بغداد / المدى
نفت وزارة الصحة، أمس السبت، تسجيل تفشٍ لمرض الحمى النزفية في محافظة ذي قار نتيجة تناول لحوم غير مفحوصة أو مصابة بالمرض، مؤكدة أن المعلومات المتداولة في هذا الشأن غير دقيقة من الناحية العلمية.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، في تصريح للوكالة الرسمية، أن «الادعاء بانتقال الحمى النزفية عبر تناول لحوم غير مفحوصة أو مصابة، كما ورد في إحدى القنوات الفضائية، غير دقيق علمياً، ويؤدي إلى إرباك المواطنين وتوجيه الجهود إلى مسارات وقائية خاطئة». وبيّن البدر أن الحمى النزفية (CCHF) هي مرض فيروسي يسببه فيروس «الكونغو-كرايمن»، وينتقل بشكل رئيسي إلى الإنسان عبر لدغة حشرة القرادة الصلبة من نوع Hyalomma، والتي تكتسب الفيروس من الحيوانات المصابة وتنقله أثناء اللدغ. كما أشار إلى أن انتقال المرض قد يحدث أيضاً نتيجة ملامسة دم أو إفرازات الحيوانات المصابة عبر الأغشية المخاطية أو الجروح، خاصة خلال الذبح أو التعامل المباشر مع اللحوم النيئة، مؤكداً أن الفيروس لا ينتقل عبر تناول اللحوم المطبوخة، وبالتالي فإن الادعاء بأن «تناول لحوم غير مفحوصة» سبب للمرض، غير صحيح. ودعا البدر إلى التركيز على وسائل الوقاية الحقيقية، وعلى رأسها مكافحة حشرة القرادة عبر حملات وزارة الزراعة، ومنع الجزر العشوائي، إضافة إلى ارتداء القفازات والنظارات الواقية عند التعامل مع اللحوم النيئة أو الحيوانات.
واختتم بدعوة وسائل الإعلام إلى «توخي الدقة وتحري المعلومات من مصادر طبية موثوقة، والتنسيق مع الجهات المختصة قبل نشر أي معلومات قد تؤثر على الصحة العامة أو تثير القلق بين المواطنين». يشهد العراق منذ أعوام تكرارًا في تسجيل إصابات بمرض الحمى النزفية، لا سيما في محافظات الوسط والجنوب، وعلى رأسها ذي قار والديوانية وواسط، ووفق إحصاءات رسمية، بلغ عدد الإصابات المسجلة في عموم البلاد منذ بداية عام 2025 نحو 123 إصابة، وهو رقم يقلّ مقارنة بالعام 2024 الذي شهد ذروة في الانتشار. ويصنَّف مرض الحمى النزفية كأحد الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتعود أسباب انتشاره بشكل رئيسي إلى ضعف الرقابة البيطرية، وانتشار الذبح العشوائي خارج المجازر الرسمية، وضعف حملات مكافحة القراد، وتظهر أعراض المرض على شكل ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وآلام عضلية، ونزيف تحت الجلد أو من فتحات الجسم في الحالات المتقدمة، وتصل نسبة الوفيات فيه إلى أكثر من 30% في بعض الحالات.
وتتزامن حالات الانتشار عادة مع موسم تكاثر القراد في فصل الصيف، ما يدفع وزارتي الصحة والزراعة سنويًا إلى إطلاق حملات تحذير وتوعية، فضلاً عن تنفيذ حملات رش لمكافحة نواقل المرض.










