علي حسين
سأظلّ أقول بلا تردُّد، ليس أكثر بؤساً من سياسيين ومسؤولين يجعلون معركتهم من أجل الكراسي، أشبه بلعبة سيرك على الحبال، هرباً من التصدّي الجاد للمشكلة، ليجد المواطن نفسه بمواجهة قوى سياسية تعتقد انها " مقدسة "، ولا يجوز محاسبتها أاو الاقتراب منها،، في كل الازمات التي مرت بها البلاد نجد المسؤول العراقي يمارس لعبة السخرية من الناس، مثلما اعتقد السيد أسعد العيداني ان مجرد الحديث مع مواطن يُعد مكرمة، فمن هو هذا المواطن الذي يشكو ويعترض على سياسات المحافظ الحكيمة، وهل كان هذا المواطن يتخيل في يوم من الايام ان المحافظ سيتواضع ويرتدي تشيرته " الاسود " ليتجول في شوارع المحافظة. في مشهد تجاوز حدود السخرية اخبرنا السيد اسعد العيداني ان مشكلة البصرة ليست في نقص الخدمات، والماء الغير صالح للشرب، وفساد العقود والمشاريع، وإنما المشكلة مع هذا المواطن الذي لم يكن يحلم في يوم من الأيام ان يتنازل المحافظ ويتواضع ويتجاذب معه اطراف الحديث، فلماذا ايها المواطن المشاغب تتحدث عن نقص الخدمات وغياب العدالة الاجتماعية، فقد اختصر العيداني المشكلة، بمشهد يمثل هوية الطبقة السياسية التي تتحكم في شؤون هذه البلاد، عندما وجدناه يقول للمواطن: "تريد تعرف شسوينا، خلّينا واحد مثلك يحجي ويانه بدون ما نسيء له".
" 7 " اعوام والسيد اسعد العيداني جالس على كرسي المحافظ يمالىء الحكومة في بغداد حينا، ويغازل الاحزاب السياسية فى أحيان كثيرة، أدواته كثيرة وإغراءاته متعددة، مقاولات، استثمارات، وتهديدات.
كل هذه السنوات، والمحافظ – الشيخ -، كما يحلو له أن يُطلق عليه، يطرح نفسه باعتباره باني نهضة البصرة الحديثة.. لا يترك مناسبة إلا ويتغنى بانجازاته العظيمة، وإذ لم يكن المواطن البصري يتابع هذه التصريحات بلهفة وشوق، فلا يلوم إلا نفسه، لأن هذا المواطن لن يعرف لماذا لا نزال نتربّع على سلّم البؤس العالمي، وكان أشهر هذه التصريحات ما قاله "عظيم البلاد" همام حمودي ذات يوم للعراقيين: "عليكم أن تشكروا النعمة التي أنتم فيها".
لست ضليعا فى شئون الانجازات " العملاقة " التي شهدتها البصرة خلال السنوات الماضية، لكنى أعرف وأرى ان واحدة من أهم وأغنى مدن العالم وأعني بها البصرة، تفتقر الى ابسط الخدمات.
عندما يعتقد المسؤول الاول في المحافظة ان التجول في الشوارع والحديث مع المواطنيين عمل استثنائي وانجاز كبير،، فإننا بالتأكيد سندرك جيدا أنّ هذه البلاد ليست دولة مؤسسات، وإنما دولة المسؤول الأوحد.










