TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > العراق يوسّع استثماراته في الطاقة المتجددة وسط تحذيرات من عرقلة الفساد للإصلاح

العراق يوسّع استثماراته في الطاقة المتجددة وسط تحذيرات من عرقلة الفساد للإصلاح

نشر في: 16 يوليو, 2025: 12:55 ص

 بغداد / يمان الحسناوي

تتجه الحكومة العراقية نحو توسيع مشاريع الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية، في محاولة للحد من أزمة الكهرباء المتفاقمة، التي تتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف. وتطرح هذه الخطوة تساؤلات حول جدوى هذه المشاريع في معالجة أزمة مزمنة استمرت لأكثر من عقدين. وتؤكد وزارة الكهرباء عزمها على تنويع مصادر إنتاج الطاقة لمواكبة الطلب المتزايد، من خلال التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية. وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، لـ«المدى»، إن العراق يتمتع بـ«سطوع شمسي يصل إلى 300 يوم سنويًا، بمعدل 14 إلى 15 ساعة يوميًا»، وهي ميزة طبيعية لم تُستغل بشكل كافٍ في السابق.
وأشار موسى إلى توقيع عقود مع شركات عالمية، من أبرزها شركة «توتال» الفرنسية التي تنفذ مشروعًا بطاقة 1000 ميغاواط في البصرة، وشركة «بور تشاينا» الصينية لمشروع بقدرة 750 ميغاواط في صحراء السماوة. كما أكد وجود مشاريع أخرى في كربلاء وبابل بقدرة تصل إلى 550 ميغاواط، ومفاوضات متقدمة مع شركتي «أكوا باور» السعودية و«مصدر» الإماراتية لمشاريع جديدة بقدرات مماثلة.
وأوضح أن هذه المشاريع تُعد داعمة للمنظومة الكهربائية وليست بديلة عن الوقود الأحفوري، إذ تسهم في تعزيز استقرار الشبكة وتقليل الاعتماد على الغاز. وفي سياق دعم المبادرات الفردية، ارتفع عدد الشركات المؤهلة لتركيب منظومات الطاقة الشمسية المنزلية إلى 24 شركة. وتوقعت الوزارة أن يساهم هذا التوسع في تسريع وتيرة التنفيذ.

تمويل حكومي وتحولات استراتيجية
من جهته، كشف مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، مظهر محمد صالح، عن دخول البنك المركزي على خط تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن العراق يتجه نحو اعتماد الطاقة النظيفة كخيار استراتيجي ضمن التزامات دولية، منها اتفاقية نادي باريس لتصفير الانبعاثات الكربونية. وأضاف صالح أن من بين المبادرات قيد الدراسة إصدار «سندات الكربون الوطنية» كمصدر مالي جديد لتعزيز الاقتصاد الأخضر، مشددًا على ضرورة تنسيق السياسات البيئية والنقدية لتحقيق هذا التحول.

تحذيرات من فشل الإصلاح
في المقابل، شكك الباحث الاقتصادي ضياء المحسن في فعالية الخطط الحكومية، مؤكدًا أن المشكلة لا تتعلق بالإمكانات بل بغياب دولة قوية ذات مؤسسات فاعلة. وقال المحسن لـ«المدى»، إن العراق أهدر عشرات المليارات من الدولارات خلال السنوات الماضية دون بناء منظومة كهرباء متكاملة، مضيفًا أن الفجوة بين الإنتاج والطلب تتجاوز 50 ألف ميغاواط.
وأشار إلى أن الحل لا يكمن في التوسع بالمشاريع أو التعاقدات، بل في «إصلاح سياسي شامل ومؤسسات تضمن كفاءة الأداء وتحمي المال العام».

مخاطر إقليمية على استقرار المنظومة
وفي تقرير حديث، حذر المجلس الأطلسي من فقدان العراق ما نسبته 40% من قدرته الكهربائية نتيجة التوترات الإقليمية، خاصة مع تغير السياسات الأميركية تجاه إيران التي يعتمد عليها العراق لتأمين الغاز والكهرباء. وأوضح التقرير أن هذه النسبة مهددة بسبب التدهور الداخلي في إيران، ما قد يؤدي إلى أزمة خانقة في الصيف. وبين واقع المشاريع الطموحة والدعم المالي المتزايد، يبقى نجاح العراق في التحول نحو الطاقة المتجددة مرهونًا بإرادة سياسية جدية وإصلاح مؤسساتي، بعيدًا عن المحاصصة والفساد، بحسب مراقبين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram