متابعة / المدى
قال المصوّر الصحفي، بشار طالب، إنه اضطرّ إلى التوقف عن العمل عدّة مرات فقط للبحث عن الطعام لأسرته وأحبّائه. وأكد صحفيون في غزة أنّ نقص الغذاء المزمن يؤثر في قدرتهم على تغطية الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال صحفيون يعملون لدى وكالات أجنبية إن الجوع المدقع ونقص المياه النظيفة يُصيبهم بالإرهاق والمرض. وقد اضطر بعضهم حتى إلى تقليص تغطيتهم للحرب، التي دخلت شهرها الثاني والعشرين، حيث قال أحدهم: «لم يعد لدينا طاقة بسبب الجوع».
وفي حزيران، أدانت الأمم المتحدة ما وصفته باستخدام إسرائيل للغذاء كسلاح في غزة واعتبرته جريمة حرب، بينما تواصل منظمات الإغاثة التحذير من تفشّي سوء التغذية.
واتّهم شهود عيان ووكالة الدفاع المدني في غزة، القوات الإسرائيلية مرارًا بإطلاق النار على طالبي المساعدات، وقالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 1000 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الطعام منذ أواخر أيار.
يقول الصحفي بشار طالب، العامل لدى وكالة فرانس برس في غزة والذي يعيش حاليًا داخل أنقاض منزله المدمّر في جباليا شمال غزة: «اضطررتُ إلى التوقف عن العمل مرّات عدّة فقط لأبحث عن طعام لعائلتي وأحبّائي. أشعر للمرة الأولى أنّني مهزوم تمامًا من الناحية العاطفية. طرقت العديد من الأبواب لإنقاذ أسرتي من الجوع والنزوح المستمرّ والخوف الدائم، لكن دون جدوى حتى الآن».
عمر القطاطا، 35 عامًا، صحفي آخر يقيم داخل بقايا منزل عائلة زوجته بعد أن تدمرت شقته، يقول: «أنا مُرهق من حمل الكاميرات الثقيلة على كتفي والمشي لمسافات طويلة. لا نستطيع حتى الوصول إلى مواقع التغطية، لأنه لم يتبقَّ لنا طاقة بسبب الجوع ونقص الغذاء».
أما الصحفي، خضر الزنون، 45 عامًا، فيقول إنه يعاني من دوار وصداع دائم بسبب نقص الطعام والماء، وإنه يُصاب بالإغماء عدّة مرات.
مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سليمة، حذّر أمس من أنّ غزة تتجه نحو «أعداد مقلقة من الوفيات» بسبب نقص الغذاء، مشيرًا إلى وفاة 21 طفلًا جرّاء الجوع وسوء التغذية خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأفاد صحفيون عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى معدلات جنونية، حيث وصل سعر كيلوغرام واحد من الطحين إلى ما يقارب 46 دولارًا، وهو معدل يفوق قدرات أيّ مواطن بسيط على شرائه.
وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» في 8 تموز، إنّ أكثر من 200 صحفي قُتلوا في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.
من جانب آخر، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الأربعاء، إن عشرة فلسطينيين آخرين لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة في بيان لها تسجيل مستشفيات غزة عشر حالات وفاة جديدة نتيجة الجوع وسوء التغذية خلال اليوم الماضي، وأوضحت الوزارة أنّ عدد الوفيات بسبب الجوع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفع إلى 111 حالة.
وفي تطوّر آخر، دعت أكثر من 100 منظمة إغاثة وحقوقية، الأربعاء، الحكومات إلى التحرّك مع تفشّي الجوع في قطاع غزة، بما في ذلك المطالبة بوقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفّق المساعدات الإنسانية.
وفي بيان وقّعت عليه 111 منظمة دولية، حذّرت من مجاعة واسعة النطاق في أرجاء القطاع، في وقتٍ تتكدّس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها خارج غزة، بينما تُمنع المنظمات الإنسانية من الدخول أو توصيل المساعدات.
عن وكالات عالمية










