المدى / متابعة
دعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، أمس الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تفشي الجوع في قطاع غزة، محذّرة من خطر وقوع مجاعة جماعية وسط أوضاع إنسانية وصفت بأنها غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وفي بيان مشترك، قالت منظمات بارزة مثل «أطباء بلا حدود»، و«العفو الدولية»، و«أوكسفام»، و«أطباء العالم»، و«كاريتاس»، إن زملاءها والعائلات التي تخدمها «يعانون من الهزال وسوء التغذية»، مع استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات.
ودعت المنظمات إلى رفع جميع القيود الإدارية والبيروقراطية، وفتح المعابر البرية كافة، وضمان وصول الإغاثة الإنسانية إلى مختلف مناطق القطاع، رافضة ما وصفته بـ«التحكم الإسرائيلي في توزيع المساعدات»، مطالبة باستعادة استجابة إنسانية «محايدة» تقودها الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن «أطنانًا من الغذاء والمياه والمواد الطبية والإيوائية والوقود، لا تزال مكدّسة في المستودعات، داخل غزة وخارجها، بسبب منع فرق الإغاثة من الوصول إليها أو تسليمها».
اتهامات متبادلة وتفاقم إنساني
ويأتي بيان المنظمات غداة اتهام المفوضية السامية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف مدني منذ نهاية أيار/مايو، خلال تجمعهم في نقاط توزيع المساعدات، خصوصًا قرب مواقع تابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في جلسة لمجلس الأمن، إن غزة تشهد «مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث»، مشيرًا إلى تفاقم سوء التغذية، واصفًا الوضع بأن «المجاعة تقرع كل الأبواب».
وفي السياق ذاته، أفاد مجمّع الشفاء الطبي بوفاة 21 طفلًا خلال 72 ساعة ماضية بسبب الجوع وسوء التغذية. كما أظهرت صور من مستشفى ناصر في جنوب القطاع والدين يبكيان فوق جثة طفلهما البالغ من العمر 14 عامًا، والذي توفي نتيجة الجوع.
سياسيًا، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن مبعوثها ستيف ويتكوف سيتوجه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف إلى وضع اللمسات النهائية على اتفاق لإنشاء «ممر إنساني» إلى غزة. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، أن ويتكوف يأمل بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار جديد، وفتح ممر آمن لإدخال المساعدات، مشيرة إلى أن الجانبين أبديا مبدئيًا موافقة على المقترح.
ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر أمريكية وإسرائيلية أن ويتكوف سيلتقي في روما وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومبعوثًا قطريًا رفيعًا، وفي حال تحقق تقدم ملموس، من المتوقع أن ينتقل إلى الدوحة بنهاية الأسبوع لاستكمال المفاوضات.
يُشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بين إسرائيل وحماس لم تُحرز تقدمًا ملموسًا بشأن التوصل إلى هدنة.
كما تجدر الإشارة إلى أن حركة حماس تُصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وألمانيا، ودول أخرى.










