البصرة / عمّار عبد الخالق
شهد قضاء القرنة شمالي محافظة البصرة تصعيدًا احتجاجيًا جديدًا، تمثل في إغلاق طريق بصرة – عمارة من قبل أهالي منطقة الشرش، احتجاجًا على استمرار تلكؤ مشروع البنى التحتية وغياب أي استجابة فعلية لمطالبهم رغم انتهاء المهلة التي مُنحت لمجلس المحافظة.
وكان المحتجون قد علّقوا اعتصامهم مؤقتًا مطلع الأسبوع الجاري بعد اجتماع مع وفد من مجلس محافظة البصرة، ضمّ نائب رئيس المجلس أسامة السعد وعضو المجلس إياد المالكي، حيث جرى الاتفاق على مهلة مدتها ثلاثة أيام تُنفَّذ خلالها الشركة المنفذة التزاماتها فعليًا في الميدان.
لكن تلك المهلة انتهت دون أن تُسجَّل الشركة أي حضور على الأرض، ما دفع بالأهالي بالعودة إلى الشارع وإغلاق الطريق الحيوي الرابط بين البصرة والعمارة.
وقال موسى الموسوي، أحد منظمي الاعتصام، لـ”المدى”: “كنا واضحين منذ البداية.. لن نقبل بوعود شفوية أو مجاملات سياسية. ثلاث أيام مرّت ولم نشهد أي جهد فعلي في مناطقنا، ولذلك عدنا إلى الاحتجاج وأغلقنا الطريق”.
وأضاف: “مطالبنا لا تتعدى تفعيل المشروع المتوقف منذ خمس سنوات، وعودة مجاميع العمل والآليات إلى الأحياء المتضررة. ما لم يتحقق ذلك، فإننا لن نفاوض أحدًا سوى رئيس الوزراء أو محافظ البصرة شخصيًا”.
من جانبه، أشار أحمد الشرشاوي، وهو أحد المعتصمين، إلى أن الأهالي بانتظار خطوات عملية خلال الساعات المقبلة، مؤكدًا أن “التحرك الميداني هو الفيصل في استمرار التهدئة أو تجدّد الاحتجاجات”.
وأوضح لـ”المدى”: “نحن لا نثق بالتصريحات ما لم تتحوّل إلى آليات تعمل ومجاميع تشتغل في الشوارع. وإن لم نرَ ذلك خلال اليومين المقبلين، فسنصعّد مجددًا يوم الاثنين”.
وفي المقابل قال علي ياسين، وهو من سكان حي الشرش: “طرقنا جميع الأبواب، وطرقنا مغلقة ومجاري مكشوفة منذ سنين. لا نطلب أكثر من حياة كريمة وحقّنا في مشروع خدمي وُعدنا به أكثر من مرة”.
ويعاني أهالي الشرش من توقف شبه تام لمشروع البنى التحتية الذي تنفذه شركة “الجدار الساند”، وسط اتهامات بعدم الجدية والتسويف من الجهات التنفيذية.
ويخشى المحتجون من أن تتكرر السيناريوهات السابقة، حيث توقفت الأعمال عدة مرات خلال الأعوام الماضية دون محاسبة أو متابعة من قبل الجهات المحلية.
وأكد قاسم عبود، أحد وجهاء المنطقة، أن “أهالي القرنة فقدوا ثقتهم بالحلول الجزئية”. وقال لـ”المدى”: “هذا الطريق هو شريان رئيسي، وإغلاقه ليس عبثًا، بل رسالة.. الشرش تستحق أن تكون أولوية لا هامشًا، وسنواصل الضغط حتى يُنجز المشروع على أرض الواقع”.
ويُعد هذا التصعيد هو الثاني خلال أسبوع واحد، وسط مطالبات شعبية بتدخل مباشر من الحكومة الاتحادية لوضع حد لما وصفوه بـ”الاستهانة المستمرة بمعاناة الناس في أطراف البصرة”.
