TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > إسـرائـيل تضــرب دمشـق والسـويــداء.. حماية الأقليات أم فرض معادلات جديدة؟

إسـرائـيل تضــرب دمشـق والسـويــداء.. حماية الأقليات أم فرض معادلات جديدة؟

نشر في: 17 يوليو, 2025: 12:01 ص

متابعة / المدى
في تصعيد هو الأوسع منذ شهور، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع حساسة في العاصمة السورية دمشق ومحافظة السويداء جنوبي البلاد، في توقيت إقليمي يشهد تحولات متسارعة وتفاهمات هشة.
فبعد اشتباكات داخلية في السويداء بين فصائل محلية، أعلنت إسرائيل قصفها لآليات عسكرية وطرقات مؤدية إلى المدينة، متذرعة بحماية السكان الدروز. وترافق ذلك مع تصريحات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها إصدار أوامر بضرب القوات السورية على الفور.
وفي تطور نوعي، شهدت ساحة الأمويين وسط دمشق، صباح أمس الأربعاء، انفجارًا ضخمًا ناجمًا عن ثلاث غارات إسرائيلية متتالية استهدفت مقر رئاسة الأركان السورية، ما أدى إلى دمار واسع، بحسب مصادر محلية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين سقوط قتلى وجرحى نتيجة الضربات التي طالت مبنى وزارة الدفاع. كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الغارات استهدفت قصر الرئاسة أيضاً، في رسالة وُصفت بأنها بالغة الخطورة من تل أبيب إلى دمشق.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن "الهجمات المؤلمة على سوريا بدأت"، في إشارة إلى استمرار التصعيد خلال الأيام المقبلة.
وفي الجنوب، أكدت إسرائيل استهدافها آليات عسكرية وطرقات في محيط السويداء، بدعوى حماية الدروز. لكن محللين يرون أن تل أبيب تسعى لفرض معادلة جديدة في الجنوب السوري مستغلة حالة الانقسام الطائفي والسيولة السياسية في دمشق.
وقال الصحفي والمحلل خالد خليل في مقابلة متلفزة إن ما حدث في السويداء ليس معزولًا عن سياق دولي وإقليمي، وإن إسرائيل توظف ملف الأقليات – وعلى رأسها الطائفة الدرزية – كورقة ضغط سياسية، وليست لحمايتهم فعليًا.
وأكد أن دروز الجولان رفضوا التجنيس الإسرائيلي، وواجهوا تلك المحاولات بوعي وطني، محذرًا من أن استدعاء التدخل الخارجي لا يخدم إلا مشاريع التقسيم.
خليل أشار إلى أن غياب قيادة موحدة داخل الطائفة الدرزية ساهم في تسهيل التدخلات الإسرائيلية، ولم يستبعد وجود اتصالات بين بعض الفصائل المحلية وتل أبيب عبر وسطاء إقليميين. واعتبر أن النزاع القائم في السويداء سياسي في جوهره، وليس طائفيًا، حيث يتمحور حول الانقسامات بين الزعامات الدينية الثلاث: الحناوي، الهجري، والبلعوس.
التصعيد الإسرائيلي الأخير يأتي في ظل أزمة داخلية خانقة يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تشمل محاكمات فساد واحتجاجات على سياساته. ويرى خليل أن نتنياهو يحاول كسب "نصر خارجي" يعيد له بعض الشرعية السياسية المفقودة، بعد فشله في احتواء الغليان الشعبي داخل إسرائيل.
يتجاوز هذا التصعيد الجغرافيا السورية، ليعكس تعقيدات المشهد الإقليمي ومحاولات إسرائيل فرض نفسها طرفًا رئيسيًا في أي تسوية مستقبلية، خصوصًا تلك المتعلقة بإخراج الميليشيات من سوريا وإعادة رسم توازنات النفوذ.
ويحذّر خليل من أن إسرائيل تستثمر في أكثر الملفات حساسية، وخصوصًا الأقليات، بهدف خلط الأوراق وتعطيل مسارات التهدئة، فيما يدفع أبناء السويداء والمناطق المستهدفة ثمنًا باهظًا لصراعات القوى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

ترامب: لدينا فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا على المدى القريب

ترامب: لدينا فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا على المدى القريب

متابعة/ المدى أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، أنه اقترب من إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، داعياً الأوكرانيين إلى التحرك بسرعة لأن روسيا تغير رأيها بسرعة، حسب تعبيره. وقال ترمب، في تصريحات صحفية:...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram