ذي قار / حسين العامل
أعربت نقابة الفنانين في ذي قار عن اعتراضها على ما وصفته بـ «تجاهل الحكومة المحلية» لرأي الفنانين وذوي الاختصاص عند الشروع بإقامة النصب والتماثيل في الساحات العامة، داعية إلى الإعلان المسبق عن المشاريع الفنية، واعتماد أسلوب المسابقات المفتوحة لاختيار النصب من قبل لجنة مختصة تضم خبراء وأكاديميين وفنانين.
وجاء موقف النقابة بعد إعلان الحكومة المحلية في ذي قار عن مشروع لإقامة نصب تاريخي من المرمر والبرونز، يجسد حضارة أور السومرية، على ضفاف نهر الفرات في موقع المحافظة القديم.
وقال نقيب الفنانين في ذي قار، علي عبد عيد، في تصريح لـ «المدى»، إن «الاعتراض لا يستهدف مضمون النصب أو الفنان الذي سينفذه، بل يتعلق بالتجاوز على فناني المحافظة وتجاهل رأيهم في مشروع يُعَد من صلب اختصاصهم». وأشار عيد إلى أن ذي قار تضم عدداً كبيراً من الفنانين أصحاب الخبرات المتراكمة في تنفيذ النصب والأعمال النحتية، وكان بالإمكان الاستعانة بهم منذ المراحل الأولى للمشروع، مؤكداً أهمية تشكيل لجنة فنية متخصصة تختار العمل الفني من خلال مسابقة عامة تضمن الشفافية والتنافسية، إلى جانب تحديد الموقع الأنسب لإقامة النصب.وأضاف أن «الأمانة العامة لمجلس الوزراء سبق أن أصدرت توجيهات تُلزم الجهات الحكومية باستشارة ذوي الاختصاص الفني في هذا النوع من المشاريع»، مشيراً إلى أن «استمرار الحكومات المحلية في إغفال هذا التوجيه وعدم احترام الواقع الثقافي والفني في ذي قار يُعد استخفافاً بأصحاب الاختصاص وإهمالاً للبعد الجمالي في المشهد الحضري». كما لوّح نقيب الفنانين بإمكانية تنظيم وقفة احتجاجية لفناني المحافظة، في حال استمرار الحكومة المحلية في إقصاء الآراء الفنية وعدم إشراك النقابة في مشروع النصب الذي من المفترض أن يعكس هوية المحافظة التاريخية.
وكانت الحكومة المحلية قد أعلنت الثلاثاء الماضي، عن مشروع لإقامة نصب تذكاري يجسد البعد الحضاري لمدينة أور، وذكرت في بيان صادر عن مكتب محافظ ذي قار أن الموقع المختار لإقامة النصب يقع على كورنيش نهر الفرات، ضمن ما يُعرف بالمحافظة القديمة، ليكون «معلمًا حضاريًا ثقافيًا عالميًا يخلّد عراقة ذي قار».
ونقل البيان عن محافظ ذي قار مرتضى عبود الإبراهيمي، أن «النصب الذي سيُشيَّد من مادتي المرمر والبرونز، باستخدام تقنيات فنية حديثة، سيكون بطول 100 متر وبارتفاع 8.5 أمتار، ويمثل تجسيدًا بصريًا لحضارة أور التي شهدت أولى معالم الكتابة والتنظيم المدني، وشكلت مركزًا لتلاقي الثقافات في فجر التاريخ».
وأوضح الإبراهيمي أن المشروع يهدف إلى إبراز الهوية الثقافية للمحافظة، وسيتم تخصيص المبالغ اللازمة لتنفيذه فور استكمال الكشوفات الفنية والهندسية.










