متابعة / المدى
أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس الاحد، أمراً بالإخلاء «الفوري» للمدنيين الفلسطينيين من المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، استعداداً لتوسيع عملياته العسكرية. وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إن «الجيش يوسّع أنشطته في منطقة لم يعمل فيها من قبل»، داعياً السكان للتوجه فوراً نحو منطقة المواصي «من أجل سلامتهم».
في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته البرية في جباليا شمال القطاع، مؤكداً تدمير «مئات المباني المستخدمة لأغراض إرهابية»، والعثور على كميات من الأسلحة، إضافة إلى تدمير شبكة أنفاق بطول 2.7 كيلومتر وعمق 20 متراً تحت الأرض، بحسب بيان رسمي. وتعيش غزة منذ أشهر على وقع قصف مستمر، حيث قُتل حتى الآن أكثر من 58765 فلسطينياً، غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة مصدرًا موثوقًا، كما قُتل أكثر من 1219 شخصاً في إسرائيل نتيجة الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما فجّر النزاع الحالي.
وفي تحرك رمزي وطارئ، أطلقت سيارات الإسعاف في غزة، الأحد، أصوات صافراتها بشكل موحّد، في نداء استغاثة لتحذير العالم من «تفاقم المجاعة والوضع الصحي الكارثي»، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقالت الوزارة إن إسرائيل «تستخدم التجويع سلاحاً»، مؤكدة أن «الأطفال يموتون جوعاً أمام عدسات الكاميرات». وأشارت إلى أن الحصار ومنع دخول الدواء والمساعدات أدى إلى «انهيار النظام الصحي بالكامل».
وبحسب مصادر صحية فلسطينية، توفي 71 طفلاً بسبب الجوع وسوء التغذية، فيما قُتل أكثر من 900 مدني خلال محاولاتهم الحصول على مساعدات إنسانية، كما أفادت وكالة «الأونروا» بأن «طفلاً من كل عشرة في غزة يعاني من سوء التغذية»، مشيرة إلى أن القطاع يحتاج يومياً ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات، وهو ما لا يتحقق حالياً بسبب القيود الإسرائيلية.
وفي منشور على فيسبوك، اتهمت الأونروا السلطات الإسرائيلية بـ«تجويع المدنيين، ومن بينهم مليون طفل»، مطالبة برفع الحصار والسماح بدخول الأغذية والأدوية بشكل عاجل.
إلى ذلك، أعرب منتدى عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس عن قلقه من خطر استهداف ذويهم خلال العمليات العسكرية. وطالب الجيش الإسرائيلي بتقديم توضيحات عاجلة بشأن خطط القتال، لضمان حماية من تبقّى من الرهائن داخل القطاع.
وفي تل أبيب، نظم عشرات المواطنين، مساء أول أمس السبت، تظاهرة للمطالبة بإعادة الرهائن وإنهاء الحرب، شارك فيها أقارب للمحتجزين، وطالب المتظاهرون رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتحرك الفوري لإنهاء الأزمة الإنسانية وضمان الإفراج عن الرهائن.
وتستمر منذ أسبوعين محادثات غير مباشرة بين وفود من إسرائيل وحماس، تهدف إلى التوصل لهدنة لمدة شهرين مقابل إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء.
البابا ينــدد
من الفاتيكان، وجه البابا لاوون الرابع عشر، أمس الأحد، انتقاداً شديداً للعمليات العسكرية الجارية في غزة، واصفاً إياها بـ«الهمجية»، وداعياً إلى الوقف الفوري لـ" اللجوء العشوائي للقوة»" . وجاءت مداخلته بعد يومين من استهداف الجيش الإسرائيلي لكنيسة كاثوليكية في غزة أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين.
وقال البابا خلال صلاة التبشير الملائكي في كاستل غاندولفو قرب روما: " أعبر عن ألمي العميق حيال الهجوم على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة" ، مضيفاً أن الكنيسة كانت تؤوي نحو 600 نازح، بينهم عشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكد أن هذا الهجوم «يُضاف إلى سلسلة الهجمات العسكرية ضد المدنيين ودور العبادة»، مطالباً المجتمع الدولي بضمان احترام القانون الإنساني ومنع العقاب الجماعي والتهجير القسري.
كما عبّر البابا عن تضامنه مع المسيحيين في الشرق الأوسط، قائلاً: «أشعر معكم بعدم القدرة على فعل الكثير إزاء هذا الوضع المأساوي للغاية».










