ترجمة: حامد أحمد
كشف تقرير مشترك لمنظمة الهجرة الدولية (IOM) ومنظمة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين (UNHCR) أنه في الوقت الذي ما يزال فيه أكثر من مليون نازح داخلي في العراق، فإنّه خلال الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني إلى 30 حزيران 2025، غادرت أكثر من ألف عائلة المخيمات في إقليم كردستان ونينوى وعادوا إلى مناطقهم الأصلية في محافظتي نينوى وصلاح الدين، في وقت يواصل فيه برنامج “الحركة الطوعية الميسرة” دعم وإعادة توطين النازحين بشكل آمن وطوعي وكريم.
وأشار التقرير إلى أنه ما يزال هناك مليون و31 ألفًا و475 نازحًا في داخل العراق، ومن بين هؤلاء فإن 104 آلاف و617 نازحًا فقط يقيمون في 20 مخيمًا للنازحين تقع جميعها في إقليم كردستان، مع ثلاث مخيمات أخرى في محافظة نينوى، أما الغالبية العظمى من النازحين فإنهم يقيمون في مواقع نزوح غير رسمية خارج المخيمات.
وفي عام 2024، غادرت 9 آلاف و581 عائلة (أي بحدود 44 ألفًا و345 شخصًا) مخيمات النازحين في إقليم كردستان، وهو ما يمثل نحو 30% من عدد النازحين المسجلين في بداية العام.
وذكر التقرير أنه خلال النصف الأول من هذا العام، اعتبارًا من 1 كانون الثاني إلى 30 حزيران 2025، غادرت 1017 عائلة إضافية، ويُقدّر عددهم بحدود (4577 شخصًا) هذه المخيمات، وقد عاد معظمهم إلى مناطقهم الأصلية، خاصة في محافظتي نينوى وصلاح الدين. ويواصل برنامج “الحركة الطوعية الميسرة” (FVM)، الذي تنفّذه المنظمة الدولية للهجرة منذ عام 2020، دعم عودة أو إعادة توطين النازحين في العراق بشكل آمن وطوعي. ويهدف البرنامج إلى مساعدة الأفراد والعائلات الجاهزين لمغادرة مناطق نزوحهم وإعادة بناء حياتهم في مجتمعاتهم الأصلية أو في مناطق جديدة خارج المخيمات.
وخلال النصف الأول من عام 2025 وحتى حزيران، عادت 904 عائلات (بحدود 5424 شخصًا) إلى منطقتي سنجار والبعاج، في 12 دفعة من مخيمات دهوك ضمن هذا البرنامج. ويُجرى حاليًا تنظيم دفعات جديدة تشمل 68 عائلة من مخيمي خازر وحسن شام في شرق الموصل، ومخيم بحركة في أربيل، مع 97 عائلة من مخيم داركار في دهوك. ولا يزال العديد من النازحين يفكّرون في مغادرة المخيمات الرسمية والمواقع العشوائية.
ومنذ 12 تموز 2024، تم تعليق الإجراءات الحكومية الخاصة بتسجيل ومغادرة المخيمات في دهوك، وحتى الآن، تبقى المنظمة الدولية للهجرة القناة الرسمية الوحيدة التي تتيح للنازحين الداخليين مغادرة المخيمات، حيث لم تستأنف وزارة الهجرة والمهجّرين خدمات تسجيل المغادرة بعد. ويواجه النازحون العائدون إلى مناطقهم تحديات عديدة، من بينها تحديات أمنية، وكذلك نقص في المساكن والخدمات الأساسية وفرص العمل في تلك المناطق، مع غياب واضح بشأن برامج المساعدات التي تنفذها منظمات دولية بسبب الانخفاض الكبير في حجم التمويل.
في النصف الأول من عام 2025، ظلّت الأوضاع في مخيمات النازحين في العراق على حالها إلى حد كبير، حيث لا تزال بعض الخدمات تُقدَّم من قبل السلطات الحكومية والجهات الإنسانية. ومع ذلك، أدّى انسحاب عدد من المنظمات الإنسانية من عدة قطاعات إلى حدوث فجوات كبيرة في المساعدات، وفي كثير من الحالات أصبحت الخدمات الأساسية المقدَّمة للنازحين في المخيمات غير كافية وتشهد تدهورًا مستمرًا.
من جانب آخر، لا تزال عملية توزيع المساعدات الغذائية غير منتظمة. ففي مخيمات شرق الموصل، وزعت وزارة الهجرة والمهجّرين ثلاث سلال غذائية منذ كانون الثاني 2025، كانت آخرها في حزيران. أما في مخيمات دهوك، فقد توقفت المساعدات الغذائية منذ شباط، مما اضطر النازحين إلى الاعتماد على المتبرعين الخواص والمنظمات الخيرية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وبعد انسحاب عدد من المنظمات غير الحكومية، أصبحت الخدمات الصحية في مخيمات النازحين تُقدَّم بشكل أساسي من خلال العيادات الصحية الأولية المدعومة من الحكومة عبر مديريات الصحة المحلية.
في نيسان 2025، سلّطت بيانات مراقبة إعادة الاندماج الضوء على عدة اعتبارات رئيسية تتعلق بأوضاع النازحين داخليًا بعد مغادرتهم المخيمات. فعلى الرغم من قرارهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، أو الانتقال إلى مناطق جديدة، أو الاندماج محليًا، لا تزال الأسر تواجه تحديات كبيرة تعرقل عملية الاندماج المستدام، مثل تضرر أو تدمير المساكن، ومحدودية فرص العمل وكسب العيش.
ويُعدّ السكن أكثر الاحتياجات التي تم الإبلاغ عنها بشكل متكرر بين الأسر العائدة أو التي انتقلت إلى مواقع جديدة، وكذلك غياب مصدر الدخل المستقر من التحديات المهمة التي تواجه الأسر، حيث أفادت 24% من العائلات فقط عن امتلاكها دخلًا شهريًا ثابتًا، وأعربت 65% من الأسر عن حاجتها إلى دعم معيشي، الأمر الذي يبرز هشاشة الوضع الاقتصادي للعوائل النازحة، فضلًا عن نقص خدمات أساسية أخرى مثل الوصول إلى مياه صالحة للشرب. في حين لا تزال تشكّل غياب البنية التحتية العاملة، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية، تحديًا أمام عملية إعادة الاندماج.
عن ريليف ويب الدولي










