عن ذريعة الاتحاد بأن القانون يسمح له بالتحفظ على الوثيقة امام الرأي العام ، أولاًَ، إما الاتحاد أخطأ في غفلة منه على وضع بنود هشة لا تلزم زيكو بشيء اذا ما أراد المراوغة معنا ، وثانياً بلغ به الضعف متصوراً أن مجيء مدرب له صيت عالمي مثل زيكو كفيل بالتعامل بشكل حضاري في مسألة العقــد بيننا.
ودعنا نعترف ان زيكو كان أذكى من الاتحاد ، فهو جاء قبيل مباراة الاردن في التصفيات وأبرم اتفاقاً مع رئيس الاتحاد ناجح حمود بعد ان درس مشروعه الجديد مع ثلـة من مستشاري القانون في بلاده لتأمين سلامة موقفه في الوثيقة، واستطاعوا ان يفرضوا شروطهم على اتحادنا المعروف عن إهماله الاستشارة القانونية في كثير من القضايا التي خسرتها منتخباتنا في السنين الاخيرة في عهد مسؤولي الاتحاد الحاليين الذين سبق أن عملوا في الدورة الماضية.
* أظنك تشير ضمنياً الى تحمُّل رئيس الاتحاد تبعات إبرام العقد مع زيكو ؟!
- كثيرون حمّلوا ناجح حمود تلك المسؤولية وكان من بينهم عضو الاتحاد محمد جواد الصائغ الذي صرّح في مناسبات عــدة أن حمود متورط بعدم صواب المفاوضات بشأن صيغة العقد، وتفرّد بمهمة توقيعه مع زيكو من دون استشارة قانونية، وكان يفترض به دراسة جدوى العقد وتأثيره وضمان حقوق بلدنا.
دور اللجنة الفنيـة
* وما الضير في مسك رئيس الاتحاد ملف التعاقد لاسيما أنه المسؤول الاول عن نجاح مهمة المدرب ؟!
- كلا ، في جميع الاتحادات الأهلية العربية والاجنبية مثلما نعرف ونطلع من خلال معايشتنا واقعهم توجد لجنة فنية يرافقها مستشارون قانونيون في الأقل مهمتهما الأساسية دراسة ظروف المدرب ومدى قدرته على التواجد في بلــد المنتخب ويكون قريباً من الاتحاد ، واللجنة تناقشه على نوعية المباريات التجريبية وتهيئة ظروف نجاحه ومحاسبته اذا أخطأ أو أخفق في مباراة ما أو اذا ما اتخذ قراراً لا ينسجم مع مصلحة المنتخب .
ولهذا استغل زيكو هشاشة العقد ولم يبق أحد في العالم لا يعرف ان زيكو لا يحضر الى بغداد ولا يدرب اللاعبين إلا عندما يقترب موعد المباراة الرسمية ، علاوة على تظاهره بالزعل على الاتحاد كي يبرر غيابه ! حتى أيقن الجميع ان زيكو لم يعد موضع ثقة في تصريحاته وسلوكه ، وجعل مصيره غامضاً بين أن يعود من عدمه، والطامة الكبرى التي قوّت موقفه أنه لم يترك مدرباً جيداً يتابع بطولتي النخبة والممتاز ويقوم بدوره في حالة غيابه ، ما أوقع الاتحاد في حرج اضطره الى تسمية المدرب حكيم شاكر لقيادة المنتخب في بطولة غرب آسيا الجارية حالياً في الكويت.
* خلاصة القول، هل أن الاتفاق مع زيكو خطأ ستراتيجي في استحقاق المونديال؟!
- في ظل معطيات العلاقة المتوترة بين زيكو والاتحاد وتمادي الاول في مقاطعة الوحدات التدريبية واستئنافها قبيل المباراة بأيام قليلة ، كل ذلك يدفعنا للإقرار بان التعاقد مع الرجل كان خطأ ستراتيجياً ،لأنه هناك العديد من المدربين الاجانب الكبار لا تزيد أقيام التعاقد معهم الى نصف المبلغ الذي طلبه زيكو ، ويسعون لنيل هكذا فرصة مع الاُسود لكسب النجاح العالمي ، مثل أريكسون وتروسييه ودومينيك كما أعلن الاتحاد رسمياً مناقشة ملفاتهم ، هم يحرصون على النجاح والصعود الى كأس العالم لإضافة انجاز تاريخي في صفحات سيرهم الذاتية.
* وهل الوقت مناسب لاستبدال زيكو بأحد الأسماء المنوَّه عنها ؟!
- لِمَ لا ؟ هناك فترة ستة اشهر ونصف كافية جداً للاتفاق مع احد المدربين ممن يرغبون في العمل مع منتخبنا ، ونساعده بتعيين مدرب محلي ممن يُشهد لهم بالكفاءة العالية والثقافة الرصينة والخبرة في معرفة لاعبي الدوري المتميزين، لأن العمل مع زيكو في حال عودته لا يخدم المرحلة المقبلة والهدف الكبير الذي نترقبه.
