متابعة / المدى
ينطلق المزارعون في سهل بيتوين، الواقع ضمن إدارة رابرين في إقليم كوردستان، مع شروق الشمس إلى أراضيهم الزراعية حاملين معداتهم، لبدء حصاد أحد أندر وأجود أنواع عباد الشمس في العراق. وتُجمع السنابل يدويًا ثم تُنقل إلى البيدر حيث تبدأ مراحل التجفيف والتنظيف والتحضير للبيع، في مشهد تعبق فيه الأرض برائحة الزراعة والمثابرة.
ويُعد سهل بيتوين من أبرز المناطق المنتجة لعباد الشمس الربيعي في الإقليم، لما يتمتع به من أراضٍ خصبة ومروية تمتد على مساحات واسعة.
ويقول المزارع المحلي عزير شيخ عارف إن الموسم الحالي لم يكن خالياً من التحديات، موضحاً: «رغم الجفاف وقلة الأمطار، حرصنا على زراعة كميات أقل نسبيا من عباد الشمس، فتأخر الري لفترة طويلة أثّر سلباً على بعض الحقول، لكننا تمكّنا من إنقاذ الموسم جزئياً». ويضيف أن هذا المحصول يتطلب مصادر ري مستقرة وكميات كافية من المياه، ويشير إلى أن ما يميز إنتاج بيتوين هو كبر حجم البذور، ورقة القشرة، وحلاوة الطعم، وهي صفات تجعل من المنتج المحلي صنفاً لا يُضاهى. ووفقاً للبيانات الزراعية، تمّت زراعة نحو 1000 دونم بعباد الشمس الربيعي هذا العام، فيما تم تأجيل زراعة المحصول الخريفي بسبب شح المياه، تماشياً مع توصيات الجهات المختصة. ويؤكد المزارع بشتيوان منكوري، الذي زرع عدة دونمات بالمحصول، أن جودة عباد الشمس المحلي تفوق المستورد بكثير، مشيراً إلى أن «كيلوغراماً واحداً من البذور المحلية يعادل في قيمته الغذائية وجودته عشرة كيلوغرامات من المستورد، نحن نعرف نوعية البذور من ملمسها وطعمها، تماماً كما يُميّز العسل المحلي عن الأجنبي». ويشير منكوري إلى أن السعر الحالي للكيلوغرام الواحد من البذور يتراوح بين 2500 و3000 دينار عراقي، بحسب الجودة. ورغم أن عباد الشمس كان يُستخدم في السابق لاستخراج الزيت، إلا أن تراجع حجم الإنتاج في السنوات الأخيرة أدى إلى تخصيصه للاستهلاك المحلي كمكسرات محمّصة، خاصة في المدن والبلدات المجاورة.
ويُعرف هذا النوع من عباد الشمس في سهل بيتوين بأنه الأفضل على مستوى إقليم كوردستان والعراق، بفضل صفاته النوعية، التي مكّنته من الحفاظ على مكانته في السوق رغم المنافسة من المنتجات المستوردة.










