بغداد / المدى
وسط ارتفاع الأحمال الكهربائية في فصل الصيف، وتعهد حكومي بتحقيق الاكتفاء الذاتي في تأمين وقود محطات الكهرباء بحلول عام 2027، كشفت وزارة الكهرباء العراقية عن فقدان المنظومة الوطنية أكثر من 4 آلاف ميغاواط من طاقتها التوليدية، بسبب نقص الغاز المستورد، خصوصاً من إيران.
السوداني يطلق مشاريع تأهيل وتوسعة
أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني صباح أمس الاثنين، العمل التنفيذي في مشروع تأهيل وحدتين حراريتين قائمتين ونصب وحدتين جديدتين بطاقة 320 ميغاواط (2×160) في محطة كهرباء الدورة الحرارية وسط العاصمة بغداد. وأكد السوداني، وفق بيان لمكتبه الإعلامي، أهمية الموقع الحيوي للمحطة داخل بغداد، مشيراً إلى أنها تستفيد من مخرجات مصفى الدورة بما يتوافق مع المعايير البيئية. وأضاف أن وزارة الكهرباء، عبر مشروع فك الاختناقات في النقل والتوزيع، تمكنت من الحفاظ على مستوى مقبول من استمرارية تجهيز الطاقة.
وأوضح أن «الحل النهائي الذي حددته الحكومة منذ تسلمها المسؤولية، يتمثل في تأمين الوقود المحلي والاستقلال بالطاقة»، مؤكداً أن العمل جارٍ لتأمين الغاز لكافة محطات الإنتاج، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2027. كما لفت إلى مباشرة الحكومة بمشاريع طاقة متجددة، خصوصاً الشمسية، بعضها سيدخل الخدمة خلال أقل من عام.
أزمة غاز حادة تفقد البلاد 4 آلاف ميغاواط
في المقابل، أعلنت وزارة الكهرباء أن الإنتاج الحالي من الطاقة يبلغ نحو 24.5 ألف ميغاواط، في حين فقدت المنظومة أكثر من 4 آلاف ميغاواط بسبب انخفاض كميات الغاز المستورد، خاصة من إيران.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد موسى العبادي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إن البلاد تواجه حالياً ذروة الأحمال الصيفية وارتفاعاً كبيراً في الطلب، بالتزامن مع تراجع تجهيز الغاز، وهو ما تسبب بخسارة قدرات توليدية كبيرة.
وبيّن العبادي أن العراق يتسلم حالياً 22 مليون متر مكعب من الغاز يومياً فقط، من أصل 55 مليون متر مكعب تمثل الحاجة الفعلية لهذا الشهر، ما أدى إلى تراجع ساعات التجهيز، خصوصاً في المحافظات ذات الاستهلاك العالي. وأضاف أن الوزارة تعمل على مشروع التحول الذكي لتنظيم الأحمال والحد من التجاوزات، بما يشمل العشوائيات والمناطق الزراعية، إلى جانب استمرارها في تنفيذ خطط طارئة واستراتيجية لضمان استقرار التجهيز رغم التحديات المناخية والوقودية. وحول ملف الغاز الإيراني، أوضح العبادي أن الوزارة حولت مؤخراً جزءاً من المستحقات المالية عبر مصرف «TBI» لصالح الجانب الإيراني، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في زيادة الإطلاقات وتحسين مستوى التجهيز خلال الفترة المقبلة.
رغم المشاريع الحكومية الجارية في مجال التأهيل والتوسعة والطاقات المتجددة، إلا أن واقع الطاقة في العراق ما زال يواجه معضلات أساسية، أبرزها الاعتماد على الغاز المستورد لتشغيل أكثر من نصف منظومة التوليد، وهو ما يجعل تأمين الكهرباء رهينة تطورات خارجية لا تخضع بالكامل لسيطرة السلطات العراقية.
ووفق البيانات الحكومية، تسعى وزارة الكهرباء إلى الربط مع دول الجوار وتنويع مصادر الطاقة، إلى جانب استكمال مشاريع الوقود المحلي، أملاً في الوصول إلى استقلال نسبي في إنتاج وتوزيع الكهرباء، قبل نهاية الولاية الحالية.