فرصة تاريخية
* ألهذه الدرجة فقدت ثقتك بزيكو بشأن امكانية التأهل الى كأس العالم؟
- ليعلم الجميع أن هذه الفرصة تاريخية ولن تتكرر بسهولة ، لان منتخبنا وقع في اضعف مجموعة مقارنة بالمجموعة الاولى، فظروف مرحلة الذهاب كشفت ان منتخبات الاردن وعُمان وحتى استراليا لم تستعد مستوياتها المعروفة، ناهيك عن اضاعتنا نقاطاً سهلة كانت ستضعنا في قمة الصدارة او التأهل مع اليابان مبكراً الى النهائيات. حقيقة لا اجد النتائج التي حصدها زيكو مشجعة على استمراره معنا وعودته ستشعرنا بالندم طوال العمر، زد على ذلك الفوضى والتخبط في تغييراته وتعامله مع الملاكين الإداري والفني ، والأهم في ذلك انه رفض مرافقة مدرب عراقي له طوال مدة عمله مع المنتخب كي لا يأخذ المبادرة منه في حال غيابه وحاول إبقاء الفراغ التدريبي من بعده ونجح ومهّد لذلك بوصف المدرب باسل كوركيس انه مساعد لإيدو الذي بات رقماً الملاك المساعد بعكس فعاليته في تصفيات مونديال 1986 ، وهذه إهانة للمدرب العراقي واستصغار وإذلال من المعيب ألا تثير حفيظة اتحاد الكرة لاستهجان ذلك ، والدليل الآخر هو تعنيفه لكوركيس لمجرد انه قام بإجراء وحدة تدريبية في ملعب الشعب بناءً على توجيه من اتحاد الكرة !
* بالمقابل هناك الكثير من المدربين الاجانب يخلون المهمة للمدربين الوطنيين لدعمهم في البطولات الثانوية كما حصل مع المدرب السعودي الهولندي فرانك ريكارد في بطولة غرب آسيا حالياً، ما تعليقك؟
- هذا ما أود الإشارة اليه ان ستراتيجية المدربين المحترفين مثل ريكارد اقتضت ترك المهمة للمدرب الوطني السعودي خالد القروني في بطولة غرب آسيا بينما هو اختار التواجد فوق المدرجات لتقديم الدعم له والتخطيط الناجح ، علماً ان ريكارد أخذ استحقاقه ولا يخشى من شيء لانه أدى ما عليه برغم نتائجه السيئة في التصفيات التي كلفت السعودية الخروج من مضمار التنافس بخفي حنين لكنه يمتلك الفكر السليم في وضع اهداف مستقبلية ، وفي مقدمتها دورة الخليج 21 في المنامة باعتبارها المحك الأول له بعد تحديث صفوف المنتخب بلاعبي الدوري الشباب الذين انتقاهم بعناية من خلال مرابطته لعروض اندية الهلال والأهلي والاتحاد والنصر وغيرها في البطولة المحلية.
سلوك مزاجي
* لم تعد تخبطات زيكو تقتصر على تلاعبه بالتشكيل واختياره السيىء لتوقيت لقاء منتخب بلاده قبيل ايام من مواجهة استراليا العصيبة التي خسرناها(1- 2) بل فشل في إعداد اللاعبين نفسياً، هل تتفق مع ذلك ؟
- لم يعد خافياً سلوك زيكو المزاجي، اذ نقل الينا انه يعتكف في غرفته من دون أن يلتقي اللاعبين أثناء المعسكرات ولا يوجد تحضير نفسي لهم ، وأحد المقربين منه قال إنه لا يُطيق التواجد بالقرب من اللاعبين وأنه غير ملم بالامور النفسية والنواحي الاجتماعية ولا يتناول الطعام معهم ، بينما انا عايشت الالماني سيدكا ، فهو وحده من بين المدربين الأجانب كان قريباً من اللاعبين ويلطف الاجواء مع الجميع بالحديث الودي ويأكل معهم ويشعرهم أنه جزء منهم لتحقيق الألفة المطلوبة ، فاللاعب لديه احساس خاص في المباريات انه يلعب لإنجاح مهمة مدربه وهو نجاح بكل تأكيد لبلده ، فكيف اذا كان المدرب يعامله بجفاء ، ولا يُحفـِّزه حتى بإيماءة ايجابية أو يصفق له؟!
* حدثنا بصراحة ، هل يوجد خوف على التوليفة الحالية للمنتخب التي زج الاتحاد بها في بطولة غرب آسيا في ظل نقص الخبرة لدى الغالبية؟
- أثق تماماً أن التشكيلة الحالية تتمتع بميزة افتقدناها منذ أمم آسيا 2007 وهي القتالية في المباراة والاندفاع نحو عمق دفاعات الخصم مهما كانت قدراته بهدف التسجيل من دون التقوقع في المناطق الخلفية ، ولنا في مباراتي الاردن في التصفيات المونديالية (الإياب) وغرب آسيا الحالية نموذجين متكاملين لصورة المنتخب الجديد ، ولا أتفق مع مَن يخشى نقص الخبرة لان جميع اللاعبين امضوا اكثر من ثلاث سنوات في الدوري المحلي ولا يحتاجون سوى مدرب يوظف امكانياتهم ويقوّي معنوياتهم، ومن السهولة ان نحرز بطولة غرب آسيا بوجود احمد ابراهيم وسامال سعيد وعلي عدنان ووليد سالم ومثنى خالد وسعد عبد الامير وخلدون ابراهيم وحمادي احمد واحمد ياسين.
ترقبوا في الجزء الثاني
- ما سرّ إنهاء خدمات المحترفين؟
- لماذا اسم الربيعي خط أحمر على طاولة الاتحاد ؟!
- هل تُخطط رابطة المدربين لانقلاب مفاجىء؟!
جميع التعليقات 1
محمد الفيلي
يجب ان يطرد زيكو الوغد اللعوب من تدريب المنتخب فهذا سمسار ورجل اعمال لاينفع في التدريب ..