TOP

جريدة المدى > غير مصنف > سالينجر: لا يمكن نسيان رائحة الجسد المحترق

سالينجر: لا يمكن نسيان رائحة الجسد المحترق

نشر في: 7 مارس, 2011: 04:33 م

الكتاب: حياة سالينجركتابة: كينيث سلوفينيسكيترجمة: ابتسام عبد الله أمضى ج. د. سالينجر نصف حياته محاولاً الوصول الى الشهرة، وأمضى نصفها الثاني محاولاً الاختفاء عن الأنظار. ويقدم الكاتب كينيث سلوفينيسكي سيرة جديدة لحياة الكاتب الأمريكي، بمناسبة مرور الذكرى السنوية الأولى لوفاته.
عندما بدأ سلوفينيسكي بكتابة عمله هذا، كان هناك عبء كتاب،"في البحث عن سالينجر"، تأليف إيان هاملتون، إذ أن ذلك الكتاب الذي صدر عام 1988، جابه اعتراضات سالينجر، واحتجاجه لتضمنه رسائل لم تكن نشرت سابقاً، وبعد دعوى قضائية رفعها سالينجر، اضطر، هاملتون، إلى إعادة صياغة تلك الرسائل في كتابه، على الرغم من اعتماده الكبير عليها. ولذلك السبب وجد سلوفينيسكي نفسه محاصراً أمام ذلك الحاجز، خاصة وإن سالينجر، كان  على قيد الحياة، عند انتهائه من كتابة الجزء الاكبر من تلك السيرة. ومع ذلك اعتمد المؤلف على "يوميات مارغريت سالينجر"، الصادرة عام 2000.أما أفضل سيرة لحياة سالينجر فقد نشرت عام 1999، من قبل بول ألكسندر وكانت متعاطفة معه. أما سلوفينيسكي، فيعتبر من أشد المعجبين بأدب سالينجر، وأسس موقعاً على (الانترنيت) لسبعة أعوام من أجله، ونشر فيه مقالات كثيرة بعد وفاة أديبه المفضلّ.وقد تتبع الكاتب حياة سالينجر منذ طفولته، ويتحدث في كتابه عن والدته ميريام (ماري جيلج) ولدت في مدينة صغيرة في إيوا، من أصل ألماني – إيرلندي، وبشرتها الفاتحة وشعرها الأحمر، أكّدا كونها مهاجرة إيرلندية. وقد غيرت ماري اسمها بعدئذ الى ميريام، بعد زواجها من سولومن سالينجر، الذي كان يدير مسرحاً في شيكاغو، قبل انتقاله بعدئذ إلى نيويورك والعمل في مجال استيراد اللحوم والاجبان.وقد ولد للزوجين، جيروم ديفيد سالينجر في نيويورك عام 1919، ونشأ في عائلة ميسورة الحال وعلمانية.وفي عام 1932، انتقلت العائلة من الحي الغربي لنيويورك، إلى بارك أفينيو. وفي ذلك الحي، نشأ سالينجر وتعلم في مدارسها، وذلك قبل فصله من المدرسة بسبب درجاته الهابطة وانضمامه بعد ذلك، مضطراً، إلى أكاديمية فورج العسكرية، ويقول المؤلف، إن حياة سالينجر في تلك الأكاديمية أزدهرت على الرغم من ظاهرة العداء للسامية التي برزت في المجتمع الأمريكي في تلك الفترة، التي لم تنعكس آثارها عليه وهو النصف يهودي.وتعليم سالينجر بعد ذلك، لم يكن منهجياً، بل متقطعاً فقد انضم إلى فصل دراسي في جامعة نيويورك وآخر في يورسينوس، (جامعة صغيرة في بنسلفانيا) ولم تشهد حياته طفرة خاصة إلاّ بعد التحاقه بفصل دراسي في جامعة كولومبيا، عام 1939، لدراسة القصة القصيرة وكتابتها، وفي تلك المرحلة من حياته، نشر أولى قصصه القصيرة،"الأولاد الصغار"، بعد فترة قليلة من بلوغه سن الـ21. ج.د. سالينجر، كما أصبح يُعرف، قرر الانصراف إلى الأدب. وعلى الرغم من الرفض الذي قوبل به آنذاك، فإنه وجد اهتماماً من قبل اتحاد هارولد أوبر، الوكالة الأدبية التي قدمت من قبل سكوت فيتزجرالد (نموذجه المفضل)، وعلى الرغم من التأثير الكبير لهمنغواي (الذي سيقابله في ما بعد ويتراسل معه)، فإن مؤلف غاتسبي، كان على رأس قائمة الروائيين بالنسبة إليه، أو كما يعزى إليه القول: "كنت مجنوناً بغاتسبي"، وعلى الرغم من كفاح سالينجر لإيجاد صوته الخاص، فإن سالينجر استمتع آنذاك بالأجواء الراقية التي انفتحت أمامه حيث التقى يوجين أونيل والتقى بابنته أونا (16 سنة)، ووجدها وهي في الـ22 من العمر ساحرة الجمال. ونشأت بين الاثنين علاقة صداقة، وامضيا أوقات فراغهما معاً، ضمن الأجواء الراقية للأغنياء ونجوم المجتمع.  وفي تشرين الأول 1941، تلّقى سالينجر خبر قبول صحيفة النيويوركر قصته،"تمرد صغير في ماديسون" وكانت تلك القصة معلماً من معالم حياته، على الرغم من انها سردت عبر الضمير الغائب.وقبل أن تنشر الصحيفة قصته، قصف اليابانيون بيرل هاربر، وتأجل نشرها.ويتناول الكاتب، أيضاً المرحلة المخيفة من حياة سالينجر في زمن الحرب، تلك التجربة المؤثرة. ويتابع سالوفينيسكي حياته من تلك المرحلة ويعيد تشكيلها وصياغة الأحداث الحربية الوحشية، ويمكن اعتبار سالينجر، الكاتب الأمريكي الأكثر تجربة بالحرب، فقد نزل مع القوات الأمريكية على ساحل النورماندي (دي- داي)، ومن ضمن مجموع 3080 جندي، بقي على قيد الحياة، بعد ثلاثة أسابيع، 1130 فقط، وكانت أحوالهم وظروفهم سيئة، مما أدى بعدئذ إلى بقاء 563 منهم أحياء، وتمكن سالينجر من النفاذ بجلده، وقال لابنته يوماً "بإمكانك العيش طويلاً ولن يكون باستطاعتك في يوم ما نسيان رائحة الجسد وهو يحترق".وفي ذلك اليوم، كان سالينجر قد ذهب الى مستشفى للعلاج من وطأة جرح قديم. وفي رسالة الى همنغواي، الذي التقاه مسبقاً في أحد بارات باريس، كتب يقول أنه يعاني كآبة دائمة. وفي ما بعد كتب عن تلك الحالة في إحدى قصصه، مسترجعاً ذكريات الحرب العالمية، التي تركت ندبة لا تزول، ولكن ما يجلب الانتبـــاه، إن سالينجر يحكي عن تجاربه عبر قصص قصيرة فقط، دون أن يوظّف أحاسيسه وتجاربه الفذّة في الحرب في المجال الروائي. وقد يكون سبب ذلك، معاناته الشديدة التي لم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram