علي وجيهربِّ اغفرْ لبناتِ البصرةِ حينَ يُقلِّدنَ صوتَ الحلوى ؛ حينَ يجعلنَ النَّخيلَ شهقةً مُسعَّفة ؛ حينَ يجعلنَ وجوهَنا ارتباكاتٍ بِلُحىً خفيفة...ربِّ اغفرْ لهنَّ كُلَّما جعلننا نتدحرجُ قصيدةً قصيدةً نحو كُعوبِ أقدامِهنَّ المُغطّاةِ بالحنّاءِ الفاويّة ؛ وحينَ يصنعنَ من القمرِ رغيفاً ومن السَّماءِ مائدةً للملائكة ؛ ربِّ اغفرْ لَهُنَّ حينَ يتضايقنَ من حَرِّ شمسِكَ ؛ فالسخونةُ تُنضِجُ النِّساءَ سريعاً وتُزيدُ التقلُّبَ فوق السرير في ليلهنَّ المُتعرِّق ؛ اغفرْ لهنَّ التمسُّكَ بالطفولةِ حينَ يلعبنَ (الختّيلان) في ذاكرةِ المحمومين...
رَبّ اغفرْ ملوحتَهُنَّ وهي تزيدُنا عطشا ، اغفرْ لهنَّ كُلَّما رأينا الجدائلَ الموزونةَ بقلوبِنا المنثورةَ ، اغفرْ لهُنَّ حين ينظُرنَ يوميّاً لشطِّ العربِ فيجفُّ ، واغفرْ لنا ؛ لأننا نُرجِعُ البصرَ كرَّتينِ وألفاً ولا ينقلبُ خاسئا...اغفر لنا لأننا نتمعَّنُ بخلقِكَ ونعلمُ كم كُنتَ تكرهُنا حينَ خلقتَنا مُراهقينَ في البصرة!...rnحيدرُنا... وكُنَّا - نتقاسمُ البهجةَ - أربعةً ؛ يزرعُ أحدُنا لوحدِهِ حُلماً فنرى أثر المحراث بأكفِّنا كُلّنا...وكُنَّا : إذْ نحملُ الشَّمس على ياقاتِنا المُغبرَّة : نُفكِّرُ بندى البيتِ إذْ تستريحُ العيونُ من الضَّوء...وكُنَّا نجتمعُ على رُقعةٍ في قسم الخُدَّج ، نرفدُكَ بالتوقّعات ؛ "نُمنتجُ" سوادَنا من حياتِكَ لترى : - بلاداً بلا لافتاتٍ سود - شوارعَ غير مُزدحمة ونصلّي لتستلمَ راتباً لا ينفدُ ، نتمنى أن تشتهي كتاباً فتشتريه أو أنّك لا تشتهي كتاباً أصلاً ، وكُنَّا نخلقُ نساءً لا تخونُ ونضعها على طريقِكَ وكُنّا نبتسمُ كي لا تبكي ، نُقطِّرُ بياضَنا المتبقّي في دربِ أيَّامكَ...لكن : من السَّخافة أن أشرح الإستدراك...!
بنات البصرة
نشر في: 6 مارس, 2011: 05:09 م