متابعة / المدى
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده لم تقتنع بعد بجدوى استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إيران تنتظر ما وصفه بـ«إرادة حقيقية لدى الطرف المقابل» نحو حل يحقق مكاسب متبادلة.
وفي مقابلة مع قناة «CGTN» الصينية، أوضح عراقجي أن البرنامج النووي الإيراني «سلمي بالكامل»، وأن طهران «لا تجد مشكلة في مشاركة هذا اليقين مع الآخرين»، مشددًا على ضرورة استبعاد الخيار العسكري واعتماد الحل التفاوضي.
وعن الهجوم الأخير على منشآت داخل إيران، اعتبر عراقجي ما جرى «عملاً عدوانياً سافراً من جانب إسرائيل»، لافتاً إلى أن بلاده أجبرت « المعتدين على التراجع وطلب وقف إطلاق نار غير مشروط». لكنه وصف هذا الوقف بأنه «هش»، مشيراً إلى أن «سجل الكيان الإسرائيلي لا يُطمئن»، مؤكداً استعداد بلاده لاحتمال خرق الاتفاق.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن الهجوم على المنشآت النووية أظهر أن الخيار العسكري «لا يمكنه التعامل مع البرنامج النووي الإيراني»، معتبراً أنه «انتهاك لا يُغتفر»، لما قد يخلّفه من تبعات بيئية خطيرة على البشرية.
وتشهد المنطقة تصعيداً جديداً يعيد خلط الأوراق الإقليمية، مع تحركات إيرانية مكثفة لتعزيز النفوذ وتسليح الحلفاء، في ظل تقارير استخباراتية تشير إلى استعداد الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية محتملة.
بعد سنوات من تبني استراتيجية «الصبر الاستراتيجي»، يبدو أن طهران انتقلت إلى نهج مزدوج يجمع بين التهدئة الدبلوماسية وتعزيز القدرات العسكرية. وتُعدّ «حرب الأيام الـ12» نقطة تحول دفعت إيران إلى إعادة تقييم تموضعها الإقليمي.
ونقلت قناة «برس تي في» عن مسؤول إيراني قوله إن واشنطن تجهّز لتحرك عسكري تحت غطاء دبلوماسي، ويأتي ذلك في سياق سلسلة استهدافات طالت قيادات ومخازن أسلحة مرتبطة بطهران.
وفي الوقت نفسه، يكثّف الحرس الثوري الإيراني نشاطه في مضيق هرمز، بالتوازي مع تعزيز قدرات الحوثيين في البحر الأحمر، بهدف إبقاء المضيقين الاستراتيجيين – هرمز وباب المندب – تحت ضغط دائم، مما يشكل تهديداً لأمن الطاقة العالمي.
ورغم النفي الرسمي الإيراني لاتهامات تهريب الأسلحة، يشكك مراقبون في هذه التصريحات، مرجحين أن طهران تعتمد على أساليب تهريب غير تقليدية عبر دول وسيطة.
في المقابل، صعّدت إسرائيل من عملياتها الاستخباراتية داخل إيران، مستهدفة شخصيات ومنشآت حساسة، فيما بدأت طهران بإعادة هيكلة منظوماتها الأمنية والعسكرية.
ويخشى مراقبون من تحول التوتر الحالي إلى مواجهة مفتوحة، وسط اشتباك متصاعد على الجبهات الاستخباراتية والممرات البحرية، وغياب مؤشرات واضحة على انفراج قريب.