TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إكرام المجلس دفنه

العمود الثامن: إكرام المجلس دفنه

نشر في: 21 يوليو, 2025: 12:12 ص

 علي حسين

الحل الأسهل، في مأساة هذه البلاد التي سرق منها " الأخضر واليابس "، هو إشغال الناس بمعارك جانبية، ففي الوقت الذي تعاني فيه العاصمة من غياب الخدمات، وانتشار العشوائيات،، وجدنا مجلس محافظة بغداد يخصص وقته " الثمين " لمعركة منصب المحافظ. قبل ما يقارب الشهر اجتمع المجلس وقرر إقالة المحافظ عبد المطلب العلوي، وانتخب حيدر موحان محافظا جديدا،. وعندما تسأل ما السبب، يقولون لك انها مناصب سياسية يجب ان توزع بالعدالة المحاصصية، ولم تمض على قرار إقالة المحافظ 24 ساعة حتى اعيد الى منصبه وباجماع اعضاء المجلس ايضاً. هل انتهى الامر عند قرار العودة ؟، لا ياسادة فقد اجتمع المجلس من جديد ليقرر اقالة المحافظ مرة ثانية وبالاجماع أيضاً.
اقالة ثم اعادة، ومعارك صارخة داخل مجلس المحافظة، والنتيجة ان هذا المجلس يصبح في عداد الأموات حين تضع المنظمات الدولية مدينة بغداد في قائمة أسوأ المدن في التصنيف العالمي.
قبل أعوام أصدر المهندس المعماري موفق الطائي كتاباً بعنوان "بغداد جنة.. مع وقف التنفيذ"، ولو لو كنت مثل المهندس الطائي وعرفت بغداد طفلا وشابا، عرفت حدائقها الصغيرة، والبيوت الهادئة، وتنعمت بمشاهد شوارعها في الستينيات، ومررت من أمام مقهى البرازيلية،أو وقفت تتفرج على ما يعرضه حسو إخوان، لو كنت مثله بالتاكيد سوف تعتبر أن بغداد أجمل مدن الارض.
في كتابه يوجه موفق الطائي نداءً صادقاً "حافظوا على بغداد" حيث يطلب منا أن لا ننسى وصية معلمه محمد مكية التي كتبها قبل وفاته بأيام "استمعوا إلى بغداد.. أصغوا إلى صوتها كثيراً.. ستكتشفونه في حركة الشجر والنخيل.. في دفق ماء النهر.. في الضحكات الصافية.. تأملوا لونها.. تجدونه في الطابوق.. في الخشب.. في زرقة الماء.. في سمرة الأهل".
اليوم ونحن نيد الاستماع الى صرخة موفق الطائي، ننظر إلى بغداد وهي تنزلق، نحو عصور الفشل والعتمة!، المسؤول فيها لا يسمع سوى صوته.
وانا اقرأ اخبار مجلس محافظة بغداد تذكرت ما كتبه شاعر العراق الرصافي:
ويلٌ لبغدادَ ممّا سوف تذكرهُ عنّي
وعنها الليالي في الدواوينِ
لقد سقيتُ بفيضِ الدمعِ أربعها
على جوانبِ وادٍ ليس يسقيني
أفي المروءةِ أن يعتزّ جاهلها
وأن أكونَ بها في قبضةِ الهَونِ!
وأن يعيش بها الطرطورُ ذا شَممٍ
.. وأن أُسامَ بعيشي جدع عرنيني!
ما هو تعريف الطرطور؟ اتركه لجنابك او اتمنى عليك ان تتذكر قصيدة الجواهري الكبير وهو يخاطب الطراطير: " أي طرطرا تطرطري تقدمي تأخري تشيعي، تسنني "، ونضيف لها تحزبي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram