ترجمة: حامد أحمد
في تقرير لمنظمة برنامج الأغذية العالمي (WFP) لشهر حزيران حول الخطة الاستراتيجية التي تنتهجها في العراق لتغطية برامج مساعدة للنازحين واللاجئين في البلد للفترة من كانون الأول 2020 الى شباط 2026، ذُكر أن الاحتياجات الأساسية من غذاء ومساعدات يمكن تلبيتها على مدار هذا العام، في وقت أكدت أن هناك عجزًا في التمويل المطلوب بنسبة 40%، وهناك حاجة ماسّة إلى تمويل عاجل، حيث لا يمكن عندها مواصلة تقديم برنامج المساعدات للنازحين لما بعد كانون الأول 2025.
وجاء في تقرير المنظمة الدولية أن الاحتياجات الإجمالية لتغطية نفقات البرنامج تبلغ688 مليون دولار، وأن التمويلات المستلمة من البلدان المانحة هي 392 مليون دولار، أي بنسبة تمويل 61%، حيث إن هناك عجزًا يقارب 40%سيعرقل مواصلة تقديم المساعدات لما بعد عام 2025، مشيرة إلى أن الأشخاص المتأثرين بالأزمات في العراق، بمن فيهم النازحون واللاجئون، يمكنهم تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والتغذية أثناء الأزمات وبعدها على مدار هذا العام.
وتشتمل الأنشطة، حسب برنامج الخطة الاستراتيجية، على تقديم مساعدات غذائية غير مشروطة للنازحين واللاجئين في العراق، وغيرهم من الأشخاص المتأثرين بالأزمات، مع تحسين سبل العيش للمجتمعات المستهدفة، بما في ذلك المزارعين، وزيادة قدرتهم على الصمود في وجه تبعات التغير المناخي من خلال تنفيذ مشاريع.
وفي حزيران 2025، أنهى برنامج الأغذية العالمي مساعداته لأكثر من 38 ألف لاجئ سوري في تسعة مخيمات، بعد التوزيع النقدي الأخير، وذلك نتيجة لنقص التمويل، وقد أبلغ البرنامج اللاجئين من خلال رسائل نصية قصيرة، وإدارة المخيمات، وجلسات للتشاور المجتمعي، وهناك حاجة ماسّة إلى تمويل عاجل لاستئناف المساعدات الغذائية للاجئين بعد حزيران 2025، وضمان استمرار المساعدة لنازحي مخيم الجدعة (مركز الأمل) بعد كانون الأول 2025.
وأشار التقرير إلى أن البرنامج قدم قسائم إلكترونية لأكثر من 6000 مستفيد مقيم (بواقع 1705أسرة) لنازحي مركز إعادة تأهيل الأمل، المعروف سابقًا بمخيم جدعة 1، في محافظة نينوى، كما تم تقديم مساعدات نقدية لأكثر من 8000 فرد (1791 إسرة) ممن لا يملكون وثائق مدنية في بغداد وصلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى وبابل.
وفي 25 حزيران أيضًا، شارك برنامج الأغذية العالمي في مهمة للأمم المتحدة إلى مركز إعادة تأهيل الأمل في محافظة نينوى، بمشاركة نائب الممثل الخاص للأمين العام ومنسق الأمم المتحدة المقيم، غلام محمد إسحاق زاي، حيث قدم البرنامج إحاطة حول المساعدات النقدية الشهرية الشاملة، بما في ذلك تسجيل المستفيدين، ومنهجية التوزيع، وآلية تسليم النقد بشكل عام.
وفيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي، وسبل العيش والعمل المناخي، فقد أكمل برنامج الأغذية العالمي في حزيران مشاريع رئيسية قائمة على حلول طبيعية في إقليم كردستان، لتعزيز إدارة المياه والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وشملت هذه المشاريع نظام أراضٍ رطبة مكتملة البناء بالكامل في مدينة بازيان بمحافظة السليمانية، وبركة تعاونية مكتملة في مدينة سرسنك بمحافظة دهوك، مع إنشاء سدود تغذية للمياه الجوفية في مدينة عقرة.
وكجزء من جهوده لاستعادة وإعادة تأهيل النظم البيئية، قدم برنامج الأغذية العالمي تدريبًا فنيًا لمنتسبي وزارة الموارد المائية حول تقنيات النباتات (phytotechnology)، كما نفذ زيارات ميدانية إلى موقع الأراضي الرطبة المنشأة في محافظة ميسان. ويهدف المشروع إلى استعادة التنوع البيولوجي ومكافحة تدهور الأراضي.
وبالتنسيق مع وزارة الزراعة العراقية، أكمل برنامج الأغذية العالمي تركيب 10 محطات أرصاد جوية أوتوماتيكية (AWS). وحتى الآن، دعم البرنامج إعادة تأهيل 32 محطة، وفي حزيران، أطلق برنامج الأغذية العالمي مبادرة «تعزيز التكيف من خلال الأساليب المحلية»، لدعم التكيف المناخي من خلال الابتكار المحلي. ويقدم المشروع منحًا قدرها 25 ألف دولار للشركات الناشئة العراقية ضمن دورات نصف سنوية، وتم تدريب 50 مزارعًا في نينوى ضمن شركات متخصصة على زراعة الفطر، بما يشمل تقديم المستلزمات والدعم الفني. وبدأ التنفيذ بجمع البيانات من 200 مزارع استعدادًا للتدريب.
وبالتعاون مع شركة غاز البصرة، أكمل برنامج الأغذية العالمي تركيب 68 وحدة زراعية مائية في منطقتي خور الزبير والرميلة في محافظة البصرة، وبالتنسيق مع مراكز الإرشاد الزراعي، درب برنامج الأغذية العالمي أكثر من 1100 مزارع ومرشد زراعي في محافظات نينوى وبغداد والأنبار وصلاح الدين وديالى والبصرة وذي قار. ركزت التدريبات على الري الحديث، والطاقة النظيفة، وتقنيات ترشيد المياه، وتدوير المخلفات الزراعية، والتكيف مع التغير المناخي.
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها إلى أن التحديات التي تواجه انتقال استراتيجية برنامج الأغذية العالمي من المساعدات الإنسانية إلى المساعدات التنموية، تتمثل في ضرورة أن يكون هناك تمويل سلس لسنوات متعددة، وذلك لضمان الانتقال الكامل وتحقيق أثر مستدام للبرامج المدرجة.
عن ريليف ويب الدولي










