TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > تظاهرات الجفاف في ميسان تغلق الطريق العام الرابط مع البصرة

تظاهرات الجفاف في ميسان تغلق الطريق العام الرابط مع البصرة

نشر في: 21 يوليو, 2025: 12:01 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

أغلق العشرات من أبناء ناحية الخير التابعة لقضاء المجر الكبير جنوب مدينة العمارة، الطريق العام الرابط بين محافظتي ميسان والبصرة، مرورًا بأقضية ونواحي المحافظة خلال تظاهرات غاضبة، في منطقة صدور المجر باتجاه قضائي المجر وقلعة صالح.
وطالب المتظاهرون خلال احتجاجاتهم الغاضبة التي تخللتها إطلاق أهازيج شعبية تُبيّن مطالبهم، بإطلاق المياه نحو مناطقهم التي تشكو من الجفاف بسبب تقنين الحصص المائية، ما سبّب أضرارًا كبيرة يدفع ثمنها الأهالي.
وبيّن جاسم علك أحد المتظاهرين خلال حديثه لصحيفة (المدى): «نحن أهالي منطقة نهر العز في ناحية الخير التابعة لقضاء المجر الكبير، خرجنا اليوم من أجل إيصال أصواتنا إلى الجهات المسؤولة والمعنية بإدارة المياه، بسبب جفاف مناطقنا بصورة تامة، مما أدى إلى انعدام فرص حياة الناس الساكنة هناك، خصوصًا بعد موت المواشي وانتهاء الثروة الحيوانية، وعدم إمكانية الزراعة أو الاعتماد على مصادر رزق أخرى، بسبب قساوة الظروف التي أوجدها الجفاف».
وأضاف علك: «انتفاضة أبناء مناطق ناحية الخير اليوم جاءت من أجل مطالبة المسؤولين، في المحافظة بالدرجة الأولى، خصوصًا محافظ ميسان ومدير الموارد المائية، بإطلاق حصة الناحية من نهر دجلة الممتلئ بالمياه، كذلك نبرق رسالة إلى دولة رئيس الوزراء نطالب خلالها بحقوقنا من المياه التي لم يُسمح لها المسؤولون بالوصول إلينا، وتُدفع نحو البصرة».
تظاهرات أبناء ناحية الخير لم تكن الأولى من نوعها، بل هي الثانية خلال الخمسة أيام الأخيرة، وتكرّر قطع الطريق العام للمرة الثانية تحديدًا في منطقة صدر المجر، وذلك بسبب شحّة المياه.
من جانبه، دعا رئيس مجلس إدارة الجمعية العراقية لإحياء وتطوير الأهوار، جمعة الدراجي، خلال مناشدة عاجلة وجّهها للجهات المعنية وفي مقدّمتها وزارتي الموارد المائية والبيئة، بالإضافة إلى أعضاء مجلس النواب وممثلي أبناء المحافظة وأعضاء الحكومة المحلية، إلى التدخل الفوري من أجل إنقاذ الأهالي في كافة الأرياف، والمناطق النائية وأبناء القرى في المحافظة. وورد في المناشدة التي اطّلعت عليها صحيفة (المدى): «هناك كارثة بيئية وشيكة نتيجة الجفاف ستطال كافة المناطق الواقعة على تفرعات الأنهُر الرئيسية والجداول، التي حُجرت مضخاتها ورُفعت، وأضحت كافة القرى بدون ماء، على الرغم من ارتفاع مناسيب المياه في نهر دجلة عند مركز المحافظة، مما يُمكن الجهات المختصة من التصرف بالمراشنة مع محافظة البصرة بما هو متاح من الإطلاقات المائية».
ودعا الدراجي إلى تشكيل خلية أزمة لمعالجة الموقف بصورة عادلة ومنصفة للجميع دون تمييز، أو تغليب مصلحة جهة أو منطقة دون أخرى، مشيرًا إلى تدخل منظمات المجتمع المدني ومكاتب حقوق الإنسان وكافة الجهات الرقابية. وتتصاعد حدّة الاحتجاجات والتظاهرات من مختلف مناطق المحافظة يومًا بعد آخر، بسبب اتساع رقعة الجفاف، وانعدام وصول المياه إلى مناطقهم وقراهم، خصوصًا في ذنائب الأنهُر التي تُعتبر المناطق المهددة بالدرجة الأولى، وسط تحذيرات ناشطي البيئة في المحافظة وتعالي أصواتهم من تدهور الأوضاع إلى حد لا يمكن معالجته. وفي هذا السياق، بيّن الناشط البيئي والمستكشف أحمد الساعدي لصحيفة (المدى): «حذرنا مرارًا منذ بداية العام الحالي من شحّة المياه، وأشرنا إلى أن عام 2025 من الأعوام شحيحة المياه، كما نبّهنا من تأثير قلّة الإطلاقات المائية وبشكل كبير جدًا على أقضية ونواحي المحافظة، ووصول ذلك التأثير إلى مركز المحافظة. والسبب هو عدم وجود مياه تُغذي جميع الأنهُر، ولا توجد إطلاقات مائية كافية لتعويض الضرر الحاصل، كما لا يوجد تقاسم للضرر بين محافظات الجنوب، حيث يُلاحظ الإجحاف الكبير بحق محافظة ميسان، والأنهُر التي توزع المياه على الأقضية والنواحي هي من تعاني من حدّة الجفاف».
وأضاف الساعدي: «لا تختلف ناحية الخير عن بقية نواحي المحافظة، وتأثرها الكبير بانحسار المياه وجفاف أهوارها والأنهُر المُغذية لها، وتحولها إلى صحراء بعد أن كانت من المناطق المتاخمة للأهوار، واشتقاق تسميتها لوفرة الموارد الطبيعية فيها، منها الأسماك والزراعة، ولكن – وللأسف – بعد جفاف الأنهُر أصبحت صحراء بلا أنهُر، وأبناؤها اليوم يطالبون بإنصافهم وإعطائهم الحق والأولوية، باعتبارهم يسكنون في مناطق بعيدة عن القضاء».
مُشدّدًا خلال حديثه لصحيفة (المدى): «على الحكومة المحلية والمركزية النظر جيدًا للملف المائي، وخاصة في هذه الأيام بعد أن فتك الجفاف بالأقضية والنواحي في محافظة ميسان، ولم يستثنِ منها منطقة، بل قتل الحياة فيها، وسبّب نفوقًا كبيرًا في الأسماك وموت المواشي، التي تُعتبر من المغذيات الرئيسية لمحافظات الجنوب من ناحية الزراعة والثروة السمكية ومشتقات الألبان المختلفة». ويُذكر أن محافظة ميسان شهدت عدة تظاهرات متلاحقة خلال الفترة الماضية بسبب الجفاف في جنوب وشرق المحافظة، أُغلقت خلالها الطرق المؤدية إلى المنشآت النفطية، وطالب خلالها المتظاهرون بإطلاق الحصص المائية صوب مناطقهم، منتقدين سوء إدارة ملف المياه وسط أجواء حرٍّ لاهبة تسجّل فيها مناطق المحافظة أعلى درجات الحرارة في العالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram